انتخب المؤتمر الوطني الرابع للحزب الديموقراطي التقدمي في ختام اعماله، السيدة ميّة الجريبي امينا عاما للحزب خلفا للأستاذ احمد نجيب الشابي الذي كان اعلن تنحيه عن الامانة العامة في سياق التأسيس للتداول صلب الحزب. وكانت ميّة الجريبي (46 عاما)، المرشحة الوحيدة لمنصب الأمينة العامة للحزب، بعد سحب السيد محمد قوماني ترشحه.. وتعد الجريبي، احدى مؤسسي الحزب الديموقراطي التقدمي في نسخته القديمة (التجمع الاشتراكي التقدمي)، وفي صيغته الجديدة منذ العام 2001، وهي الى جانب عضويتها للمكتب السياسي للحزب منذ نحو عقدين من الزمن، تدير مكتبا للدراسات الاجتماعية بالعاصمة. وتعتبر هذه اول مرة، تصعد فيه امرأة لزعامة حزب السياسي في تاريخ البلاد. وبالاضافة الى انتخاب امين عام جديد للحزب، انتخب نواب المؤتمر الرابع للحزب، تشكيلة قيادية جديدة تتألف من 80 عضوا يمثلون اللجنة المركزية الجديدة، ومكتبا سياسيا من 28 عضوا. وعرفت عضوية اللجنة المركزية تنافسا كبيرا بين ما يزيد عن مائة وثلاثين مرشحا. وعلمت «الصباح» في هذا السياق ان مفاوضات شاقة وعسيرة تمت بين الاطراف الفاعلة صلب الحزب للتوصل الى وفاق جماعي، صعد بموجبة 75 عضوا للجنة المركزية، بالاضافة الى 5 اعضاء من باب الاحتياط، وبلغت نسبة التجديد صلب اللجنة اكثر من 50% مما يعني وجود دماء جديدة صلب الحزب. وكانت اللجنة المركزية للحزب تضم 65 عضوا فحسب، لكن المؤتمر قرر الترفيع في عدد اعضاء اللجنة الى 75 شخصا (+5 احتياط)، وذلك في سياق حرص من المؤتمرين على الترفيع في عدد كوادر الحزب، باعتبار ان اللجنة المركزية تعد ثاني سلطة قرار صلب الحزب بعد المؤتمر. في نفس السياق شهد المكتب السياسي صعود عشرة اسماء جديدة من بين الاعضاء 28 الذين جرى انتخابهم (بينهم 3 على سبيل الاحتياط) وهي نسبة مرتفعة من التجديد تصل الى نحو 40% تقريبا. على صعيد آخر، اقر نواب المؤتمر الوطني الرابع، تعديلات عديدة على النظام الداخلي للحزب، بينها سن بنود لفرض الصرامة صلبه خاصة فيما يتعلق بحالات الغياب عن اجتماعات اللجنة المركزية، في ضوء وجود عديد الغيابات التي سجلت على مر الفترة النيابية السابقة. واقر المؤتمر كذلك تعديلا يقضي بتعيين اربعة امناء عامين مساعدين، من المنتظر ان يعينهم المكتب السياسي الجديد في اول اجتماع له نهاية الاسبوع الجاري على الارجح.. وعلمت «الصباح» ان المؤتمر اسند للسيد نجيب الشابي خطة مفوض العلاقات الدولية للحزب، وهي الخطة الاولى من نوعها التي يقرها الحزب منذ تأسيسه. الى هنالك، شهد المؤتمر جدلا واسعا حول اللائحة السياسية للحزب ونقاشا واسعا، اثمر بعض التعديلات التي لم تكن جوهرية، لكنها مست بعص فصول اللائحة، وتم اللجوء الى التصويت لحسم هذا الجدل.. وتفيد معلومات موثوقة في هذا السياق، ان التصويت افرز اغلبية محدودة (تناهز 60% تقريبا)، بما يعني ان الجدل صلب الحزب حول هذه اللائحة سيستمر خلال الفترة القادمة. وكانت النقاشات بهذا الشأن تمحورت حول التمشي السياسي للحزب وتعديل خطابه واعادة ترتيب بعض الاولويات، الى جانب العلاقة بالسلطة ومفهوم القطيعة والمشاركة.. مكتب سياسي جديد.. الجدير بالذكر ان المكتب السياسي الجديد للحزب يتألف من السادة: ميّة الجريبي (امين عام) واحمد نجيب الشابي (الذي احتفظ بمقعد صلب المكتب السياسي مثلما كان متوقعا)، ورشيد خشانة وعبد اللطيف الهرماسي ومحمد القوماني والمنجي اللوز وعصام الشابي ومولدي الفاهم ومهدي مبروك وفتحي التوزري وعبد المجيد مسلمي وماهر حنين وعبد الجبار الرقيقي وعطية العثموني وهشام بوعتور وصالح بالهويشات وأحمد بوعزي ومصباح شنيب والشاذلي فارح وناجي الغرسلي ورابح خرايفي ومحمد الحامدي وعمار حمدي والحبيب بوعجيلة والجيلاني العبدلي..