لوحت “إسرائيل” مرة أخرى ب”كل الخيارات” في التعامل مع إيران، لتكرر بذلك تهديدها بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية، فيما أكد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال وجوده في “إسرائيل” ان الولاياتالمتحدة ستفعل كل ما بوسعها لمنع إيران من حيازة السلاح النووي، وأعرب عن قلقه مما أسماه “ديكتاتورية عسكرية” في إيران . وعرض متحدث عسكري “إسرائيلي” في تل أبيب أمس فحوى كلمة ألقاها رئيس الأركان “الإسرائيلي” الجنرال غابي أشكنازي في نيويورك الثلاثاء، خلال حفل العشاء السنوي لمنظمة “أصدقاء الجيش “الإسرائيلي” في الولاياتالمتحدة” . وقال أشكنازي إن جميع الخيارات يجب أن تبقى على الطاولة بالنسبة لإيران، مبرراً ذلك بادعائه ان إيران هي “التهديد المركزي” للسلام العالمي، وأنها تسعى بصورة تدريجية للحصول على قدرات نووية . كما اتهم اشكنازي إيران ب”تمويل وتسليح المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط والعالم كله”، وقال إنه “لزام على المجتمع الدولي أن يوقف البرنامج النووي الإيراني من أجل مصلحته” . وقال أشكنازي بلهجة تهديد “إننا سوف ننتصر على أولئك الذين يريدون القضاء علينا وسوف ننتصر بفضل شجاعة جنودنا وبوصلتهم الأخلاقية” . ومضى قائلاً إن “جميع الخيارات يجب أن تبقى على الطاولة ونحن نطور أسلحة متقدمة وتكنولوجية، وزدنا عدد التدريبات والمناورات وسنستمر في رفع مستوى جهوزية قوات الاحتياط للحرب، ونحن نفعل ذلك لكي نكون مستعدين لمواجهة أي خطر سواء كان قريباً أو بعيداً” . وذكر بيان الناطق العسكري “الإسرائيلي” أن أشكنازي عقد لقاءات عمل في واشنطن الثلاثاء واجتمع خلالها مع مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض والبنتاغون والكونغرس، وبينهم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيمس جونز . وكذلك التقى أشكنازي مع رئيس الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الأدميرال مايكل مولن بعدما كان الاثنان قد التقيا قبل أسبوعين في “إسرائيل” . وقال البيان إن اللقاء بين مولن واشكنازي دام ساعة ونصف الساعة، وتم خلاله التباحث في المواضيع الموضوعة على جدول الأعمال . وأشار أشكنازي خلال خطابه الليلة قبل الماضية إلى التعاون العسكري بين “إسرائيل” والولاياتالمتحدة، وقال إن المثال الأبرز لهذا التعاون هو مناورة “جينبر كوبرا 10” التي أجراها الجيشان “الإسرائيلي” والأمريكي في “إسرائيل” مؤخراً وتم خلاله التدرب على التعاون في مجال تشغيل منظومات الصواريخ الدفاعية . وأضاف أن “هذه الخطوات تمثل تقدماً بالغاً في اتساع الحوار والتعاون والجهوزية لدى كلا الجانبين” . من جهة ثانية، طالب اللوبي اليهودي الرئيسي في الولاياتالمتحدة، وهو جماعة “لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية” (إيباك) في رسالة إلى جميع أعضاء الكونجرس الأمريكي بفرض “عقوبات قاسية على إيران” بسبب نشاطاتها النووية . وأشارت “إيباك” في رسالتها إلى أن “إيران تواصل سباقها للحصول على السلاح النووي ساخرة من التزاماتها الدولية حيال معاهدة الحد من نشر الأسلحة النووية” . واعتبرت أيضاً أن إيران تمثل للأسرة الدولية تهديداً “متزايداً وأصبح الآن مداهماً” . من جهته، قال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء إن الولاياتالمتحدة تشعر بالقلق من أن إيران أصبحت “ديكتاتورية عسكرية” وأصر على أن طهران لن يسمح لها باكتساب سلاح نووي . وقال بايدن أيضاً في مقابلة مع برنامج “هاردبول” في شبكة تلفزيون “ام اس ان بي سي” أجريت خلال وجوده في “إسرائيل” أثناء جولة في الشرق الأوسط أنه لا يدري مدى النفوذ الذي يتمتع به الرئيس الإيراني المتشدد محمود أحمدي نجاد . وقال “السؤال هو . . لا ندري ما الذي يسيطر عليه . والسؤال هو ما مدى سيطرته اليومية على الأجهزة الأمنية . هناك الكثير الذي لا نعرفه” . وأضاف قوله “هناك بعض القلق . . ان هذه أصبحت ديكتاتورية عسكرية . ولكن الحقيقة هي أنه لا أحد يعلم على وجه اليقين” . وقال بايدن “إننا نفعل ما في وسعنا وسنفعل كل ما في وسعنا للحيلولة دون اكتساب إيران سلاحاً نووياً وامتلاكها القدرة على استخدام سلاح نووي” . وتعتقد واشنطن أن فرض عقوبات على إيران هو أفضل سبيل لتفادي الصراع وسباقات تسلح تؤدي إلى زعزعة الاستقرار . 11 مارس 2010