لقد عرفت المناضلة والمربّية الفاضلة والناشطة الحقوقية المتالقة عطاء نضاليا وبذلا تربويا وزخما جمعياتيا الأستاذة زكية الضيفاوي منذ كانت طالبة بكلّية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة.وقد باشرت نضالها مبكرا منذ انتسابها لشعبة التاريخ بالكلية ضمن صفوف الاتحاد العام لطلبة تونس فكانت نعم الطالبة المحترمة المتعاونة مع أساتذتها،وكانت الناطقة الأمينة باسم زملاؤها،الراعية والمتابعة لشؤونهم.وقد اضطرت في أثناء دراستها وتلبية لنداء الواجب الأسري أي واجب الاسناد العائلي الى قطع دراستها والالتحاق بالتدريس برغم ماكان للتحصيل من مكانة مميزة وأكيدة لديها فانخرطت بعد انتقالها للحياة العملية في العملين السياسي والجمعياتي فكانت نعم المناضلة الأصيلة المتألقة بمدينة القيروان منارة الاسلام الأولى بربوع المغرب العربي في زمن عزّ فيه الاصداع بكلمة الحق وركن الكلّ الى الصمت والرياء والرضى بالدون وأكل الخبز بجبن فنالت نصيبها من المضايقات ومن الملاحقات ومن الاستجوابات عبر الضغط عليها اداريا في ميدان عملها الا أن ذلك كله لم يثنها عن تلبية نداء الواجب الحقوقي والعمل الجمعياتي الأصيل وليس الاستعراضي الاعلامي؟؟؟ وقد زارتنا المناضلة والمربية الفاضلة بكلية الآداب والعلوم الانسانية مستفسرة عن السبل المتاحة اداريا لتمكينها من مواصلة دراستها الجامعية حصولا على باقي الشهادات وصولا الى منحها الاجازة.وكانت تتوجس من امكانية تأثير نشاطها وعملها السياسي والجمعياتي على قبول وزارة التعليم العالي الحريصة على تكريم المناضلين والنقابيين الأصيلين من داخل القطاع وخارجه بترسيمها مجددا ضمن طلبة قسم التاريخ بكلية الآداب بسوسة.وقد علمت في مابعد كما لعله علم الجميع أو على الأقل المعنيون بالشأن العام بخبر اعتقالها ،ثم الحكم عليها بثمانية أشهر سجنا.وبرغم التهم الموجهة اليها ولرفاقها وهي تهم الغاية الأساسية منها تبرير الحكم الصادر فان تهمتهم الحقيقية أنهم من القلة الذين يرفضون الاستكانة والقبول بالأمر الواقع والاكتفاء بمواكبة الأحداث عن بعد أي عبر شاشةقناة تونس7،كما لو كان المرء يشاهد شريطا سينمائيا يكتفي بمشاهدته من بدايته الى نهايته دون أن يكون له أي صلة لاحقا به سوى التعبير عن اعجابه،أو رفضه له بعد نهايته؟ أطلقوا سراح المربية الفاضلة والمناضلة الحقوقية والجمعياتية زكية الضيفاوي ورفقائها