أصيبت حركة النقل الجوي في أنحاء كثيرة من أوروبا بالشلل لليوم الرابع يوم الاحد بسبب سحابة ضخمة من الرماد البركاني لكن رحلات جوية تجريبية قامت بها هولندا والمانيا بطائرات فارغة مرت بسلام وأوجدت بعض الامل في تحسن الاوضاع. وقال وزير النقل البريطاني أندرو أدونيس ان وزراء النقل بالاتحاد الاوروبي سيدرسون نتائج الرحلات التجريبية يوم الاثنين وانهم سوف يقررون مدى امكانية اعادة فتح المجال الجوي الاوروبي على الرغم من الرماد الذي ينفثه بركان ثائر في أيسلندا. والغبار البركاني له تأثير كاشط ومن الممكن أن يخدش الاسطح الملساء ذات الحواف الدائرية التي تخفف مقاومة الهواء كما يمكن أن يشل محرك الطائرة. ومن الممكن أيضا أن تتضرر الاجزاء المتعلقة بالكترونيات الطيران في الطائرة وكذلك زجاجها. وأكدت الخطوط الجوية البريطانية والايرلندية (اير لينجوس) عدم اليقين بشأن اعادة فتح المجال الجوي في المستقبل القريب عندما أعلنتا الغاء كل رحلاتهما ليوم الاثنين. وقالت الخطوط الجوية الهولندية (كيه.ال.ام) ان فحص احدى طائراتها بعد رحلة تجريبية قامت بها أمس السبت كشف عن عدم حدوث تلفيات للمحرك أو مشكلات أخرى من الرماد البركاني. كما أعلنت شركة لوفتهانزا الالمانية أن رحلاتها التجريبية لم تكشف عن وجود مشكلات في حين أن شركات ايطالية وفرنسية أعلنت أنها ستقوم بتسيير رحلات دون ركاب اليوم لتقييم الظروف. وقال اتحاد الطيارين الهولنديين انه ومنظمات أخرى مشابهة يعتقدون أن الاستئناف الجزئي للرحلات الجوية ممكن على الرغم من استمرار ثورة البركان الذي يقذف بالغبار الاسود فوق اوروبا. وبالنسبة للوقت الراهن يجري الالتزام بشكل صارم بقيود فرضت على الرحلات الجوية في أغلب مناطق أوروبا مما يمثل مشكلة متفاقمة للشركات بما في ذلك شركات الطيران التي يقدر أنها تخسر نحو 200 مليون دولار يوميا الى جانب تقطع السبل بالاف المسافرين في أنحاء العالم. وأغلق الكثير من الدول مجالاتها الجوية حتى وقت متأخر من يومي الاحد أو الاثنين مما جعل عشرات الالاف من الركاب تتقطع بهم السبل في أنحاء العالم وقال خبراء في الارصاد الجوية ان الحالة الحالية للرياح تعني أن من غير المرجح أن تنتقل السحابة لمكان أبعد حتى وقت لاحق من الاسبوع. وأضافوا أن سحابة الرماد التي تتحرك في الغلاف الجوي العلوي قادمة من ايسلندا ربما تصبح أكثر تركيزا في يومي الثلاثاء والاربعاء. وقالت متحدثة باسم (كيه.ال.ام) وهي جزء من (ايرفرانس-كيه.ال.ام) في اشارة الى الرحلة التجريبية "لم نجد أي شيء غير معتاد أو اضطرابات مما يشير الى أن الغلاف الجوي نظيف وامن للطيران." كما قالت (اير برلين) الالمانية انها قامت أيضا برحلات تجريبية وعبرت عن غضبها من اغلاق المجال الجوي الاوروبي. وقال يواشيم هونولد الرئيس التنفيذي "نحن مذهولون لان نتائج الرحلات التجريبية التي أجرتها لوفتهانزا واير برلين لم يكن لها أي أثر على صنع القرار لدى سلطات سلامة الطيران." وأضاف في تصريحات لصحيفة (بيلد