لا يبدو رئيس اتّحاد الصّناعة والتجارة السيد الهادي الجيلاني في أفضل حالاته خلال الأيّام الأخيرة، فقد أصبحت احدى جوانب حياته الخاصة محور جدل على شبكة الانترنت بعد أن قامت "جهة مجهولة" بإحداث حساب افتراضي باسمه في موقع "فايس بوك" وروّجت له صورا حميمة تجمعه مع ما وُصفت ب"عشيقته" إلى جانب نشر تعليقات تعبّر على لسانه عن استعداده لتسلّم رئاسة البلاد سنة 2014 . وقد أظهرت الصّور التي وقع تداولها بشكل واسع على شبكة "فايس بوك" امرأة تُدعى، حسب مصدر ترويج الصّور، "بسمة قونار طرابلسي" مرفوقة بتعليق على لسان "منتحل" صفة السيّد الهادي الجيلاني جاء فيه :" بسمة قنار طرابلسي حبيبتي إلى الأبد وسيّدة تونس الأولى في المستقبل". كما أُرفقت إحدى صور السيّد الهادي الجيلاني بدعوة للتصويت له في الانتخابات الرّئاسيّة 2014 ، وقد عنون "منتحل" صفة رئيس اتّحاد الصّناعة والتجارة إحدى ألبومات الصّور الخاصة التي قام بتنزيلها بجملة "رئيس تونس لسنة 2014. هذه الصّور التي سارعت إلى ترويجها عدّة مصادر ووقع تداوُلها على نطاق واسع، قرأها البعض على أنّها محاولة منظّمة وجادة تسعى من ورائها بعض الأطراف النّافذة إلى تصفية حسابات سياسيّة مع السيّد الهادي الجيلاني خاصة في الجانب المتعلق بمحاولة تسويق اسمه كمرشّح للانتخابات الرّئاسيّة سنة 2014، وهو الطّموح الملغوم الذي يدرك مروّجو الصّور أنّه قد يعجّل بنهاية أمجاد رئيس اتّحاد الصّناعة والتجارة قريبا. وقد تردّد في بعض الأوساط المقرّبة من كواليس السلطة أنّ السيّد الهادي الجيلاني قد سبق وتعرّض لاعتداء بالعُنف المادي في منطقة المروج اثر ما رُوّج حول تصريحه في جلسة خاصة بإمكانية خلافته للرّئيس بن على في الانتخابات القادمة، ولم يتسنى التأكد من هذه المعطيات من مصدر رسمي، كما ذهب البعض إلى اعتبار أن حملة التشهير التي استهدفت رئيس اتّحاد الصناعة والتجارة تتنزّل في اطار "حرب أجنحة" بدأت تظهر في معسكر السلطة في إطار تغيّر الموازنات داخل جهاز الحُكم تعدّدت مؤشّراتها خلال الفترة الأخيرة ، فيما ذهب البعض الآخر إلى اعتبار أن تسريب الصّور الحميمة للسيّد الهادي الجيلاني لا يُمكن أن يتجاوز غايات "تصفية حساب عاطفي" يتعلّق بمن ظهرت في الصور إلى جانب "الجيلاني". وفي معرض ردود الأفعال على نشر الصّور استنكر البعض الّلجوء إلى التشهير وافتعال فضائح تتعلّق بالحياة الخاصة للأفراد معتبرين أن ما تظهره الصّور هو حُريّة شخصيّة متاحة للسيّد الهادي الجيلاني مثلما هي متاحة لغيره من المواطنين، وأنّ من المُهين اللجوء الى فضح الحياة الخاصة للأفراد لتصفية حسابات سياسيّة. ويذكر أنّ الحساب الافتراضي في موقع فايس بوك الذي استعملته الجهة "المُنتحلة" لاسم السيّد الهادي الجيلاني قد تعرّض للحجب منذ يوم الثلاثاء 27 أكتوبر 2009 بعد أن بقي لفترة طويلة في متناول أغلب مستعملي شبكة الانترنت. * هجوم عنيف على الطّاهر بلخوجة وفي خُطوة مفاجأة تعرّض وزير الدّاخليّة الأسبق الطّاهر بلخوجة إلى هجوم عنيف من طرف صاحب إحدى الصّحف الأسبوعيّة التّي خصّته بمقال تهجّمي مطوّل، كال فيه صاحبه الكثير من السُّباب والشّتائم مستعرضا ما قدّمه على أنّه صفحات سوداء من تاريخ الوزير و تعرّض من خلالها إلى ممارساته عندما تقلّد منصب وزير الدّاخليّة وكيف بطش بخصومه السياسيين وتورّط في كثير من ملفّات الفساد مستغلا نفوذه كغطاء ل"تجاوزاته" التي عددها كاتب المقال . وقد عُنون المقال الذي تهجّم على الوزير الأسبق ب"المسّاد" الطاهر بلخوجة: بورقيبة يصفه بالبهيم والشّعب "وقد تضمّن المقال عبارات موغلة في الشتم والسّباب المحض BOP يُلقّبه بالطاهر الذي نال ممّا تبقى من