رفضت تونس بشدة انتقادات وجهتها لها في وقت سابق منظمة "مراسلون بلا حدود" بشأن حكم قضائي يقضي بسجن أستاذة جامعية متقاعدة لمدة ثمانية أشهر نافذة بتهمة ترويج إشاعة على موقع فيسبوك. وقال مصدر رسمي تونسي في بيان الثلاثاء إن "المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة قضت في الرابع من الشهر الجاري بسجن خديجة العرفاوي بعد ثبوت إدانتها بتهمة "تعمد ترويج إشاعات خطيرة تزعم بحصول حالات عديدة لاختطاف وإحتجاز الأطفال لدى خروجهم من المدارس". وأضاف أنه ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة،وتسبب ترويج المتهمة لهذه الإشاعة عبر شبكة الانترنت في دب الذعر على أولياء التلاميذ وطلبة المدارس والمعاهد، وفي خلق حالة إرباك شديدة لدى عامة المواطنين. ولفت المصدر في بيانه إلى أن إدانة خديجة العرفاوي (69 عاما) "تمت على أساس مستندات قانونية واضحة، ذلك أن القانون الجزائي التونسي يعاقب على ترويج الأخبار الزائفة التي من شأنها تعكير صفو النظام العام". واعتبر أنه من غير المقبول بتاتا أن تحاول منظمة "مراسلون بلا حدود" الزعم بأن شبكة الأنترنت "لا تخضع للقانون أو هي فضاء يتيح انعدام المسؤولية الأخلاقية والقانونية، وأنه لا يمكن استخدام الانترنت لأغراض جنائية أو اجرامية دون مساءلة قانونية". وشدد المصدر الرسمي التونسي على أن "ترويج الأخبار الزائفة التي من شأنها تعكير صفو النظام العام، يشكل مخالفة يجرمها القانون في تونس، كما هو الشأن في الدول الأوروبية ومنها فرنسا، وبالتالي لا علاقة لمثل هذا الجرم بحرية التعبير وهي حرية يضمنها الدستور في تونس". وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود" استنكرت الإثنين الحكم الذي أصدرته المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة ضد الأستاذة الجامعية التونسية المتقاعدة خديجة العرفاوي، وطالبت السلطات التونسية بإسقاط التهم الموجهة إليها "على الفور". واعتبرت "مراسلون بلا حدود" أن إدانة خديجة العرفاوي بالتهمة الموجهة إليها "لا أساس لها من الصحة"، وذهبت إلى حد القول إن العرفاوي هي "مجرد كبش محرقة للسلطات"، على حد تعبيرها. يشار إلى أن المتهمة خديجة العرفاوي سبق لها أن اعترفت بما نٌُسب إليها، وقالت أمام قاضي المحكمة إنها بثت على موقع فيسبوك رسالة تحذر أولياء الأمور من خطف أطفالهم، لكنها استدركت بأنها لم تكن لديها أي نية إجرامية أو قصد للإساءة أو الترويج لجريمة. وأوضحت في حينه أنها تلقت الخبر من صديقة لها تقيم في فرنسا فأرسلتها إلى معارفها مثلما ترسل لهم الزهور والأشعار التي ترد إليها على الفيسبوك.