ام زونتاج) "حدث الاغلاق الجوي بناء على مجرد بيانات محاكاة قام بها كمبيوتر في المركز الاستشاري للرماد البركاني في لندن." وهذا أسوأ حالة ارتباك يشهدها النقل الجوي منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 عندما أغلق المجال الجوي الامريكي لمدة ثلاثة أيام واضطرت شركات الطيران الاوروبية لوقف كل الخدمات الى الولاياتالمتحدة. وتسببت هذه السحابة في جعل عدد من زعماء العالم يعدلون خططهم في السفر. فقد ألغى الرئيس الامريكي باراك أوباما والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل واخرون الرحلات الى بولندا لحضور جنازة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي يوم الاحد والذي قتل في حادث تحطم طائرة في روسيا قبل أسبوع. وقالت هيئة أكيو ويذر للارصاد الجوية ومقرها الولاياتالمتحدة ان الرماد موجود في منطقة تتسم بضعف تدفق الرياح ومن غير المرجح أن ينتقل لمكان أبعد يوم الاثنين. وأضافت أكيو ويذر "من المتوقع أن تصبح السحابة أكثر تركيزا يومي الثلاثاء والاربعاء مما يمثل خطرا أكبر على السفر الجوي. لكن من المتوقع أيضا أن يتقلص نطاقها مما سيؤثر على مساحة أقل." وكانت بريطانيا والمانيا وهولندا من الدول التي أعلنت اغلاق مجالاتها الجوية طوال السبت والى وقت متأخر من اليوم. وتغلق فرنسا اخر مطاراتها بدءا من الساعة 1200 بتوقيت جرينتش حتى صباح يوم الاثنين على الاقل. وأبقى خبراء الاقتصاد على توقعاتهم لنمو الاقتصاد الاوروبي على أمل عودة الاوضاع الى طبيعتها هذا الاسبوع. لكن بالنسبة لاسوأ التصورات الذي من الممكن أن يظل فيه المجال الجوي الاوروبي مغلقا لشهور فقد قدر أحد الاقتصاديين أن الخسارة في ايرادات السفر والسياحة وحدهما ربما تؤدي الى تقليص النمو الاقتصادي في المنطقة بواقع نقطة أو نقطتين مئويتين تبعا للفترة التي يظل فيها المجال الجوي مغلقا. وكان من المتوقع أن يحقق الاقتصاد الاوروبي نموا بنسبة 1-1.5 في المئة في 2010 . وأثرت هذه الازمة على أسهم شركات الطيران يوم الجمعة اذ تراجعت أسعار أسهم كل من لوفتهانزا والخطوط الجوية البريطانية واير برلين واير فرانس- كيه.ال.ام وايبيريا وريان اير بين 1.4 و3.0 في المئة. وامتدت الاضطرابات الى اسيا حيث ألغيت عشرات الرحلات الجوية المتجهة الى أوروبا كما تعرضت الفنادق من بكين الى سنغافورة لضغط شديد لاستيعاب الركاب الذين تقطعت بهم السبل. وأعلنت شركتا (اير تشاينا) و/تشاينا ساذرن ايرلاينز/ الصينيتان الغاء أغلب الرحلات الجوية الى أوروبا. وقالت (اير تشاينا) انها ألغت أغلب الرحلات من بكين الى باريس وفرانكفورت ولندن وموسكو. كما أعلنت (تشاينا ساذرن ايرلاينز) انها ألغت الرحلات الجوية من بكين الى امستردام. وكان البركان بدأ ثورته يوم الاربعاءالماضي للمرة الثانية خلال شهر من تحت نهر ايافيالايوكل الجليدي مما أدى الى تصاعد عمود من الرماد لارتفاع بين 6 و11 كيلومترا في الغلاف الجوي. من رالف جولينج Sun Apr 18, 2010 4:52pm GMT