الصحف البريطانية الصادرة صباح السبت ركزت على تداعيات خطبة هاشمي رفسنجاني في طهران التي انتقد فيها السلطات الإيرانية... ومواضيع أخرى. صحيفة "الجارديان" نشرت مقالا بقلم إيان بلاك، تحت عنوان "خطبة رفسنجاني تقدم لحظة أخرى كاشفة في التاريخ الإيراني". رفسنجاني كان رئيسا سابقا للجمهورية الاسلامية في ايران، وهو الآن رئيس ما يسمى ب"مجلس تشخيص مصلحة النظام". وقد ألقى خطبة الجمعة في مسجد جامعة طهران فحول المسجد، حسب تعبير بلاك، إلى "بوتقة للمعارضة". ويعتبر الكاتب أن رفسنجاني، الذي تكلم علانية للمرة الأولى منذ الأحداث الصاخبة التي وقعت الشهر الماضي بعد إعلان فوز أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة، أضاف "لحظة أخرى كاشفة في التاريخ الايراني". فقد ذكر للمرة الأولى أن هناك "أزمة" في النظام الاسلامي الايراني. وأهمية تصريحات رفسنجاني حسب الكاتب، أنها تأتي من جانب شخصية "مؤثرة بدرجة كبيرة" وكونه أيضا "المنافس العنيد" للمرشد الروحي آية الله خامنئي. ويقول الكاتب إن كاميرات التليفزيون لم تنقل الخطبة كما تفعل عادة في مثل هذه المناسبات. ويضيف أن أهمية الحدث تتمثل أيضا في حضور مير حسين موسوي الذي اعتبر الانتخابات التي فاز فيها نجاد انتخابات "غير شرعية"، كما كان حاضرا أيضا زميله الاصلاحي مهدي خروبي. دور الوسيط وينقل الكاتب عن أحد المحللين المتخصصين في الشؤون الايرانية أن خطبة رفسنجاني تعكس رغبته في القيام بدور الوساطة بين الطرفين: الطرف الحكومي الرسمي أو طرف النظام، وطرف المعارضة. ويضيف ما يفيد أنه انتزع لنفسه الدور الذي كان يتعين ان يقوم به خامنئي نفسه. وأشار في خطبته إلى ضرورة توحيد الأمة والدخول في حوار مطالبا بالافراج عن المعتقلين والسماح بحرية التعبير، وهي حسب ما يرى الكاتب "تتفق مع رأي المعارضة". إلا أنه لم يذهب إلى حد التشكيك في شرعية أحمدي نجاد. ويختتم المقال بالقول إن خطبة الجمعة في مسجد الجامعة عادة ما تحظى باهتمام النظام، حيث يحشد أنصاره الذين يأخذون في ترديد شعارات العداء لأمريكا واسرائيل، الأمر الذي لم يحدث هذه المرة، بل على العكس جاءت الهتافات ضد "الدكتاتور، وضد "الخصوم". ويضيف أن "الكل يدرك من المقصود من هذه الكلمات".