المكانة الاعتباريّة للوزير الأسبق. وقد ألمح صاحب الهجوم الى أنّ موقفه جاء ردّا على المقال الذي كتبه الوزير السّابق في صحيفة "الموقف" المعارضة في عددها الصّادر يوم الجمعة 23 أكتوبر2008 والذي أكّد فيه بلخوجة انّ البلاد تشكو "نقصا ديمقراطيّا" و تساءل عن مصير البلاد بعد الانتخابات وعن إمكانيات تطوّر المنظومة السياسيّة خلال حقبة ما بعد بن علي. وقال الطّاهر بلخوجة في مقاله " لاشيء يضمن أنّ تحوّل الحكم بعد بن علي سيتمّ دون انعكاسات. وهكذا تحوّل الخوف الى حيرة وقد أكّدت كل الشهادات المحايدة وجود نقص ديمقراطي فا قمته تداعيّات المنظومة السياسيّة القائمة على الخلط بين الحزب والدولة". وجاء ردّ الصّحيفة الأسبوعيّة على قدر كبير من العنف وعكس تحاملا كبيرا على الوزير السّابق ممّا جعل البعض يعتبر أن صاحب المقال لا يمكن ان يتورّع على شنّ هكذا هجوم على وزير سابق كان يحظى بالتبجيل طوال الفترة الاخيرة وذلك دون استشارة دوائر القرار، خاصّة وأن تهجّمات الصّحيفة قد طالت السيّدة وسيلة بورقيبة زوجة الرئيس الرّاحل الحبيب بورقيبة بعد ان اتّهمها كاتب المقال صراحة بالفساد واستغلال النفوذ، واعتبر عدد من الملاحظين أنّ هذا الهجوم يعكس دون أدنى شكّ تغيّرا مفاجأ في الموقف الرسمي من الوزير السّابق على خلفيّة نشره للمقال في صحيفة الموقف وانتقاده للمسار الديمقراطي في البلاد، خاصة تلميحه الى الموقف السلبي من مؤسّسات الحزب الحاكم.، الأمر الذي يعزّزه تركيز صاحب الهجوم على بلخوجة على مسألة معاداة وزير الدّاخليّة السّابق لاجهزة الحزب الحاكم اثناء تقلّده لمنصب الوزارة. ويستند أصحاب هذا الرأي على سوابق الصّحيفة التي شنت هجوما على الطّاهر بلخوشة فيما يتعلّق بتهجّماتها الدوريّة على بعض وجوه المعارضة التونسيّة وهو ما قد يُستشفّ منه أن مواقف وزير الداخليّة الأسبق قد زجّت به في خانة "المعارضة المغضوب عليها"، ويُذكر أنه لم يسبق ان تعرّض الوزير السّابق الطّاهر بلخوجة الى انتقادات حادة من طرف وسائل الإعلام الوطنيّة، بل سبق وأن خصصت له إحدى الصّحف اليوميّة هامشا كبيرا لتقديم مذكّراته السياسيّة، وأُجريت له بعض الحوارات في بعض وسائل الاعلام . وقد مثّل هذا الانقلاب المفاجئ في اتّجاه الودّ الرسمي تجاه الوزير السّابق نقطة تحوّل مفاجئة قد تأشّر إلى ظهور تحويرات كبيرة في خارطة المواقف الرسميّة تجاه عدد من المقرّبين من دوائرها خلال قادم المحطّات . سيرة الطّاهر بلخوجة ولد الطّاهر بلخوجة في مدينة المهديّة سنة 1931 وتخرّج من المدرسة الصّادقيّة سنة 1950 . انخرط في صفوف اتّحاد الطلاب التونسيين، ليُصبح أمينا عاما للاتّحاد سنة 1960. عُيّن سنة 1965 وزيرا مُفوّضا ومُديرا لديوان وزير الخارجيّة، ثم قائما بأعمال تونس في فرنسا، ليُعيّن في ديسمبر من نفس السّنة سفيرا لتونس في دول إفريقيا الغربيّة وفي سنة 1966 عُيّن بلخوجة مديرا لمكتب أحمد بن صالح وبقي في منصبه الى غاية سنة 1967 تاريخ تعيينه مديرا للأمن الوطني الى غاية 1968 ليتقلّد بعد ذلك عديد المهام الدبلوماسيّة في الخارج. وفي شهر ديسمبر من عام 1980 عُيّن بلخوجة وزيرا للإعلام في حكومة مزالي إلى غاية سنة 1983 المصدر "الطريق الجديد 152 من 31 أكتوبر الى 6 نوفمبر 2009 أعيد النشر على الوسط التونسية بتاريخ 2 نوفمبر 2009 @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@ على الفايسبوك : انتحال لصفة السيد الهادي الجيلاني أحد "المرشحين" لخلافة الرئيس بن علي , ونشر لصوره مع من قيل بأنها "صديقته" بسمة قنار الطرابلسي... مرسل الكسيبي-عواصم-صحف ووكالات : فيما يبدو مؤشرا خطيرا على دخول أجنحة داخل السلطة في الصراع على