افرجت السلطات التونسية مساء الاربعاء على سجناء حركة احتجاج اجتماعي شهدتها منطقة المناجم بقفصة (جنوب غرب) العام الماضي بينهم قائد الاحتجاج عدنان الحاجي اثر عفو رئاسي، على ما اعلنت الخميس المركزية النقابية. وقال علي رمضان عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) لوكالة فرانس برس "تم الافراج عن مساجين الحوض المنجمي بموجب عفو رئاسي". واضاف رمضان "شمل العفو عدنان الحاجي النقابي والناطق باسم الحركة" من دون اعطاء مزيد من التفاصيل حول عدد الاشخاص المفرج عنهم. وكانت جمعيات لحقوق الانسان اعلنت توقعها هذا الافراج في اطار الاحتفال بالذكرى ال 22 لتولي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي السلطة في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1987. وكان العديد من قادة المعارضة طالبوا بالافراج عن معتقلي الحوض المنجمي بينهم احمد ابراهيم (حركة التجديد) المرشح الخاسر للانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس بن علي بنسبة 89,62 بالمئة في 25 تشرين الاول/اكتوبر الماضي. وعبرت حركة التجديد في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه عن "ارتياحها" للافراج عن هؤلاء النقابيين وطالبت "باتخاذ إجراءات فورية تمكن مناضلي الحوض المنجمي من استرجاع حقوقهم كاملة في المواطنة والشغل والعيش الكريم". كما طالبت ب "وضع حد للمضايقات والاستفزازات والاعتقالات التي يتعرض إليها بعض الصحافيين والطلبة ونشطاء حقوق الإنسان في تونس". ولم يتم على الفور تأكيد خبر العفو ولا عدد المفرج عنهم من مصدر حكومي. وكانت تمت محاكمة 38 نقابيا على الاقل اثر اضطرابات شهدتها منطقة الحوض المنجمي في قفصة في 2008 على خلفية بطالة وفساد ومحاباة. وصدرت بحقهم احكام بالسجن تراوحت بين عامين وثماني سنوات في شباط/فبراير 2009. وكانت تلك الاضطرابات اندلعت في منطقة الرديف المنجمية المنتجة للفسفاط المجاورة لقفصة في كانون الثاني/يناير 2008 بسبب تلاعب في مسابقة توظيف في "شركة فسفاط قفصة" وهي اكبر شركة توظيف في المنطقة التي تعتبر فيها نسبة البطالة عالية. وتحولت الاحتجاجات الى تظاهرات ضد غلاء المعيشة والبطالة والفساد والمحاباة تدخل الجيش لقمعها وشهدت مقتل متظاهر بالرصاص في 6 حزيران/يونيو 2008 في الرديف. وتم توقيف قادة حركة الاحتجاج ومحاكمتهم بتهمة "اتفاق اجرامي بهدف التحضير او ارتكاب اعتداء على الاشخاص او الممتلكات وتعكير صفو النظام العام". وجرد المتحدث باسم الحركة عدنان الحاجي من مهامه النقابية قبل ان تعيده المركزية النقابية الى مهامه وتجعل من الافراج عنه وعن باقي النقابيين احد اهم مطالبها. وحكم على 34 متهما في شباط/فبراير واربعة آخرين غيابيا بينهم التونسي الفرنسي محي الدين شربيب منسق لجنة دعم سكان قفصة في فرنسا والمعارض فاهم بوكدوس مراسل قناة "الحوار" التي تبث من ايطاليا.