افتتح في العاصمة الإيطالية روما اليوم المؤتمر الدولي الذي سيبحث في سبل معالجة العدوان على لبنان بغياب طرفي الصراع إسرائيل وحزب الله. ومن المقرر أن يستمر الاجتماع بضع ساعات فقط وأن يختتم ظهرا بمؤتمر صحفي مشترك. وقال رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي في كلمة أمام الحضور إن هذا المؤتمر نقطة انطلاق نحو الاتفاق على وقف إطلاق النار وإعادة السلام إلى لبنان وإسرائيل. وأضاف أن المؤتمر يبحث أيضا سبل تشكيل قوة دولية لحفظ السلام على الحدود جنوب لبنان, داعيا الحضور إلى تقديم المسألة الإنسانية على جميع الاعتبارات. من جانبها، تحدثت عمان عن موقف مصري سعودي أردني مشترك تعتزم الدول الثلاث طرحه على المؤتمر، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار ويطالب بدعم الحكومة اللبنانية لبسط سيطرتها على كامل أراضيها. وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قالت في إجتماع لها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إن الوقت قد حان لظهور شرق أوسط جديد والتمهيد لسلام دائم في المنطقة. وأضافت أن الحل الدائم في المنطقة ينبغي أن يعزز ما وصفتها بقوى السلام والديمقراطية في المنطقة وأن هناك حاجة لضمان عدم العودة إلى الحالة التي كانت سائدة في السابق. كوندوليزا رايس لا تعتزم التخلي عن تشددها خلال المؤتمر (الفرنسية) عن المؤتمر ويعقد المؤتمر برعاية الأممالمتحدة بمشاركة 15 دولة وثلاث منظمات دولية, في محاولة للتوصل إلى مخرج للحرب بين إسرائيل وحزب الله والأزمة الإنسانية التي يواجهها لبنان منذ أسبوعين. وبالإضافة إلى إيطاليا المضيفة، سيحضر المؤتمر وزراء خارجية الولاياتالمتحدةوفرنسا وألمانيا وبريطانيا واليونان وقبرص وإسبانيا وروسيا وتركيا والأردن ومصر والسعودية وكندا. ويمثل لبنان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ووزراء الخارجية فوزي صلوخ والدفاع إلياس المر والمال جهاد أزعور والمواصلات مروان حمادة. ومن المشاركين أيضا رئيس البنك الدولي بول وولفويتز والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والمفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر والممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا ووزير الخارجية الفنلندي أركي تويوميوجا ممثلا الرئاسة الفنلندية للاتحاد الأوروبي. ويبدو أن مقتل أربعة من المراقبين الدوليين التابعين للأمم المتحدة فجر اليوم بنيران القوات الإسرائيلية, سيلقي بظلاله على وقائع المؤتمر وسيزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق تعتقد حكومة بيروت أصلا أنه غير ممكن في الوقت الراهن. وقد أغضب هذا القصف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي وصفه بأنه "متعمد". هذا التصريح أدهش ممثل إسرائيل في المنظمة الدولية وقال إن أنان تسرع في إطلاق الاتهام. معاناة المدنيين تحتم على القوى الدولية الإسراع بالتوصل إلى حل للأزمة (الفرنسية) الأمر الملح وتشعر كافة الأطراف أن التوصل إلى مخرج للأزمة أمر ملح, لكن الخلافات عميقة جدا بين الأميركيين والبريطانيين الذين يدعمون إسرائيل من جهة، الأوروبيين والدول العربية الذين يأملون في وقف فوري لإطلاق النار. ونفى الوفد الأميركي عند وصوله روما مساء أمس أن تكون الولاياتالمتحدة تسعى إلى تأخير وقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ديفد ولش "نريد وقفا لإطلاق النار إذا كان يمكن أن يستمر وإذا تم التوصل إليه بشكل جيد". لكنه استبعد الأمر وقال إنه سيكون أمرا صعبا. موقف وزيرة الخارجية كان متشددا جدا, وقد أعربت خلال زيارتها للقدس أمس عن اعتقادها بأن وقف إطلاق النار فقط لن يكون مجديا, لأن حزب الله قد يستجمع قواه ويهاجم إسرائيل مجددا. وتريد رايس أن يكون وقف إطلاق النار مرفقا بحل شامل يقتضي شل قدرات حزب الله. أما فرنسا وإيطاليا وروسيا والأوروبيون الآخرون والدول العربية فيدعمون بدون تحفظ نداءات أنان لوقف إطلاق النار ثم الجلوس إلى طاولة التفاوض وبحث مطالب طرفي النزاع. وربما يلقي قصف مقر المراقبة التابع للأمم المتحدة بظلاله على تشكيل قوة دولية للفصل يطالب بها الجميع في جنوب لبنان. ويرى البريطانيون أن تشكيل هذه القوة سيستغرق وقتا ولن يكون سهلا. غير أن أنان يريد أن يغادر الجميع المؤتمر بإستراتيجية ملموسة. وسيبحث المؤتمر دور سوريا وإيران المتهمتين بدعم حزب الله, لذلك فإن أنان يعتبر أن "سوريا وإيران جزء من الحل", مؤكدا أنه يواصل اتصالاته بهما.