الأوضاع المتفجرة في الشرق الأوسط بعد الرد الإسرائيلي على أسر جنودها في غزة وجنوب لبنان، كانت أبرز القضايا العربية التي شغلت الصحف الألمانية الصادرة هذا الأسبوع. "لم تتسبب إسرائيل بما يقع اليوم في قطاع غزة ولبنان. إن ما تقوم به هو رد فعل فقط. ميليشيا حزب الله هاجمت إسرائيل وقتلت ثمانية جنود إسرائيليين وأسرت اثنين. وقبل ثلاثة أسابيع قام إرهابيون من غزة بمهاجمة إسرائيل وقتل جنديين وأسر جندي. كل دولة في العالم تملك حق الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإرهابية. وإسرائيل أيضا. لكن حكومة إسرائيل الجديدة سقطت في مطب. فعملياتها العسكرية يحكمها الثأر والانتقام. لكن ما الذي يبقى أمام إسرائيل من أجل حماية مواطنيها؟ فإسرائيل لا تحتل قطاع غزة ولا لبنان ومع ذلك تتم مهاجمتها من الجبهتين. والحرب أعلنها حزب الله والجماعات الإرهابية وليس إسرائيل. وتتابع الصحيفة: لكن الخطر كبير، إذ من شأن هذه العمليات العسكرية أن تتسبب في مزيد من العنف. فرد الفعل الإسرائيلي تميز بالإفراط في استعمال القوة وعلى إسرائيل أن تسأل نفسها لماذا قصفت محطة توليد الطاقة الكهربائية الوحيدة في غزة ولماذا قصفت مطار بيروت. لماذا يتوجب أن يسقط قتلى في أوساط المدنيين في غزة ولبنان ولماذا يتوجب ضرب حصار على كل المواطنين. فالعقوبات الجماعية تمنح الشرعية لحماس وحزب الله.". "من غير المنتظر أن تشترك سوريا ودول الجوار العربية في هذا الصراع. فالأردن ومصر ليسا على استعداد لأن يضعا معاهدة السلام التي وقعاها مع إسرائيل موضع سؤال، والعراق يعيش مشاكل أخرى وإيران بعيدة جغرافيا وقدرتها على الحركة محدودة. لكن واقع امتلاك حزب الله لمائة الف صاروخ قصير ومتوسط المدى في المنطقة الحدودية مع إسرائيل من شأنه أن يفجر الأوضاع على المستوى الإقليمي حتى ولو لم تشترك دول أخرى في الصراع". صحيفة نويس دويتشلاند Neues Deutschland علقت من جهتها على ما يحدث في المنطقة: "خسرت سوريا جزءا كبيرا من نفوذها في لبنان منذ مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وفي الوقت نفسه ازدادت المطالبة داخل الرأي العام اللبناني بنزع سلاح حزب الله الذي تأسس ضد الاحتلال الإسرائيلي. ودعوى أن إسرائيل مازالت تحتل أراض لبنانية، مزارع شبعا، لم تعد تقنع أحدا. وتتابع الصحيفة: دمشق وحزب الله لهما أسباب مختلفة لكنهما يملكان نفس المصلحة في انفجار الأوضاع. خسارة نفوذها في لبنان، والضغوط الدولية الكبيرة على نظام الرئيس بشار السد من أجل إرغام خالد مشعل زعيم حماس الذي يعيش في دمشق على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي دفع بسوريا إلى دعم حزب الله بشكل أكبر، يضاف إلى ذلك أن سوريا تملك مصلحة في بقاء لبنان ضعيفاً وحزب الله قوياً". *