في حفل جماهيري بالعاصمة اليمنية صنعاء الأحد 2-7-2006، تعلن المعارضة رسميا مرشحها للانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر المقبل، والذي يتوقع على نطاق واسع أن يكون "فيصل بن شملان" الوزير والنائب البرلماني السابق. ويعرف بن شملان بين مؤيديه بالرجل "النظيف" نظرا لتقديم استقالته من منصبه كوزير للنفط بعد أن أحبطت خطته الإصلاحية للوزارة، كما قدم استقالته فيما بعد كنائب بسبب تمديد فترة مجلس النواب إلى 7 سنوات بدلا من أربعة. وفي أول تصريح له بعد تسريبات إعلامية عن كونه مرشحا لتجمع أحزاب "اللقاء المشترك" المعارض كمنافس للرئيس علي عبد الله صالح مرشح الحزب الحاكم قال بن شملان ل"إسلام أون لاين" السبت 1-7-2006: "في حال إجماع الهيئات العليا لأحزاب اللقاء المشترك في اجتماعها اليوم بأن أكون مرشحا عنها للرئاسة سأوافق اضطراريا". وبن شملان "الرجل النظيف" -كما يسميه مرشحوه- في أوائل السبعينيات من العمر، وقد تقلد منصب وزير لأول مرة عقب استقلال جنوب اليمن عن الاحتلال البريطاني عام 1967. وتبوأ بن شملان منصب وزير مرة أخرى عام 1994 حيث تولى منصب وزير النفط خلال حكومة الائتلاف التي كانت مشكلة من حزب "المؤتمر الشعبي العام" الحاكم حاليا وحزب الإصلاح ما بين 1994 إلى عام 1997، واشتهر بنزاهته في أوساط الشعب بسبب إعادته لسيارة حصل عليها أثناء توليه لوزارة النفط. وعن سبب استقالته من الوزارة، قال بن شملان: "تقدمت بلائحة تنظيمية لسياسة الوزارة لكنها أهملت، بل حتى لم تعرض للنقاش"، ونفى أن يكون قد عين أو عزل موظفين في الوزارة بدون أسباب واضحة. وفاز بن شملان كشخصية مستقلة بعضوية مجلس النواب في انتخابات عام 1993، إلا أنه قدم استقالته منه بسبب تمديد مدة المجلس إلى 7 سنوات بدلاً من أربع، وقال الوزير السابق: "الشعب منحني الثقة لأربع سنوات فقط". ولمرشح المعارضة أيضا حيث كتب العديد من القصائد، الكثير منها تناولت قضية الفساد وإثارة على المجتمع ومنها: وإن يكن الفساد نظام حكم *** تخلقت الحمائم بالصقور فعث ما شئت لا تخشى حساباً*** إذا أمنت غفران القدير وبع ما قد بنيت فذاك أمر *** من الصندوق والبنك الأميري ومنها أيضا: وإن يكن الفساد نظام حكم*** فما منجاك من ظلم وجور وإن يكن الفساد نظام حكم *** فكبر أربعاً وأنذر بشر ولا تحلم بعدل أو نهوض *** حري بالسعيد نهوض عصر خطاب جماهيري من جهة أخرى، قال محمد قحطان الناطق الرسمي ل"اللقاء المشترك" المعارض الذي يضم سبعة تنظيمات أبرزها الحزب الاشتراكي وحزب الإصلاح (إسلامي) والحزب الناصري واتحاد القوى الشعبية: "إن مرشح المعارضة (لم يسمه) سوف يلقي خطابا جماهيريا في العاصمة صنعاء يوم غد الأحد خلال حفل سيقام بمناسبة إعلانه مرشحاً رسميا للمعارضة". وأوضح قحطان في حوار لصحيفة "نيوز يمن" أن الإعلان عن البرنامج الانتخابي للمرشح سيكون في خطوة لاحقة. وبدأ بعض أنصار المعارضة اليمنية حملات دعائية لبن شملان، حيث بدأت مواقع تفاعلية وإخبارية على شبكة الإنترنت وصحف حزبية ومستقلة تبرز صورة الوزير السابق كمرشح "لعهد جديد من أجل التغيير". وكانت مصادر صحفية قالت إن المجلس الأعلى والهيئة التنفيذية لأحزاب "اللقاء المشترك" قررت في اجتماع لها الخميس 29-6-2006 تسمية بن شملان مرشحاً للانتخابات الرئاسية. وإلى جانب بن شملان، أعلنت 12 شخصية بينها عدد من النساء نيتها الترشح للانتخابات. ولا يحق لأي مواطن الترشح للرئاسة باليمن إلا إذا حصل على 5% على الأقل من أصوات أعضاء البرلمان الذي ينتمي معظمه (229 نائبا من أصل 301) إلى الحزب الحاكم، وكذلك نسبة 5% من أعضاء مجلس الشورى الذي تعين السلطة جميع أعضائه البالغ عددهم 151 عضوا. يذكر أن الرئيس علي عبد الله صالح قد تراجع يوم 24 يونيو2006 عن قرار اتخذه في يوليو 2005 بالتخلي عن السلطة لصالح عملية التداول معلنا الترشح لولاية جديدة من سبع سنوات في الانتخابات المقبلة. ويرأس صالح حزب المؤتمر العام الحاكم. وسبق للرئيس اليمني أن أعلن مرتين عن رغبته في عدم الاستمرار في الرئاسة، وعقب كل مرة كان يعلن "نزوله عند رغبة المتظاهرين الذين كان الحزب الحاكم يخرجهم للمطالبة باستمراره في الحكم"، بحسب المعارضة. وتولى صالح (60 عاما) الرئاسة في يوليو 1978، وفاز في آخر انتخابات للرئاسة عام 1999 بفترة مدتها 7 أعوام تنتهي في يوليو 2006.