: واحد وعشرون ميدالية تونسية لذوي الاحتياجات الخاصة بأولمبياد بكين , رقم جعل تونس تحتل طلائع الترتيب العالمي في رياضات ألعاب القوى للمعوقين بعد أن تخطت بذلك رقم الميداليات الثماني عشر الذي حققته في دورة أثينا للألعاب الأولمبية الموازية ... الحدث شكل انجازا عربيا وتونسيا بكل المقاييس اذ لم تخل الأولمبياد الموازية الا في يومها الأخير من رفع العلم التونسي وعزف النشيد الوطني في ملعب عش الطيور بالعاصمة الصينية. سقطت أسطورة تفوق العقل الغربي على الذهن العربي من خلال أداء أكثر من رائع قدمه أبطال العرب من التونسيين ... خيبة أمل أولمبياد الأصحاء العرب ببكين قبل أيام أو أسابيع قليلة كادت أن تضاف الى قائمة هزائمنا العسكرية والسياسية والتنموية , حين كان المردود الرياضي العربي الجماعي أقل من أن يحبر في صحائف الرياضيين لولا ذهبيتي السباح الملولي والعداء البحريني ... التألق التونسي لذوي الاحتياجات الخاصة كان بالتأكيد مفخرة عربية شعبية ورسمية أمام جمهور وحضور لم يقل يوميا عن التسعين الف متفرج هذا بالاضافة الى مئات الملايين من المشاهدين والمتابعين عن كثب للفضائيات الرياضية ... تأملت في فرحة المتوجين من التونسيين ذكورا واناثا فتيقنت من أصالتنا العربية وقدرة مواطنينا على الابداع عندما تكفل لهم الدولة كل فرص الرعاية والعناية ... التحدي كان لدى هؤلاء كبيرا من أجل اثبات جدارتهم في الحياة والوجود بعدما تعودنا معشر الأصحاء العرب على جلد ذواتنا واسقاط اخر حصون مناعتنا الثقافية والسياسية في محيط عربي واسلامي هزيمته نفسية بالدرجة الأولى... أثبت معوقونا الأصحاء على مستوى الارادة والالتزام بأن العنصر العربي أو الاسلامي ليس متخلفا على مستوى مايملكه من امكانات وأن أطرنا الرياضية قادرة على صناعة المعجزات وأن التأطير الاداري والسياسي الناجح يمكن أن يحمل لنا التتويج العالمي واعتلاء المنصات ... التتويج التونسي الأولمبي في رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة لاشك أنه يحسب للمسؤولين السياسيين وعلى رأسهم الرئيس بن علي حيث أولت تونس على مدار العقد الأخير الرياضة والرياضيين اهتماما لافتا وعناية خاصة جعلها تتصدر منصات التتويج على صعيد عربي وافريقي وقاري ودولي. النجاح التونسي الباهر في الأولمبياد العالمية الموازية لابد أن ننظر له كمراقبين ورجال اعلام عرب من زوايا تنصف المشهد التونسي العام وترصد مايحدث فيه من تطورات ملحوظة على أصعدة شتى , وهو مايعني أن تونس وان كانت لاتخلو من نقائص وثغرات في مجالات عدة الا أنها تعتبر على طريق البناء والتشييد والانجاز نمرا عربيا برغم ضعف الموارد والثروات مقارنة بدول عربية أخرى تتدفق فيها أكبر الاحتياطات العالمية للنفط والغاز ... الانجاز الرياضي التونسي سيضاف حتما الى تطورات اقتصادية وتنموية وعلمية وتقنية تشهدها تونس اليوم , وقاطرة الاصلاح يبدو أنها في طريقها الى أن تكتسح كل المجالات برغم صعوبة التحدي التنموي الشامل في وسط عربي واقليمي كثير الاضطراب والقلق في موضوعات الاصلاح من زواياه المحرجة أيضا . مرسل الكسيبي */*كاتب واعلامي تونسي- 18 سبتمبر 2008- 18 رمضان 1429 ه - . لمراسلة الكاتب أوالاتصال به هاتفيا : [email protected] الهاتف : 00491785466311 المصدر : صحيفة الحقائق/ المملكة المتحدة + + وطن/الولاياتالمتحدة - بتاريخ 19 سبتمبر 2008 + شبكة محيط بتاريخ 21 سبتمبر 2008