لندن - صنعاء وكالات كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أمس أن بريطانيا والولايات المتحدة تمارسان ضغوطاً على السعودية لإقناع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بتقديم استقالته رسمياً، بعد نقله إلى الرياض للعلاج من الجروح التي أُصيب بها قبل ثلاثة أيام. وقالت الصحيفة إن ديبلوماسيين غربيين أكدوا أن لندن وواشنطن تصران على حث صالح على تنفيذ اتفاق يتخلى بموجبه عن السلطة مقابل الحصول على حصانة من الملاحقة القضائية وضمانات مالية حول مستقبله. وأضافت أن المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في اليمن احتفلوا برحيل صالح بعد 33 عاماً قضاها في السلطة، لكن أفقر بلد في العالم العربي لا يزال يواجه الاضطراب فضلاً عن القلق بشأن استمرار الهدنة إذا حاول العودة إلى صنعاء. وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب الحاكم في اليمن، المؤتمر الشعبي العام، أصر على أن صالح سيعود إلى صنعاء، لكن دبلوماسيين ومحللين شككوا في ذلك مؤكدين أن صبر السعودية مع جارها اليمني المنقسم والمرهق بدأ ينفد. ونسبت إلى عبد الغني الارياني المعلق السياسي اليمني قوله "سيكون من المستحيل على صالح العودة بعد أن خرج من اليمن وهذا هو السبيل الوحيد العقلاني، لأن ذلك نزع فتيل بعض التوترات والحروب وجعلها أقل احتمالاً اليوم مما كانت عليه بالأمس". وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أبدى قلقه حيال الوضع في اليمن، واعترف بأن الجهود السابقة لإقناع صالح بالتنحي عن منصبه فشلت، لكنه تعهد بمواصلة العمل في هذا الاتجاه.
جراحة ناجحة
وحسب آخر المعلومات الواردة من السعودية، فقد بدأ الرئيس صالح يتعافى بعد جراحة اجريت له لاستخراج شظية من صدره في الوقت الذي تماسكت فيه على ما يبدو هدنة بين قواته واتحاد قبلي. إلا أنه يبدو أنه سيحتاج إلى عدة عمليات تجميل بسبب بعض الحروق التي أصيب بها، وأنه بحاجة لعمليات تجميل إضافية قد تستغرق عشرة أيام قبل عودته لليمن. وكان صالح قد أصيب يوم الجمعة الماضي عندما اطلق صاروخ على قصر الرئاسة في صنعاء مما ادى الى قتل سبعة اخرين واصابة اوثق مستشاريه. وهو يعالج حاليا في مستشفى بالرياض. وقد ترك خلفه كقائم بأعمال الرئيس عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس والذي ينظر اليه كثيرون على ان ليست لديه سلطة تذكر.
هدنة متماسكة
وبدت هدنة بين القوات الموالية لصالح وجماعة الاحمر زعيم قبائل حاشد متماسكة في ساعة مبكرة من صباح أمس مما يوفر بعض الراحة بعد اسبوعين من القتال في العاصمة سقط خلاله اكثر من 200 قتيل. ومن الامور الاساسية خلال الايام المقبلة اي انباء عن حالة صالح واي اشارات من السعودية بشأن ما اذا كان قادرا على العودة الى اليمن او ما اذا كانت الرياض ستمارس ضغوطا عليه كي يترك السلطة. ومسبقا، تعهدت المعارضة اليمنية أمس بمنع عودته إلى البلاد، وقال الناطق باسم ائتلاف أحزاب اللقاء المشترك المعارض محمد قحطان في حديث لوكالة فرانس براس "سنعمل بكل ما أوتينا من قوة على منع عودته". وأضاف قحطان أن أحزاب اللقاء المشترك تعد خروج صالح إلى السعودية يوم السبت من أجل العلاج "بداية نهاية هذا النظام الديكتاتوري والفاسد"، حسب تعبيره. وقال إن المعارضة مستعدة للتعاون مع عبد ربه منصور هادي -الذي كان نائبا للرئيس وأصبح القائم بأعمال الرئاسة بعد مغادرة صالح للسعودية- لكن المشكلة، حسب تعبير قحطان، هي هل سيقبل أولاد الرئيس بتسليم السلطة.