قال الله سبحانه و تعالى : صدق الله مولانا العظيم- سورة ابراهيم يسعدني أن يكون يوم عيد ميلادي في 20 جويلية ، موافق ليوم عيد ميلاد الأخ سمير القنطار عميد الأسرى العرب المحرّر و بهذه المناسبة أتوجّه له بالتّهنئة بحياته الجديدة و باستعادته لحرّيّته بعد فترة 30 عاما من الأسر كما أهنّئ عائلته و المقاومة الإسلاميّة و الشّعب اللّبناني و بهذه المناسبة أيضا أعبّر عن فرحتي باحتفالي لأوّل مرّة بمناسبة عيد ميلادي بحضور أخي العزيز عبد الكريم بعد أكثر من 16 سنة قضّاها في السّجون التّونسيّة دفاعا عن حقّه و حقّ غيره في حرّيّة التّعبير عن رأيه, لا يعتدي و لا يقبل أن يعتدى عليه، يطالب بالحرّيّة للجميع و يساند القضايا العادلة و على رأسها القضيّة الفلسطينيّة, و قد شاركنا في الاحتفال بعيد النّصر، نصر المقاومة و كم كانت الفرحة عارمة في عائلتنا و عبّرت عنها الجوارح و الدّموع فأنا منذ أن أكرمني الله بتحرير أخي الحبيب عبد الكريم يوم 7 نوفمبر 2007 ،أشعر بفرحة عميقة كلّما سمعت أو شاهدت معتقلا أو سجينا في قضيّة عادلة يخرج من السّجون في أيّ مكان من العالم فما بالك فلسطين المحتلّة كما أنّني في الوقت نفسه مع حمد الله على نعمته علينا، أشعر بالحزن من أجل كلّ من لم ينعم بالحرّيّة بعد و أدعو الله أن يعجّل لهم بها و ييسّر أسبابها في بلادنا تونس في نفس هذا الشّهر، شهر تحرير آخر الأسرى اللّبنانيّين و نحن إذ نجدّد الدّعاء إلى الله كي يطلق سراح بقيّة الأسرى الفلسطينيّين و العرب في سجون الاحتلال، نرجو من الله العليّ القدير أن يتمّ إطلاق سراح ما تبقّى من إخواننا المساجين السّياسيّين الّذين حوكموا في قضيّة حركة النّهضة و جميع المساجين السّياسيّين وعودة جميع المغتربين و استرداد الجميع لحقوقهم المدنيّة و السّياسيّة حتّى نفرح فرحة كبرى و تفرح عائلاتهم و يفرح "التّوانسة" و يجتمع الشّمل فنشعر بحقّ بأنّ تونس هي لكلّ التّونسيّين و بذلك أيضا سيفرح معنا أحرار العالم لأنّ نسمة الحرّيّة عندما تهبّ في مكان من الأرض فكأنّما هبّت في جميع أرجاءها كما أنّنا ننتظر بلهفة لحظة استقبال رفات إخوتنا الشّهداء الثّمانية رحمهم الله و هم مكّرّمون في بلادهم تونس فيمتزج بعودتهم تراب تونس بتراب فلسطينفتونس لا تتنكّر لأبنائها و لشهدائها و هم الّذين رفعوا رؤوسنا عالية باستشهادهم من أجل تحرير فلسطين و تحرير القدس؛ قضّيّة العرب و المسلمين الأولى في كلّ مكان فالدّفاع عن الأوطان واجب شرعيّ و حقّ من حقوق الإنسان و الشّعوب، تجمع عليه الشّرائع السّماويّة و المواثيق الدّوليّة. أسأل الله أن يستجيب لدعائي حتّى تتمّ فرحتنا بالحياة و بالحرّية في تونس و في بلاد العرب و المسلمين, اللّهمّ آمين يا ربّ العالمين. هند الهاروني