يدلي التونسيون يوم الأحد المقبل بأصواتهم في انتخابات الرئاسة التي من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز بها من دون عناء الرئيس زين العابدين بن علي الذي يحكم البلاد منذ 22 عام. ويتهم نشطاء في مجال حقوق الإنسان بن علي (73 عاما) بالتضييق على معارضيه وتشديد الرقابة على الصحافة لكن مؤيدوه يقولون إنهم يفتخرون بأنه جعل من البلد الواقع شمال أفريقيا الأكثر رخاء وازدهارا واستقرارا سياسيا وأمنيا في المنطقة وتعهدوا بإعادة انتخابه. وتقول فتحية وهي ربة بيت عمرها 45 عاما لوكالة أنباء "رويترز": " ببساطة الشخص الذي تعرفه خير من الذي لا تعرفه". وتغطي صور كبيرة وأخرى أصغر لبن علي الشارع الرئيسي بالعاصمة والعديد من المباني. وتنتشر لافتات تعدد انجازات بن علي وتدعو التونسيين لتجديد العهد معه. وقال أيمن وهو شاب نال الأستاذية في اللغة العربية منذ ثلاثة أعوام ولا يزال حتى الآن عاطلا عن العمل" صحيح أنني عاطل لكن ليس هناك بديل لبن علي يمكن أن أثق فيه ليحل مشكلتي..سأصوت له". وتجري بتونس أيضًا يوم الأحد انتخابات برلمانية بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية. ويسيطر حزب التجمع الدستوري الحاكم على نسبة 80 في المائة من مقاعد البرلمان البالغ عددها 189. وأطلق بن علي حملته الانتخابية الأسبوع الماضي متعهدا بتوفير 450 ألف موطن شغل وتقليص البطالة وتحقيق مستوى أفضل لمعدل الدخل الفردي بنسبة 40 في المائة الذي هو بالفعل من بين أرفع المعدلات في أفريقيا. وقال "خلال الخماسية المقبلة لا أسرة تونسية دون شغل أو مورد رزق لأحد أفرادها على الأقل قبل 2014". وتعهد بن علي بتوسيع الديمقراطية وقال "ستكون الفترة القادمة مرحلة دعم أكبر من الدولة للأحزاب السياسية ولصحافتها وصحافة الرأي بصورة عامة". ويحكم بن علي تونس منذ 1987 بعد إعلان عجز الرئيس السابق الحبيب بورقيبة عن أداء مهامه. وفاز بن علي في انتخابات التي جرت في 2004 بنسبة 94.4 في المائة أمام ثلاثة مرشحين. وأعلن الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض - وهو أبرز حزب معارض في البلاد- مقاطعته للانتخابات الرئاسية والبرلمانية وقال إنه يرفض أن يكون شاهد زور على انتخابات مزيفة ولا معنى لها. كما استعبد المعارض مصطفي بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات من سباق الرئاسية. وبرر المجلس الدستوري -الذي ينظر في شرعية الترشحات- قرار استبعاده بأنه ليس منتخب من حزبه إلا منذ أشهر قليلة. ومن بين ثلاثة معارضين ليس لهم وزن كبير على الساحة السياسية في تونس ترشحوا للانتخابات الرئاسية يرى محللون أن أحمد إبراهيم زعيم حركة التجديد اليسارية الأكثر مصداقية وجرأة في منافسة بن علي. وقال إبراهيم في حملته الدعائية إنه مستعد لمناظرة تلفزيونية مع كل المترشحين بمن فيهم بن علي وتعهد بإصلاح سياسي شامل. وانتقد معارضون الظروف التي تجري فيها الحملة الانتخابية ووصفوها بأنها غير متكافئة وأن كل الظروف فيها تخدم مرشح الحزب الحاكم.