سليانة: انهيار جزء من سقف قاعة تدريس بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية    وزير الإقتصاد يشارك في اجتماعات الربيع السنوية لمجموعة البنك العالمي وصندوق النقد الدولي.    تونس: أسعار الخضر والغلال اليوم في سوق الجملة    استخدام جلد الخنزير دون تنبيه الحرفاء يورّط علامات تجارية عالمية    انس جابر تعود الى ملاعب الكرة الصفراء من بوابة بطولة مدريد للماسترز    حنبعل المجبري يقود بيرنلي للعودة إلى البريميرليغ    قبل لقاء قفصة: النجم يحتج على غياب ال VAR    الرابطة الثانية - فتحي الحاج اسماعيل يخلف الهادي المقراني في تدريب جمعية مقرين    بكين تحتضن أول نصف ماراثون للروبوتات في العالم    طقس اليوم: درجات الحرارة تسجل ارتفاعا طفيفا    عاجل : قبل عيد الأضحى... وزارة الفلاحة تطمئن التونسيين    أطباء و صيادلة بالمستشفيات العمومية يُقدّمون إستقالة جماعية    عاجل/ هذه الدولة العربية تعلن الحداد ل3 أيام اثر وفاة البابا فرانسيس    سرقة حقيبة وزيرة الأمن الداخلي الأميركية خلال عشاء عائلي في واشنطن    بطولة انقلترا : وود يسجل هدفا ويقود فورست للفوز على توتنهام والتقدم للمركز الثالث    بطولة اسبانيا : ريال بيتيس يتغلب على جيرونا 31    صادم: 1100 بناية مصنفة كخطر وشيك أو مؤكد بالعاصمة أغلبها بالمدينة العتيقة    سعيّد: "أعتز بوعي التونسيين الذي ستكسّر عليه كل محاولات العودة الى الوراء".. #خبر_عاجل    البابا فرنسيس: الوداع الأخير دون حضور إسرائيلي؟    5 سنوات و"تسليم الإدارة".. تفاصيل أحدث مقترح لوقف حرب غزة    لأول مرة.. اعتقال قياديين فلسطينيين في دمشق    عاجل/ رسالة هامّة من رئيس الدولة الى البنوك العمومية والخاصّة    جو أهيد إيغلز يحرز لقب كأس هولندا لكرة القدم بركلات الترجيح    عاجل/ رئيس الدولة: "هذه الشبكات تعمل على ضرب الاستقرار"..    وزير التجارة يؤكد أهمية آليات الدفاع التجاري في دعم الاقتصاد الوطني    وزارة الصحة تعلن عن احداث لجنة وطنية للنهوض بصحة الفم وتعميم عيادات الاسنان المتخصصة في كل الجهات    قابس: بطاقات إيداع بالسجن في حق 8 متهمين في جريمة قتل فتاة    رئيس الجمهورية يؤكد ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات المالية    مدرسة أنطول فرانس بصفاقس: حملة تحسيسية لترشيد استهلاك المياه    في ندوة حول «التراث في السينما التونسية» بوقرة يعتذر من طلبته والهادي خليل مستاء    قبلي: مهرجان المسرحي الصغير تحت شعار «وعيني ومن المخاطر واحميني»    نابل: التلميذ أميرة نويوة تترشح لملتقى فنون الصورة والسينما والفنون التشكيلية    صفاقس : احتفل بعيد ميلاده في مستشفى الحبيب بورقيبة: تلميذ معهد المزونة... «لاباس»    وزارة الشؤون الدينية تحذر من التعامل مع جهات 'مشبوهة' لتنظيم الحج    استرجاع 11795 قطعة أثرية تونسية من جامعة جورجيا الأمريكية    قفصة: تواصل فعاليات الإحتفال بشهر التراث تحت شعار "التراث والفن ذاكرة الحضارة"    دراسة بريطانية: تاريخ ظهور القطط المنزلية في العالم بدأ من تونس    طقس الليلة.. كثيف السحب مع امطار بعدد من المناطق    سوسة.. القبض على شخص هدد الناظرة العامة بمستشفى سهلول بآلة حادة    "جامعة الدُّول العربيّة في تونس (1979 – 1990)": إصدار جديد لمحمد المأمون العبّاسي    أسعار الأضاحي في ارتفاع ... ونقابة الفلاحين تحذّر    سليانة: أضرار جسيمة بالمحاصيل الزراعية جراء تساقط البَرَد    عاجل/ قطب مكافحة الارهاب يكشف سبب ايقاف أحمد صواب والتّهم الموجّهة إليه    بنزرت: انتفاع أكثر من 100 امرأة بخدمات قافلة صحية في مجال الصحة الإنجابية بمنطقة باجو بغار الملح    مستشفى سهلول : شخص مسلح بسكين يطعن الناظرة العامة داخل مكتبها... ويهددها بالقتل    سوسة: الإطاحة بمروج أقراص مخدرة يستهدف المؤسسات التربوية    هام/ بالأرقام: نسبة امتلاء السدود الى غاية هذا التاريخ..    مركض الخيل قصر السعيد- الاصالة والفن والتراث.. وجه اخر لسباقات الحوافر    عاجل : مذيعة وخطيبة لاعب معروف تحوّل منزلها إلى وكر فاخر لترويج المخدرات    سليانة: تلقيح أكثر من 30 ألف رأس من قطيع الماشية والكلاب ضد الحمي القلاعية والمالطية وداء الكلب والجلد العقدي    أول تعليق للقيادي بحركة النهضة عماد الخميري على الأحكام السجنية الصادرة في حق الموقوفين السياسيين..    