أوصت خطة عمل أوروبية أفريقية بتشديد الرقابة على الهجرة السرية والتعامل "بحزم, لكن دون امتهان الكرامة". ويبحث الموضوع على مدى يومين مسؤولو 57 دولة أوروبية وأفريقية ومنظمات دولية بمؤتمر بالرباط كان المغرب وإسبانيا سباقين للدعوة إليه, فالأول محطة عبور رئيسة, والثانية بوابة للمهاجرين السريين إلى أوروبا, حيث يلقى 40% منهم مصرعهم في الطريق. وتنص خطة العمل على تشديد الدوريات وتحسين أدواتها في حدود دول الانطلاق والعبور, وكذا في مياه المتوسط وسواحل غرب أفريقيا, وعلى توسيع فرص تعليم اللغات والتدريس للمهاجرين القانونيين. زيادة التعاون كبديل كما تنص الخطة أيضا على زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول المصدرة والمستقبلة للمهاجرين السريين, للوصول إلى مشاريع تزيد فرص العمل في الزراعة والحرف والسياحة والمصائد. ولخص الرئيس الفرنسي جاك شيراك برسالة للمؤتمر السياسة التي يجب انتهاجها بمكافحة الهجرة السرية قائلا "يجب محاربة الهجرة السرية دون امتهان كرامة الإنسان لكن بحزم.. فعلى المحك مصالح رجال ونساء خاطروا برحلتهم", إلى أوروبا, لكن أيضا مصالح أفارقة مقيمين هناك بشكل قانوني وأوروبيين يواجهون تحدي العولمة. واعتبر شيراك أن ما يجب القيام به أولا "الوفاء بتعهد قطعته أوروبا على أفريقيا بإقامة شراكة معها من أجل التنمية". وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر التي تحضر المؤتمر في لقاء مع صحيفة لوماتان المغربية إن على المؤتمرين أن يدرسوا طرق تحسين حياة الأفارقة "فلا يمكننا أن نتجاهل الأسباب الأولية لتنقل السكان ألا وهي الفقر واللاأمن". وينعقد المؤتمر وفي الأذهان بعد حية صور مئات الأفارقة وهم يحاولون اقتحام أسوار مدينتي سبتة وميليلية في شمال المغرب, بين أغسطس/ آب وأكتوبر/ تشرين الثاني الماضيين, فوجدوا بالمرصاد رصاص حرس الحدود المغربي والإسباني, مات بعضهم ونجا بعض آخر ما زال يتحين الفرص لمعاودة الكرة. المغرب فكك 484 شبكة لتهريب المهاجرين عام 2005 (رويترز-أرشيف) أحلام معلقة على الأسوار ومن هؤلاء برايت الذي يستأجر غرفة تفوح منها رائحة الرطوبة بالرباط, لكنه يصر على الهجرة حتى بعد أن فقد ساقيه عند سقوطه من قطار في المغرب. ويقول برايت "أريد أن اذهب إلى مؤتمر الهجرة هذا والتقي المسؤولين ليسمحوا لي بالتوجه إلى أي بلد أوروبي تحترم فيه كرامتي". وبحي شعبي آخر بالرباط أيضا يسكن لوران تراوري الذي هرب من ساحل العاج ميمما شطر أوروبا, مرروا بالمغرب كمحطة, وهو يحمل ذكرياته عن المهاجرين المغاربة الأثرياء بساحل العاج, متصورا أنهم "يعكسون صورة المغرب الحقيقية" غير أنه وجد الواقع مختلفا تماما. ويقول تراوري "نحن هنا نعيش البؤس بكل ما في الكلمة من معنى, ولولا الحرب في بلدي لعدت إليها اليوم قبل الغد", موجها نداءه إلى أوروبا "إذا كانت تريد إغلاق حدودها فليفتحوا لنا حدود أميركا أو أستراليا أو أي بلد في أي قارة في العالم يمكن أن نعيش بأمان".