تنضمّ إلى الفضاء التلفزيوني العربي الأسبوع المقبل، قناة جديدة تبثّ إرسالها انطلاقاً من لندن، للمشاهدين العرب حول العالم، مع إيلاء اهتمام خاص بالوجود العربي المتنامي في أرجاء القارّة الأوروبية. وتعتزم مجموعة من الإعلاميين ورجال الأعمال العرب، إطلاق قناة تلفزيونية فضائية، ذات بعد عربي مستقل، تحمل اسم "الحوار"، الذي يعبِّر عن الطابع المنفتح للقناة ويلخِّص إرادة القائمين عليها في أن تكون بمثابة منبر للتواصل عبر الحدود والمسافات في الفضاءات الإعلامية التفاعلية. وأعرب المدير العام لقناة "الحوار"، عبد الرحمن أبو دية، عن أمله في أن تكون القناة "صوتاً للعرب في المهاجر وجسراً للتواصل بين العرب وبقية الشعوب والثقافات، وأن تساهم في تعزيز قيم التسامح والديمقراطية واحترام الحريات وحقوق الإنسان"، متعهداً بأن تبقى "صوتاً مستقلاً وموضوعياً، وأن لا يقتصر اهتمامها على أخبار وهموم الجاليات العربية في أوروبا والعالم؛ بل يتعداها إلى هموم المواطن في الدول العربية"، وفق قوله. وعن مضامين البث؛ قال زاهر بيراوي، مدير البرامج في المحطة التي تبثّ من لندن، إنه بالإضافة للبرامج السياسية المتميِّزة؛ فسيتم تناول قضايا الجاليات العربية في أوروبا بصورة غير مسبوقة في كمّها وعمقها، كما هو الحال في برنامج "لكل العرب"، وبرنامج "دائماً معكم"، اللذين ينقلان فعاليات التجمّعات العربية في أوروبا سواء منها الثقافية والفكرية، أو الاجتماعية والسياسية. وعلاوة على ذلك؛ يأتي البرنامج المباشر "لكل زمان ومكان" ليعالج الموضوعات المتّصلة بالجوانب الدينية للأقليّة المسلمة في الغرب. وفي سياق التواصل بين الثقافات؛ يسلِّط برنامج "شرق وغرب" الضوء على أهم الجوانب والأبعاد المشتركة بين الدوائر الثقافية والحضارية. ويستضيف نخبة من أصحاب الرأي والاختصاص، ليتناولوا ضمن إطار من النقاش الهادئ والمعمّق؛ القواسم المشتركة ومجالات التنوّع بين الحضارات، تعزيزاً لمساعي التواصل والتفاهم، ودفعاً لأطروحات الصراع والتصادم. ولفت بيراوي الانتباه إلى أنّ البرامج الحوارية السياسية، مثل "تسعون دقيقة" و"قضايا وآراء" و"أضواء على الأحداث"؛ ستتناول كافة "القضايا الساخنة" التي تهمّ المواطن العربي أينما كان، "بصراحة تامة، لأنّ محطة الحوار "أُسِّست لتعزيز مفاهيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ولخدمة تطلعات الشعوب العربية في بناء غد أفضل"، وفق تأكيده. وفي الوقت نفسه أكد أنّ "الحوار" ستلتزم الموضوعية والمسؤولية في كل ما تقدِّمه للمشاهدين، وستتناول بالتحليل أحدث المستجدات "بعيون عربية ومصداقية عالية، وستقدم التحليل العميق لكشف أبعاد الأخبار وتداعياتها"، كما يقول. وفي ما يخصّ التنوّع اللغوي المرحلي في برامج القناة الجديدة؛ فقد أوضح مديرها عبد الرحمن أبوديّة، أنها ستعتمد مبدئياً اللغة العربية، فيما ستعمل لاحقاً على إدخال عدد من اللغات الأوروبية الرئيسة ضمن البرامج، مراعاة للنطاق العالمي من المشاهدين وأخذاً بعين الاعتبار الخصوصية اللغوية لقطاعات الجيل الثاني والثالث من أبناء الجالية العربية. ويأتي اهتمام هذه القناة الجديدة بقطاعات الجمهور العربي في القارة الأوروبيّة؛ في الوقت الذي بات فيه هذا الجمهور يمثل شريحة ملحوظة من مشاهدي الفضاء التلفزيوني العربي لكن دون أن تواكب ذلك قنوات متخصصة بتناول واقعه واستعراض اهتماماته. وتأمل قناة "الحوار" من جانبها أن تكون "وسيلة مهمة للتواصل بين الأجيال وللتفاعل بين الجاليات العربية فيما بينها، من أجل معالجة أفضل لهمومها وللقضايا التي تواجهها في المهجر"، كما يقول مديرها أبودية، الذي يضيف "نحرص أيضاً على أن يكون بثّنا أداة للتواصل بين العرب ومجتمعاتهم الجديدة، للتعريف بما يحملون من قيم حضارية، ولتفعيل دورهم الإيجابي في الحياة العامة وفي أوساط المجتمعات في تلك البلاد، آخذين بعين الاعتبار أيضاً تطلعات الشعوب العربية في بناء علاقات إيجابية مع هذه الدول وشعوبها، وإيجاد تفهّم أكبر للقضايا العربية". وعن دوافع إنشاء المحطة في لندن؛ يشير أبو دية إلى أنّ "سقف الحرية المرتفع والذي لا يحده إلا القانون والمعايير المهنية العالية التي تطبق في كل وسائل الإعلام الغربية، بالإضافة إلى توفر الكوادر المهنية والكفاءات الإعلامية العربية المميزة" هو الذي يشجع على الانطلاق من لندن. ويغطي بثّ قناة "الحوار" في مرحلته الأولى جميع الدول العربية وأوروبا، قبل أن يتوسع لاحقاً، فيما بدأ بثها التجريبي بالفعل على القمرين الصناعيين "نايل سات" على التردّد العمودي MHz11823 و"هوت بيرد" على التردد العمودي MHz10949.