اليوم: أمطار هامة منتظرة بالولايات الشمالية والوسطى    من أراد أن يناضل من أجل تونس فليفعل...الفة يوسف    برج العامري: أكثر من 350 منتفعا ومنتفعة في قافلة صحية متعددة الاختصاصات    الصهيونية الابراهيمية .. مضمون ايديولوجي جديد للصهيونية وابراهيمية جيوسياسية صهيونية، والإبادة ابراهيمية    أولا وأخيرا.. «البوزيدان المكسي و العريان »    مع انطلاق الاحتفال بشهر التراث: حرق مقام سيدي عرفة بالقيروان!    عاجل/ حرق وتخريب مقام هذا الولي الصّالح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مراكز التدليك في تونس في قفص الاتهام

تعد تونس وجهة بارزة للسياحة الاستشفائية في إفريقيا والعالم نظرا إلى جودة الخدمات المقدمة في هذا الميدان الصحي من ناحية، ورخص أسعار العلاج مقارنة بدول أوروبية من ناحية ثانية واستقبلت البلاد سنة 2007 نحو 102 ألف سائح صحي من جنسيات مختلفة عرب وأفارقة وأوروبيين كما أضحت هذه النوعية من الخدمات الاستشفائية ضمن التقاليد العلاجية التي وجدت من سنة إلى أخرى طريقها للتونسيين والأجانب على حد السواء في مقدمتها دول مغاربية شقيقة كليبيا والجزائر وبعض دول الخليج.
وبشكل غير مسبوق تزايد حجم مراكز العلاج الطبيعي والتدليك في تونس العاصمة خلال السنوات الأخيرة، مراكز تعرف نفسها على أنّها تقدم خدمات علاجية تشمل التدليك وتخفيض الوزن والمعالجة بمياه البحر وبعد أن كانت هذه النوعية من الخدمات العلاجية حكرا على النزل الفخمة من فئة أربع و خمس نجوم غير أنها صارت في السنوات الأخيرة متوزعة بشكل مكثف في مناطق ذات الكثافة السكانية واختار أصحابها التمركز في الأحياء الراقية "كالنصر والمنزه والمنار" وذلك بالنظر إلى غلاء خدماتها التي تقبل عليها عموما الطبقات الميسورة.
من جهة أخرى ساهم السباق المحموم لبعض المستثمرين في هذا القطاع الحيوي في انتشار ظاهرة الدخلاء الذين أضروا بسمعة هذا القطاع الحيوي والإخلال بكراس الشروط المنظمة له، أما الأسوأ من ذلك فهو تورط بعض هذه المراكز في خدمات مشبوهة وصل مداها إلى حد إغلاق بعضها على اثر ثبوت تورط أصحابها والعاملين فيها في تقديم خدمات جنسية للزبائن.
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة"الشروق " التونسية أن حملات دهم قامت بها سلطات الإشراف لبعض هذه المراكز المشبوهة خلال شهر أغسطس الفارط أسفر عن إغلاق مايزيد عن ال 20 مركزا في العاصمة آخرها مركز عرف بشهرته الواسعة يقع قي احد الأحياء الراقية في تونس واتّضح بعد التفتيش انه يقوم بإخلالات أخلاقية داخل الحمام التابع للمركز كما تم بالتوازي إيقاف خمس فتيات في سن العشرين سنة يزاولن نشاطهن داخل المركز صحبة حرفاء رجال عثر عليهم في أوضاع خادشة للحياء.كما كشفت الحملة عن تورط سواق تاكسي في العملية من خلال جلبهم لزبائن خاصين جدا اغلبهم أجانب من جنسيات مغاربية وعربية واعترف هؤلاء بعد استنطاقهم أنهم يحصلون على عمولة ب10 دولارات عن كل زبون يتم جلبه.
إعلانات مثيرة وفتيات على الخط
والمثير للاهتمام أن أغلب هذه المراكز تعمد إلى التكثيف من إعلاناتها خاصة خلال موسم الصيف في الجرائد وعبر الانترنت والملصقات الحائطية معلنة من جهة عن إسدائها لخدمات راقية وصحية للحرفاء ومن جهة أخرى رغبتها في انتداب فتيات مدلكات ومزينات أغلبها لايشترط الخبرة ولا الشهائد ولاحتى المستوى التعليمي. أما الجانب الأكثر إثارة فيتمثل في الطرق الفاضحة التي يعتمدها بعض أصحاب هذه المراكز في الإشهار واللجوء إلى عبارات مغرية ومثيرة تتحدث عن نوعية الخدمات المسداة من قبل فتيات شابات واضعة أمامهم عديد الخيارات للخضوع إما لجلسات تمسيد بواسطة يدين اثنتين في إشارة إلى مدلكة واحدة أو أربع أياد (مدلكتين) أو ست أياد (ثلاث مدلكات) إضافة إلى أن بعضها يثير الشبهات خاصة وأن إعلاناتها لاتتضمن الاسم الكامل للمركز ولاحتى عنوانه ويكتفي اغلبها بوضع رقم الهاتف الجوال وذكر المنطقة مشيرا إلى ضرورة اخذ موعد مسبق ليكون الصوت المجيب في اغلب الأحيان أنثويا.