خلافة الرئيس بن علي , نشر منتحل لشخصية السيد الهادي الجيلاني رئيس اتحاد الصناعة والتجارة التونسي صورا شخصية خاصة لهذا الأخير مع من قيل بأنها "عشيقته" -السيدة أو الانسة- بسمة قنار الطرابلسي ... وظهر السيد الهادي الجيلاني في هذه الصور في مواضع عناق مع من وصفها نشطاء تونسيون في تعليقاتهم بأنها عشيقة أو صديقة لهذا الأخير .. وفيما يتحدث سياسيون تونسيون عن وجود صراع أجنحة داخل السلطة فيما يخص مستقبل مؤسسة الرئاسة في الأفق القريب أو في أفق سنة 2014 , فان أوساطا سياسية قريبة للسلطة والمعارضة تتداول خبر الاعتداء على السيد الهادي الجيلاني في منطقة المروج بالعاصمة تونس من قبل عناصر مجهولة الهوية , فيما يظن بأن له علاقة بكلام غير مؤكد عن رغبة هذا الأخير في خلافة الرئيس التونسي المجددة ولايته الخامسة قبل يومين فقط . وتساءل تونسيون مقيمون بالخارج في معرض تفاعلهم مع نشر هذه الصور عن السر الكامن وراء نشرها في هذا التوقيت بالذات , وعن المغزى السياسي من التشهير بالسيد الهادي الجيلاني بهذه الطريقة , فيما لمح اخرون الى الاعتداء بالعنف على السيد الجيلاني قبل فترة ليست بالبعيدة , وهو ماتم تأويله على أنه ذي صلة بموضوع الصراع على خلافة الرئيس بن علي.. وتتكثف في الفترة الأخيرة أحاديث في الوسط المعارض عن رغبة الرئيس بن علي في البقاء في موقعه الى أفق غير محدود , فيما يؤكد اخرون على أن الاجراءات جارية على قدم وساق من أجل نقل السلطة الى واحد أو واحدة من أقرب مقربيه .., وهو ماجعل الشائعات تحوم حول التمهيد لنقل صلاحيات الرئيس وبشكل تدريجي الى زوجة الرئيس السيدة ليلى الطرابلسي أو الى صهره السيد محمد صخر الماطري. وتبدو المعارضة التونسية وأوساط شبه رسمية قلقة على مصير البلاد في ظل تواتر الأنباء عن تعاظم نفوذ السيدة ليلى بن علي وتدخلها في شؤون الحكم وتسيير كبريات مؤسسات الاقتصاد الوطني . هذا وقد أثار كتاب "حاكمة قرطاج" الصادر عن صحفيين فرنسيين قبيل أسابيع قليلة بفرنسا لغطا كبيرا في أوساط النخبة والمعارضة وحتى الجهات الديبلوماسية , وقد تحدث فيه صاحباه عن قدرة زوجة الرئيس التونسي على عزل وزراء وتعيين اخرين أو التأثير في مجريات قرارات سياسية أو اقتصادية هامة . ولفت أنظار المراقبين السياسيين للشأن التونسي العام موقف الادارة الأمريكية من نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية , حيث صرح السيد "ايان كيلي" المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن اعادة انتخاب الرئيس التونسي الاحد "تقلقنا" مشيرا الى غياب المراقبين الدوليين. وحصل بن علي على 89.62% من الاصوات. وقال وزير الداخلية التونسي رفيق بلحاج قاسم ان الانتخابات كانت شفافة ولم تسجل اي اعتراضات جوهرية. ولكن "ايان كيلي" قال ان "الحكومة التونسية لم تسمح لاي مراقب" بالتحقق من حسن سير الانتخابات. واضاف "على حد علمنا. لم يحصل اي مراقب مستقل ويتمتع بمصداقية على تصريح". وتأكيدا لمصداقية نشر الصور المذكورة على شبكة الفايسبوك تكتفي الوسط التونسية باعادة نشر رابط بروفيل البوابة المنتحلة لشخص السيد الهادي الجيلاني على هذه الشبكة الاجتماعية , وذلك من باب تعزيز مصداقية الخبر , مع تحفظها واحترازها على أساليب هتك السجلات الخاصة لأي مواطن تونسي. http://www.facebook.com/Hedi.djilani هذا وتعتذر الوسط لقرائها عن عدم نشر مضمون هذه الصور , من باب ايمانها بأن الصراع السياسي لايتأسس أبدا على هتك الحياة الخاصة لأي مواطن تونسي . - نلفت انتباه قرائنا ومتابعينا داخل تونس الى ان السلطات التونسية قامت بحجب الرابط المنشور أعلاه للحيلولة دون الاطلاع على ماورد في الملف.