تبدو المنافسة على أشدها في المشهد التلفزيوني التونسي بين قناة «تونس 7» الرسمية وقناة «حنبعل» الخاصة، اللتين تسيران على النهج ذاته، ما طرح علامات استفهام حول مضمون كل قناة، خصوصاً انهما تتشابهان الى حد التطابق. وقد عزز هذا الشعور انتقال مقدم البرامج علاء الشابي من «حنبعل» إلى «تونس 7» ببرنامج لا يختلف عن برنامج «المسامح كريم» الذي كان يقدمه على القناة الخاصة. البرنامج الجديد بعنوان «عندي ما نقولك»، وهو لا يبتعد كثيراً عن صيغة برنامج «افتح قلبك» الذي قدمه النجم اللبناني جورج قرداحي، إذ يعتمد على دعوة ضيف للإفصاح له باعتراف مهم (طلب المغفرة عن خطأ ما، أو اعتراف بالحب...)، بشرط الا يكون على علم بهوية الشخص الذي يرغب في التحدث معه او سبب دعوته. وأثناء الحلقة تفصل بين الطرفين ستارة لا يمكن فتحها إلا عندما يقبل الضيف الخوض مع مضيفه في محتوى الاعتراف. برنامج آخر تقترحه قناة «تونس 7» يبدو مشابهاً لأحد برامج قناة «حنبعل» بعنوان «الحق معاك»، وهو برنامج اجتماعي يقدمه معز بن غربية الذي انتقل هو الآخر من «حنبعل» بعدما كان يقدم برنامجاً رياضياً ناجحاً. يقوم البرنامج الجديد على تنازع بين طرفين حول مسألة قانونية معينة. وتستهل الحلقة بريبورتاج يوضح ملابسات النزاع ويقدم في شكل واضح الأطراف الذين قد يضطرهم الأمر إلى اعتماد كاميرا خفية لانتزاع اعترافات أو تصريحات أو تسجيل مواقف إزاء كل المعلومات والوثائق والوقائع التي تدين الطرف المقابل. فيما يحاول هذا الأخير إثبات حسن نيته بكل الوسائل، وفي مرحلة ثانية يحاول المقدم الاتصال بالطرف المعني، إما عبر الهاتف أو بحضوره مباشرة للأستوديو بهدف الدخول في مفاوضات غايتها حل النزاع بطريقة سلمية. ويشارك في البرنامج فريق من الاختصاصيين في مجال القانون وعلم الاجتماع وعلم النفس ليكونوا سنداً للضيف لتبسيط الوقائع وتقريب المصطلحات من المشاهد من خلال اكتسابه ثقافة قانونية. اما برنامج «حنبعل» فتقدمه إيمان بحرون بعنوان «عن حسن نية»، وهو يعتمد الأسلوب ذاته الذي يعتمده برنامج «تونس 7». وهنا يبدو واضحاً أنّ التنافس دفع القناتين الى استنساخ البرامج ذاتها، خصوصاً أنّ شركات سبر الآراء عادة ما تبيّن أن «حنبعل» تسبق «تونس 7» بنقاط. وفي المقابل تقترح «تونس 7» على مشاهديها برامج أخرى جديدة وطريفة منها برنامج «سبوعي شو» الذي يقدمه الممثل سفيان الشعري الذي اكتسب شهرة كبيرة من خلال دور «سبوعي» في سيت كوم «شوفلي حل». ويقوم البرنامج على لوحات غنائية واستعراضية أبطالها أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات، يجسدون من خلالها وانطلاقاً من عالمهم الخاص، أغاني على طريقة «بلاي باك» لنجوم تونسيين أو مشارقة أو عالميين في نسخ استعراضية مصغرة للأعمال الأصلية. ويتنافس كل متسابق لنيل إعجاب الجمهور، خصوصاً لجنة التحكيم التي تضم في كل حلقة أعضاء ثابتين وضيف شرف من نجوم الفن. وهذا البرنامج يشبه أيضاً إلى حد كبير برنامجاً آخر على «حنبعل» عنوانه «ستار صغار» من تقديم عمّي أضوان. يذكر أن كلّ هذه البرامج، إضافة إلى برنامج «أحنا هكّا» في موسمه الثاني، من إنتاج «كاكتوس» التي يديرها المذيع التونسي سامي الفهري، وهي الشركة التي قدمت للتلفزيون التونسي أضخم برامج الألعاب في تاريخه.