إتّهم نشطاء طلابيّون هذا الأسبوع في تونس وزارة التربية ب "منعهم من النجاح" في مناظرة تؤهّلهم مباشرة للإلتحاق بسوق الشغل ، و ذلك "عقابا لهم على إنتمائهم إلى عدد من أحزاب المعارضة في تونس " على حدّ تعبيرهم . و ألقى هؤلاء النشطاء ( إسلاميون و شيوعيون و ناصريون ) في بيان لهم حصلت "المصريون" على نسخة منه ، باللائمة على وزارة التربية متّهمين إياها بما وصفوه ب "إستثنائهم من النجاح في مناظرة "الكاباس" التي تلحقهم آليا و فورا بصفوف المدرّسين" و ذلك في إطار ما أسموه ب"فرزهم من قبل الوزارة و تصفيتهم على خلفية أنشطتهم النقابية و إنتماءاتهم السياسية" ، على حد تعبير البيان ذاته . و هذه هي المرّة الأولى التي تصدر فيها إتهامات بهذه الخطورة في تونس عن "ممارسات من هذا القبيل" تخصّ أشهر مناظرة بالبلاد . و قال أحد هؤلاء النشطاء في تصريح أمس الإربعاء ل"المصريون" إنّه "لدينا فائق الأدلّة على أنّنا نجحنا فعلا في المناظرة و أنّ الوزارة هي التي تدخلت لحذف أسمائنا من قائمة الناجحين" ، على حدّ قوله . و تابع محمد مومني (33 سنة حاصل على الأستاذية في الفلسفة 1999 ) في تصريحه ل"المصريون" ، " لقد شهد بنجاحنا الذي ألغته الوزارة الأساتذة أنفسهم الذين إختبرونا في المناظرة ، كما إمتنعت مصالح الوزارة بشدّة على منحنا حقّنا في تسلّم أوراق إصلاح الإمتحان وكشف أعداد الإختبارات و هو دليل واضح على خوفها من إفتضاح أمر مهزلة حرماننا بصورة غير قانونية من حقّ النجاح" على حدّ قوله . و إعتبر هؤلاء النشطاء أنفسهم ب "أنهم من خيرة الكفاءات التي أنجبتها الجامعة التونسية" ، وقال فرد آخر منهم و هو الحسين بن عمر (30 سنة حاصل على الأستاذية في الإعلامية 2001 وشهادة الدراسات العليا المتخصصة في نظم الاتصالات والشبكات 2003) ل"المصريون" ، "كلّنا حصلنا على شهاداتنا الجامعية بإستحاق عال فهل يجوز بعد ذلك أن نعجز كلنا هكذا بالصدفة عن النجاح في مناظرة واحدة" ،و تابع "أنا شخصيا درّست مؤقتا بعد حصولي على الأستاذية في الجامعة(معيد) و كلّ من درّستهم نجحوا بحواصل عالية فكيف أعجز أنا شخصيا عن النجاح؟ ". فيما إتّهم زميله الجيلاني الوسيعي ( 35سنة حاصل على الأستاذية في الآداب العربية سنة 1999) وزارة التربية بما أسماه ب"ممارسة سياسة التجويع في حقهم لأسباب تتعلق بأنشطتهم السياسية بغرض تركيعهم" على حدّ وصفه . و تّعرف في تونس بإسم "الكاباس" مناظرة محلية سنوية شهيرة يتقدّم إليها جميع الحاصلين على شهادة الأستاذية (ليسانس) و يمنحهم النجاح في هذه المناظرة ، الحق في العمل بصورة آلية و أمّا التعثّر في هذه المناظرة فيعني البطالة إلى غاية الموعد السنوي الموالي ل"الكاباس" . و كانت وزارة التربية التونسية قد أعلنت عن تقدّم أكثر من 54 ألف حاصل على الأستاذية إلى هذه المناظرة هذا العام ، لكن لم يحالف النجاح ضمن القائمة التي وقعت إعلانها رسميا منذ أيام قليلة ، إلاّ قرابة ألفين و700 من المتقدّمين للمناظرة . و كانت تونس شهدت تأسيس إتحاد نقابي لأصحاب الشهادات العليا المعطّلين عن العمل ، للدفاع عن حقوق عشرات الآلاف من خريجي الجامعات ممّن لم يعرفوا طريقهم إلى سوق التشغيل رغم إنقضاء سنوات طويلة على تخرّج مّعظمهم .