قالت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا تدعو الدول ال 43 الأعضاء في قمة الاتحاد من أجل المتوسط الى الاعداد "بشكل بناء" لقمته المقبلة وذلك ردا على مقاطعة عربية محتملة بسبب مشاركة وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان. واعلن ليبرمان القومي المتشدد انه سيشارك في قمة الاتحاد من أجل المتوسط في السابع من حزيران في برشلونة رغم معارضة دول عربية بينها مصر وسوريا اللتان هددتا بمقاطعة القمة اذا حضر. وقال ليبرمان للاذاعة الاسرائيلية العامة من طوكيو "انوي المشاركة وسأكون هناك. نحن لا نفرض أنفسنا لكن ليس من حق أحد ان يفرض علينا تشكيلة الوفد الاسرائيلي". وكان ليبرمان صرح بان اسرائيل يمكنها ان تقصف السد العالي في اسوان (جنوب مصر) اذا ما هاجمت مصر اسرائيل. كما اثار وزير الخارجية الاسرائيلي عاصفة من الاحتجاج في مصر عندما قال عن الرئيس المصري "فليذهب الى الجحيم" اذا كان يرفض زيارة اسرائيل. وتابع ليبرمان "مع الاسبان تمكنا من التوصل الى افكار مبتكرة وكنا مرنين جدا وتوصلنا معهم الى ترتيبات ووافقنا على كل طلباتهم". واكد ان "المشكلة لم تعد الآن بيننا وبين سوريا ومصر بل بين اسبانيا وسوريا ومصر. انها صفعة موجهة الى اسبانيا". وقال ليبرمان "لا نقاطع احدا ومن لا يأتي (الى القمة) فتلك مشكلته". من جهة اخرى اكد مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي لوكالة فرانس برس أمس ان بنيامين نتنياهو ينوي "المشاركة في القمة" دون أن يضيف أي تفاصيل. وقالت صحيفة "هآرتس" ان نتنياهو سيقود وفد اسرائيل الى القمة. وكانت مدريد طلبت من ليبرمان خلال زيارة له الى اسبانيا في نيسان الماضي دعم الاتحاد من أجل المتوسط وجهود السلام في الشرق الأوسط. وقالت وسائل اعلام اسبانية ان اسبانيا تخشى ان يعطل النزاع العربي الاسرائيلي القمة. وكان مؤتمر حول المياه للاتحاد فشل في نيسان بسبب خلاف بين العرب والاسرائيليين حول الاشارة الى "الأراضي المحتلة". واكد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط العام الماضي ان الاجماع العربي على رفض مقابلة ليبرمان ادى الى تأجيل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط كان مقررا في 23 تشرين الثاني في اسطنبول. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "لا يعود الينا اتخاذ مواقف من وفودنا". وكان فاليرو يرد خلال لقاء مع صحفيين على سؤال عما اذا كانت تهديدات بمقاطعة عربية تحكم مسبقا على القمة بالفشل اذا نفذت. وصرح الناطق الفرنسي "ندعو كل الدول الأعضاء الى السعي من أجل انجاح الاتحاد في ذاته والعمل بشكل بناء وفاعل للاعداد للقمة". وذكر بحرص فرنسا على هذا المشروع الذي اطلق قبل نحو سنتين في قمة في باريس. وقال "يجب الا يغيب عن ذهننا القيم التي يستند اليها الاتحاد من أجل المتوسط وهي منطق تضامن وتعاون حول مشاريع عملية". واضاف ان هذا التضامن "يمارس على البيئة وتأمين المياه ووضع النساء والتعاون الجامعي". ويهدف الاتحاد من أجل المتوسط الى تنفيذ مشروعات ملموسة في مجالات مختلفة بينها البيئة والنقل والطاقة والثقافة والتعليم من أجل احياء التعاون اليورو-متوسطي الذي اطلق في برشلونة في العام 1995 ولكنه ظل حبرا على ورق. ويضم الاتحاد من أجل المتوسط نحو اربعين عضوا بينها دول الاتحاد الاوروبي والدول العربية المطلة على المتوسط واسرائيل. 12 ماي 2010