أكملت الدوائر المسؤولة على الشأن الديني في تونس استعداداتها لشهر رمضان الفضيل، من خلال زيادة العناية بالمساجد وتهيئة المعالم الدينية المختلفة، التي تشهد إقبالا مكثفا على امتداد شهر رمضان، حيث تم توزيع الزرابي والسجاد، فيما تولت فرق ولجان متخصصة عملية تعهّد المساجد بالدهن والصيانة اللازمتين. وتعرف بيوت الله قبيل شهر رمضان، اهتماما خاصا من قبل القائمين عليها ومرتاديها، حيث يتم شراء تجهيزات جديدة سيما من حيث الإنارة، وتلبس المساجد حللا من الزينة التي تعطيها رونقا لا يبدو عليها إلا في هذا الشهر الكريم. بالموازاة مع ذلك، انتهت وزارة الشؤون الدينية من إعداد سلسلة من الفعاليات الدينية خلال هذا الشهر، وتم في هذا السياق، برمجة نحو 195 ألف تظاهرة، تتوزع بين أكثر من 50 ألف مسابقة ذات صلة بالقرآن الكريم، ونحو 140 ألف نشاط فكري وديني، وتم انتقاء مجموعة من الأساتذة والمشايخ للقيام بدور الإرشاد والتوجيه الديني في كافة المنابر والتظاهرات الدينية التي وقعت برمجتها، فيما تولت الوزارة ضبط المضامين والمحتويات التي سيتم التطرق إليها في هذه الفعاليات. وكان وزير الشؤون الدينية، أبو بكر الأخزوري، عقد أمس مؤتمرا صحفيا، كشف فيه عن اتجاهات الخطاب الديني في تونس خلال شهر رمضان. ووجّه الوزير انتقادات شديدة اللهجة إلى الفضائيات والمنابر التلفزيونية العربية التي تبث برامج دينية، ووصفها ب"البرامج المليئة بالسفاسف والفتاوى المحملة بالتخلف والرداءة"، منوّها إلى المادة المنشورة في الصحف ووسائل الإعلام التونسية، والتي قال "إنها جيدة ومفيدة". وعلمت "الشرق" من جهة أخرى، أن حوالي عشرين دولة عربية وإفريقية ستشارك في المسابقة الدولية لتلاوة القرآن الكريم، حيث ستشهد هذا العام دخول نحو 800 قارئ للقرآن، حلبة التنافس على الفوز بجائزة تونس الدولية لحفظ القرآن الكريم، التي تسند للفائزين في ليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل. على صعيد آخر، تم تسجيل عديد الأسماء البارزة التي ستشارك في المسابقة الدولية من أجل الحصول على جائزة رئاسة الجمهورية للدراسات الإسلامية، التي تسندها تونس سنويا لأفضل الدراسات الإسلامية الصادرة خلال العام 2008.