ترحب تونس بقدوم رمضان بتنظيم عدد من الأحداث والمبادرات منها جمع الطعام والمال للهلال الأحمر التونسي. كشفت وزارة الشؤون الدينية يوم السبت 30 غشت أنها برمجت أكثر من 195 ألف تظاهرة دينية بمناسبة حلول شهر رمضان لضمان موسم أعياد ممتع وآمن للصائمين. وقال أبو بكر الأخزوري، وزير الشؤون الدينية، خلال ندوة صحفية إنه يُنتظر أن يصل عدد التظاهرات الدينية إلى أكثر من 195 ألف حدث طوال شهر رمضان هذه السنة. وقال إن الوزارة قامت بانتقاء جملة من الأساتذة والشيوخ للاضطلاع بدور الإرشاد والتوجيه الديني على امتداد الشهر الكريم في كافة المنابر والتظاهرات الدينية". ويبلغ تعداد التظاهرات حوالي 53 ألف نشاط متصل بالمسابقات القرآنية وما يناهز 137 ألف نشاط فكري وديني. وتخصص جميع الصحف اليومية طوال شهر رمضان صفحات للحديث عن فضائل شهر رمضان وتقدم الفتاوى والنصائح للصائمين يجيب عنها متخصصون في الفقه الديني. وقد عبر وزير الشؤون الدينية عن دعمه لهذا التوجه ومشيدا بالعقلانية التي تميز الإعلام الديني في تونس الذي يعتمد على الوسطية والابتعاد عن الغلو والتطرف. وقال إن "المادة المنشورة في الصحف ووسائل الإعلام هي جيدة وخالية من كل السفاسف والفتاوى المحملة بالتخلف والرداءة التي انتشرت مؤخرا في وسائل الإعلام في الخارج". وتجندت وزارة التجارة للمساعدة في الاستعدادات لشهر رمضان إذ استبقت مصالح المراقبة الاقتصادية بالوزارة حلول شهر رمضان بالإعلان عن تسخير خمسمائة وحدة متنقلة لمراقبة نشاطات الأسواق على مدار الساعة خلال الشهر الكريم وكذلك فعلت منظمة الدفاع عن المستهلك التي بادرت بدورها بإصدار توصياتها إلى المستهلك بكبح جماح رغباته وشهواته. وفي افتتاحية لصحيفة الصباح يوم 31 غشت حذرت أسيا عتروس المستهلكين من الإسراف والتبذير خاصة وأن هذا الشهر اقترن بمصاريف العطلة الصيفية والعودة المدرسية فليس سرا بالمرة أن حلول هذا الشهر ارتبط بموسم الصيف واحتياجاته الكثيرة وستتخلله العودة المدرسية بكل نفقاتها المتزايدة ليختتم بحلول عيد الفطر ومتطلبات فرحة العيد الأمر الذي لن يكون بالهين على أصحاب الدخل المحدود ممن يتعين عليهم توخي الحكمة والقناعة في التصرف من أجل أن يكون شهر رمضان شهر الخير والبركة واليسر والرحمة". وللمساهمة في تخفيف أعباء العائلات الفقيرة أقام الهلال الأحمر التونسي تظاهرة لجمع التبرعات في أحد الفضاءات التجارية بضواحي العاصمة تواصلت لثلاثة أيام اعتبارا من 29 غشت وإلى غاية ليلة حلول شهر رمضان وقد خصص حاويات للمتبرعين من زوار الفضاء المحتاجين. وقد قالت الفتاة هيفاء وهي واحدة من المتطوعين الذين توزعوا على مداخل الفضاء التجاري لإقناع الحرفاء بالتبرع بسخاء "أعتقد أن الوعود جيدة وبدا الناس متعاطفين مع ما نقوم به لكني لا أعرف النتيجة على أرض الواقع". وخصص الهلال الأحمر التونسي فرع ولاية أريانة حاويات لجمع المساعدات الغذائية سيقع توزيعها في وقت لاحق على المحتاجين". وفي تصريح لمغاربية، قالت السيدة حميدة بن تيرو إنها سعيدة بهذه الحركة التي يتقدم فيها الشباب لإقناع الكبار بالتبرع بسخاء. وعلقت أن "الدنيا مازال فيها خير". أما سيف الدين بن مراد وهو في العشرينات من عمره فقد علق بقوله "أمنيتي أن تكون أشهر السنة رمضان حتى يتواصل هذا المد التضامني". وسيشهد رمضان هذا العام مسابقة دولية لحفظ القران الكريم دأبت وزارة الشؤون الدينية على إقامتها منذ سنوات. وحسب مصادر رسمية بوزارة الشؤون الدينية، فإن مسابقة هذا العام ستشهد مشاركة 20 دولة و800 متسابق وستسلم الجوائز للفائزين ليلة 27 رمضان. وحسب وزير الشؤون الدينية، فإن الجالية التونسية بالخارج سيكون لها نصيب من التأطير والإرشاد الديني عبر إرسال بعثة دينية إلى أوروبا في النصف الثاني من شهر الصيام ستضم عددا من الأساتذة المتضلعين دينيا ولغويا للتواصل مع أبناء الجالية التي يقيم الجزء الأكبر منها بفرنسا.