انتهت الخلافات المحتدمة بين شقين في الحزب الديمقراطي التقدمي وهو أحد أبرز تشكيلات المعارضة في تونس باعلان 27 قياديا الاستقالة من الحزب قبل أشهر قليلة من الانتخابات احتجاجا على ماوصفوه بأنه مسار خاطيء للحزب. وقال محمد القوماني وهو قيادي في الحزب يوم الثلاثاء ل انه قدم للامينة العامة للحزب مية الجريبي استقالته برفقة 26 آخرين بدعوى الاحتجاج على سياسة الحزب الحالية القائمة على القطيعة مع الحكومة ورفض ما قالوا انه انفراد برأي واحد. وكشف موقع (السياسية) المختص في شؤون الاحزاب السياسية في تونس ان الاستقالة شملت قيادات وكوادر بارزة من بينهم فتحي التوزري والحبيب بوعجيلة وعبد العزيز التميمي ورامي الصّالحي. وقال القوماني الذي يقود فصيلا يدعو أساسا الى اتباع نهج حوار معتدل مع الحكومة "عوامل أساسية دفعتنا الى تقديم الاستقالة هي عدم الاقتناع بنجاعة الخط السياسي للحزب القائم على النهج الاحتجاجي فحسب اضافة الى الاجواء السلبية داخل الحزب التي تعتمد الاقصاء وهو أمر أصبح مقلقا للغاية". وتأتي هذه الاستقالة الجماعية داخل الحزب التقدمي في تطور لافت للخلاف بين شقين في الحزب قبل اشهر قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر اجراؤها في اكتوبر تشرين الاول المقبل. لكن القوماني ينفي ان يكون قد اختار برفقة مؤيديه الاستقالة في هذا الوقت بالذات للتشويش على قيادة الحزب في الانتخابات المقبلة التي يسعى الحزب للمنافسة فيها بمرشح في الانتخابات الرئاسية هو نجيب الشابي الامين العام السابق للحزب. ويضيف القوماني ل "بالعكس التوقيت مضبوط بشكل صحيح لاننا لا نريد ان ندخل في قائمات انتخابية ثم ننسحب او ندعم مرشح لسنا موافقين كلنا عليه". واكتفت الجريبي الامينة العامة للحزب الذي تأسس عام 1983 بتعليق مقتضب بشأن هذه الاستقالة. وقالت ل "اعبر عن اسفي لهذه الاستقالة الجماعية لكوادر من الحزب ومن بينهم من ساهم في بناء هذه التجربة واتمنى ان يجدوا فضاءات اخرى للمساهمة في الاصلاح الذي اجتمعنا على أساسه". ويقول الفصيل الثاني في الحزب والذي يقوده الشابي والجريبي ورشيد خشانة انه مستعد للحوار مع الحكومة متى فتحت المجال امام المعارضة في التمتع بالفضاءات العمومية ورفع القيود عن حرية التعبير في البلاد والافراج عن كل السجناء السياسيين. والحزب الديمقراطي التقدمي معترف به من قبل الحكومة لكنه غير ممثل بأي نائب في البرلمان الذي يسيطر الحزب الحاكم على 80 من مقاعده وهي 189 مقعدا. وأعلن الشابي الزعيم السابق للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض وأحد أشد معارضي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية رغم ان هناك تعديلا دستوريا يمنعه من الترشح لهذا المنصب بعد ان تخلى عن الامانة العامة لحزبه لصالح الجريبي التي يحق لها الترشح. من طارق عمارة