ن- و صاحب مركز للعلاج الطبيعي والتمسيد ذاع صيته في منطقة المنزه أكد لنا أن مركزه يقدم خدمات علاجية لتونسيين وأجانب خاصة من ليبيا والخليج وبأنه يشغل فقط الفتيات دون الذكور مايقارب ال20 فتاة( وقد زارت ايلاف المركز ولاحظنا نوعية الفتيات العاملات داخله وأغلبهن على قدر كبير من الأنوثة والجمال ولباسهن على قدر أكبر من الإثارة :تنورة قصيرة وقمصان مفتوحة من الأمام). وعند سؤالنا لصاحب المركز عن غياب المدلكين من جنس الذكور أجاب: "هكذا يريد الزبون ونحن تحت أمره".
السيد ط- م صاحب مركز للعلاج الطبيعي في جهة لافيات في العاصمة أكد أن الدخلاء أضروا كثيرا بسمعة هذا القطاع رغم تقنينه بكراس شروط واضحة وصريحة مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود بعض المراكز المشبوهة التي أضرت بسمعة القطاع وغيره من المراكز"النظيفة " حسب قوله مشيرا إلى أن مركزه يقدم خدماته للرجال فقط والقائمون على عملية التدليك جميعهم من فئة الذكور ويتمتعون بشهادة معترف بها في هذا القطاع الصحي. وأضاف أن أصحاب هذه المراكز يعمدون إلى استغلال الاوضاع المادية الصعبة لبعض الفتيات الباحثات عن عمل وإجبارهن على العمل لديهم لغايات أخرى.
إحدى الفتيات رفضت الإدلاء باسمها خوفا من الفضيحة والطرد من العمل أكدت لنا أن صاحب المركز يطلب منها رفقة زميلاتها التجاوب مع رغبات الزبون وعدم صده وبان أي شكوى تصدر من زبون يتوافد إلى المركز ينعكس سلبا على استمرارية الفتاة في الشغل مشيرة في الوقت ذاته إلى أن صديقة لها توقفت عن الدراسة بعد فشلها في اجتياز الباكلوريا و اثر تجربتها المتواضعة في مركز تجميل نجحت في الحصول على وظيفة براتب أفضل في احد المراكز اثر إعلان يتحدث عن حاجته لتشغيل فتيات مدلكات في احد مراكز الماساج يشترط فيه المظهر اللائق لتتبين بعد ذلك أن صاحبه يعمد إلى استغلال الفتيات وإجبارهن على تقديم خدمات "جنسية" إرضاء للزبون لكن رفضها لبعض معاكسات الزبائن جعل مصيرها الطرد.
"إيلاف" اتصلت بالسيد ياسين معزون رئيس الغرفة النقابية لأخصائيي العلاج الطبيعي في تونس لمعرفة حقيقة مايجري خاصة في ظل وجود كراس شروط تنظم هذا القطاع بشكل قانوني والذي لم ينف بدوره وجود هذه النوعية من المراكز التي تعمل بشكل غير قانوني والتي يفتحها ويديرها أشخاص لاعلاقة لهم بمجال العلاج الطبيعي والتمسيد واغلبهم من ذوي المستوى التعليمي المتواضع رغم أن كراس الشروط المنظمة لمهنة أخصائي في المداواة بالعلاج الطبيعي والصادرة عن وزارة الصحة تشترط في أول بنودها أن يكون مزاول هذا النشاط حاصلا على شهادة أخصائي في العلاج الطبيعي مسلمة من مؤسسة وطنية للتكوين أو ماشابهها من شهادة أجنبية معادلة. وخلاف ماهو دارج فإن كراس الشروط تحجر أصحاب هذه المراكز من الإعلان في الجرائد والمجلات إلا في حالة الفتح أو تغيير مكان المركز. كما ينص الفصل 28 على منع الأخصائيين في هذا النمط من العلاج القيام أو التفوه بعبارات من شأنها أن تلحق الضرر بالأشخاص الذين يباشرونهم مهنيا. السيد ياسين أكد أن كراس الشروط في واد وواقع هذا القطاع العلاجي في واد آخر لكن يبقى التعويل على حس الحريف وحسن اختياره لمراكز تستجيب لجميع الشروط القانونية والعلاجية. كما أعرب عن أمله في تأسيس عمادة لأخصائيي العلاج الطبيعي في تونس على غرار ماهو معمول به في ميادين طبية أخرى مما من شأنه أن يساهم في تنظيم وتنظيف القطاع بشكل نهائي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.