القدس المحتلةبيروت شبعا (وكالات) هدد عسكري صهيوني أمس بضرب لبنان في حال تعرض اسرائيل لهجمات جديدة انطلاقا من أراضيه وذلك غداة غارة اسرائيلية على ضواحي بيروت للمرة الأولى منذ اندحار الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان قبل أربع سنوات، بينما هاجمت المقاومة اللبنانية مواقع في مزارع شبعا المحتلة ردا على العدوان الصهيوني. وأغارت طائرات حربية اسرائيلية مساء أمس الأول على مواقع فلسطينيةجنوببيروت ردا على اطلاق قذائف من لبنان على سفينة للبحرية الإسرائيلية حسب مصادر عسكرية اسرائيلية. وأفادت مصادر لبنانية بأن طائرات اسرائيلية هاجمت مواقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة تقع على بعد 20 كيلومترا جنوب العاصمة بيروت. تحذير وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي زئيف بويم إن اسرائيل لن تسمح بأن يصبح لبنان نقطة انطلاق لشن هجمات ارهابية على أراضينا حسب تعبيره. وأضاف بويم أن الهجوم الذي أطلقناه قرب بيروت يشكل رسالة واضحة موجهة الى الحكومة اللبنانية لتمنع وقوع عمليات ارهابية انطلاقا من أراضيها على حد وصفه. وأشار بويم إلى أن الغارة استهدفت مستودعا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة المسؤولة على ما يبدو عن اطلاق ثلاثة صواريخ أمس الأول على سفينة للبحرية الإسرائيلية في المياه الاقليمية الاسرائيلية قبالة روش هاينكرا. وحذر بويم عضو الليكود من أن حدوث الغارة قرب بيروت القطب الاقتصادي للبنان يعني أن هذا البلد يمكنه أن يدفع غاليا ثمن مواصلة «أنشطة ارهابية» انطلاقا من أراضيه على حد عبارته. وقال رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست الاسرائيلي يوفال شتاينيتز لاذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم يمثل تهديدا موجها الى الحكومة اللبنانية وسوريا. وأضاف شتاينيتز أن ردعنا يهدف الى تجنب تحول الحياة على الحدود الشمالية لاسرائيل الى جحيم. وأطلقت الطائرات الإسرائيلية صاروخين على مواقع سابقة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في مرتفعات الناعمة حسب مسؤول في الحركة. والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل تتخذ من دمشق مقرا لها وقد أدرجتها واشنطن على لائحة ما تسميها بالمنظمات الارهابية. وطلبت واشنطن مرارا من دمشق اغلاق مكاتب الجبهة في سوريا ويتمركز رجال الجبهة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي إن ستة مدنيين و11 جنديا اسرائيليا قتلوا وأصيب 14 مدنيا و53 جنديا بجروح خلال هجمات مصدرها لبنان منذ الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في ماي 2000 . شكوى... والمقاومة ترد وأفاد مصدر حكومي لبناني أمس بأن لبنان قرر رفع رسالة شكوى الى مجلس الأمن اثر الهجوم الاسرائيلي الذي لم يسفر عن سقوط ضحايا مؤكدا أن لبنان يحتفظ بحقه في استدعاء مجلس الأمن الدولي في الوقت المناسب. وأدان الرئيس اللبناني اميل لحود الهجوم الاسرائيلي واصفا إياه بأنه خرق جديد للسيادة اللبنانية ويمثل جزءا من الأعمال الاسرائيلية المعادية للبنان. وهاجمت المقاومة اللبنانية بعد ظهر أمس مواقع للجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة في جنوب لبنان وفق مصادر في الشرطة اللبنانية وفي حزب الله اللبناني. وأكد مصدر عسكري اسرائيلي من جانبه أن «حزب الله» قصف بالمدفعية موقعين للجيش الاسرائيلي قريبين من الحدود مع لبنان مما أدى الى جرح جندي اسرائيلي. وأكدت الشرطة اللبنانية أن نحو 20 قذيفة وصاروخا أطلقت على مواقع الجيش الاسرائيلي في العلم ورمتا والسماقة داخل مزارع شبعا التي تحتلها اسرائيل وتطالب بيروت باستعادتها. وفي ملحق اخباري أفاد تلفزيون «المنار» المتحدت باسم حزب الله أن المقاومة الإسلامية هاجمت مواقع الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا. وردا على قصف حزب الله أطلق الجيش الاسرائيلي نحو 70 قذيفة في اتجاه قرى كفر حمام وكفر شوبا وحبارية التي تقع في نفس القطاع متسببة في حرائق في الغابات حسب الشرطة اللبنانية.