قال إن أهالي الرّديف يعيشون الجوع.. ويجب أخذ حقّهم ولو بالقتال...! منذر بالضيافي-العربية نت-الوسط التونسية: أصيب الشارع التونسي بحالة صدمة، وهو يتابع دعوة النقابي عدنان الحاجي، في اجتماع شعبي بمدينة الرديف بمنطقة الحوض المنجمي (محافظة قفصة بالجنوب الغربي)، إلى "قتل الإسلاميين في تونس" واصفا إيّاهم "بأعداء الثورة". ويذكر أن الحكومة التونسية، يقودها تحالف من ثلاثة أحزاب بقيادة حزب حركة النهضة الإسلامي، الذي تصدر انتخابات المجلس التأسيسي التي تمت في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. تصريحات نارية وقال الحاجي في مقطع فيديو، نشر على صفحات موقع "فيسبوك"، "إن أهالي الرّديف يعيشون الجوع والاحتياج، ويجب أخذ حقّهم بكل الطرق حتى بالقتال وسفك الدّماء". وكان الحاجي قد دعا في اجتماع سابق إلى انفصال مدينة الرديف عن البلاد التونسية. ويعد الحاجي من أبرز القيادات النقابية في منطقة الحوض المنجمي، التي عُرفت بتجذر العمل النقابي فيها بزعامة تيارات يسارية، وقد سبق وأن سُجن في زمن حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، على خلفية ما عرف حينها بانتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008، وحكم عليه بالسجن 6 سنوات، قبل أن يتم العفو عنه. كما شارك في الأحداث التي عرفتها منطقة قفصة خلال ثورة 14 يناير 2011. وعرف بعدائه السياسي والايديولوجي للاسلاميين، وخاصة حركة النهضة الحاكمة. وسبق للحاجي أن اتهم في مناسبات سابقة حركة النهضة بتعمدها افشال الاعتصامات، متهما أنصارها بأن "همهم الوحيد هو الحفاظ على هذه الحكومة والدفاع عنها وحمايتها"، وفق تعبيره. دعوى قضائية وعلمت "العربية.نت" أن صحافيا تونسيا قام برفع قضية أمام المحاكم ضد الحاجي "بتهمة الدعوة إلى الاقتتال والتباغض". وقال الصحافي في تصريحات ل "العربية.نت": "لقد صدمت بدعوة الحاجي إلى الاقتتال وهو ما يهدد الأمن العام والسلم الاجتماعي"، وأوضح أنه "في ظل صمت النيابة العامة والحكومة عن هذه الدعوات البغيضة، قررت رفع قضية عدلية ضد الحاجي دفاعا عن وحدة الاجتماع المدني التونسي". وأكد أنه "من حق الحاجي أن يعارض الحكومة وسياساتها، لكن ليس من حقه الدعوة إلى قتل من يخالفه في الرأي". وتعليقا على التصريحات المنسوبة للحاجي، أوضح محمد نجيب الغربي، القيادي والناطق الإعلامي باسم حركة النهضة، "أن مثل هذه التصريحات من شأنها أن تهدد الاستقرار والسلم الاجتماعي، وخاصة في الفترة الانتقالية الحساسة التي تمر بها تونس". وأشار إلى أنه "يستغرب صدور مثل هذه التصريحات عن مناضل نقابي"، وكذلك "سكوت الإعلام المحلي عن التنديد بمثل هذه التصريحات التي تدعو للفتنة والتناحر بين أبناء الشعب الواحد". ثورة ضد الفقر ومن جهته، صرح السياسي والوجه اليساري، منذر ثابت، ل"العربية.نت"، بأنه "لا يمكن اعتماد مثل هذا التصريح للطعن في نضالية الحاجي، لأنه سيكون بمثابة طعن في ثورة 14 يناير، نظرا للدور التحريضي الذي قام به عدنان للإطاحة بحكم بن علي، وذلك من خلال انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008، التي كان أبرز مؤطريها وقياديها، وهذه الانتفاضة هي التي هيأت الأرضية للثورة التونسية". وأضاف ثابت "أن تصريحات الحاجي كانت متشنجة، وذلك بسبب تواصل الظلم في منطقة الحوض المنجمي، فهي ثورة ضد الفقر والتهميش". وذكر "أنه تم تأويل كلام الحاجي، على أنه دعوة لتصفية الإسلاميين، والواقع أنه ورد ضمن تعبير مجازي، وليس دعوة للقتل الصريح، مثلما يروج لذلك البعض". وقد عادت خلال الأيام الأخيرة موجة الاحتجاجات، وسط حالة استقطاب إيديولوجي "مخيف" تجاوز في عديد المناسبات حدود السقف المسموح به، ما ينذر بالتحول الى شبح مخيف على استقرار البلاد، وعلى السلم الاجتماعي، وذلك خلال "تمترس" كل فريق وراء موقفه وزمرته، وإلغاء أو تكفير للآخر المخالف. المصدر : العربية نت - الخميس 19 جمادى الثانية 1433ه - 10 مايو 2012 م