طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة السلطات السورية بفتح تحقيق “مستقل” في المواجهات التي وقعت الأحد الفائت في مدينة الرقة (شمال سوريا) أثناء احتفال أكراد بعيد النوروز وأدت إلى سقوط قتيلين. وقالت المنظمة الحقوقية التي مقرها في نيويورك في بيان “ينبغي على السلطات السورية فتح تحقيق مستقل في حادثة إطلاق النار التي اقترفتها قوات الأمن في 21 مارس/ آذار، والتي خلفت قتيلا واحدا على الأقل وجرح آخرون أثناء الاحتفال برأس السنة الكردية في شمال سوريا”. كما أعربت منظمة “هيومن رايتس”، التي منعت هذا الأسبوع من عرض تقريرها الأخير بشأن قمع قدامى المعتقلين السياسيين في تونس، في تقرير نشر أمس الجمعة في باريس عن أسفها “للتدهور الواضح” لوضع حقوق الإنسان في تونس. وقال معد التقرير إريك غولدشتاين “ليس هناك اي مجال تقريبا يستطيع فيه الناس ان يعبروا عن آرائهم. ان المجتمع المدني مغلق عليه”، مشددا على انه “حتى في ليبيا تمكنت هيومن رايتس ووتش من عقد مؤتمر صحافي”. وأضاف غولدشتاين في مؤتمر صحافي عرض فيه تقريره ان “القمع لا يطال فقط الإسلاميين المفترضين او الفعليين بل الجميع، بمن فيهم صحافيون ومدافعون عن حقوق الإنسان وعلمانيون (...) هناك تدهور واضح في وضع حقوق الإنسان في تونس”. وتابع “في تقريرنا الأخير سنة 2005 عقدنا مؤتمرا صحافيا وما تغير مذاك هو تصلب النظام الذي بات اقل تسامحا مع المنشقين”. وفي تقريره بعنوان “سجن أوسع: قمع قدامى المعتقلين السياسيين في تونس”، أبرزت هيومن رايتس ووتش “تنكيل” السلطات التونسية بقدامى المعتقلين السياسيين، ومعظمهم من الإسلاميين، بعد الإفراج عنهم. وردت السلطات التونسية على التقرير منددة ب”سلسلة من الأكاذيب والادعاءات المفبركة الرامية إلى تضليل الرأي العام حول وضع حقوق الإنسان في تونس”. من جهة أخرى قال نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة جو ستورك “ينبغي على المسؤولين السوريين كشف السبب وراء تحول الاحتفال برأس السنة الجديدة إلى مأساة”. وأضاف “ينبغي تقديم هؤلاء الذين أمروا قوات الامن بفتح النار على الحشد بالذخيرة الحية إلى العدالة”، معتبرا ان “الطريقة الوحيدة لمنع تكرار استخدام القوة غير اللازمة في عمل الشرطة أثناء التظاهرات هي وضع حد للإفلات من العقاب السائد لدى قوات الأمن”. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ان مواجهات حصلت الأحد الماضي في مدينة الرقة شمال شرق سوريا أثناء الاحتفال بعيد النوروز بين محتفلين أكراد وقوات الامن السورية أدت إلى سقوط قتيلين وثمانية جرحى. ونقل المرصد في بيان وصلت نسخة منه إلى وكالة فرانس برس عن مصدر كردي سوري معارض قوله ان “الاشتباكات اندلعت صباح الأحد في منطقة شمال الصوامع في مدينة الرقة، بعد ان طلبت قوات حفظ النظام من المحتفلين بعيد النوروز إزالة صور الزعيم الكردي التركي عبد الله اوجلان وإزالة الإعلام الكردية”. وعبدالله اوجلان هو زعيم حزب العمال الكردستاني في تركيا وهو قابع في السجن منذ سنوات طويلة بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية. ويمثل الأكراد السوريون البالغ عددهم نحو 1،5 مليون شخص نحو 9% من السكان في سوريا، ويطالبون بالاعتراف بلغتهم وثقافتهم.