قالت فنلندا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي يوم الثلاثاء ان قرار اسرائيل تصعيد عملياتها العسكرية في لبنان غير مقبول ولن يؤدي الا لاذكاء التطرف في الشرق الاوسط. وقال وزير خارجية فنلندا اركي تيوميويا الذي سيرأس اجتماعا طارئا لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بشأن الازمة في وقت لاحق يوم الثلاثاء للصحفيين ان على الاتحاد البالغ عدد أعضائه 25 دولة اتخاذ موقف موحد مجازفا بتوضيح خلافه مع الولاياتالمتحدة التي تدعم اسرائيل. وقال قبيل مخاطبته لقادة البرلمان الاوروبي "من غير المقبول ان تستمر اسرائيل في سياستها الحالية. "كلمات السيد (رئيس الوزراء ايهود) اولمرت وخططه لشن مزيد من الهجمات العسكرية تثير القلق ونوجه له هذه الرسالة.. من غير المرجح تحقيق نجاح عسكري فهذا لن يؤدي الا لاذكاء الدعم لحزب الله والمتطرفين الاخرين في المنطقة." ورغم الانقسام في موقف الاتحاد الاوروبي حتى الان بشأن المطالبة بوقف فوري لاطلاق النار سيعمل الاتحاد على توحيد كلمته للضغط من اجل وقف القتال والتوصل لتسوية سياسية يمكن على اثرها ارسال قوات اوروبية للاشراف على الوضع في جنوب لبنان. وقالت مفوضة الاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر لرويترز ان مصداقية التكتل الاوروبي اصبحت على المحك. وقالت "اوروبا ستفقد مصداقيتها اذا لم تعمل بقوة كافية للتوصل الى حل قصير الاجل من اجل وقف العنف ثم تتحرك بفاعلية للحصول على حل طويل الاجل اكثر قوة." وتابعت "اعتقد ان الضغط على اسرائيل سيتصاعد من جانب الاتحاد الاوروبي وسنرى ضعف الجهد المبذول او ثلاثة اضعافه لوقف الاعمال العدائية." وقال دبلوماسيون اوروبيون ان الوزراء متأهبون للضغط من اجل الاسراع باصدار قرار من مجلس الامن الدولي ومناقشة تشكيل قوة حفظ سلام دولية دون تعهدات محددة بشان تلك القوة. وفي تجاهل للدعوات المتنامية المطالبة بوقف اطلاق النار قصفت اسرائيل مناطق في شرق وجنوب لبنان يوم الثلاثاء واستعدت لتوغل اكثر عمقا في الاراضي اللبنانية لدفع حزب الله بعيدا عن الحدود. وعقب ثلاثة اسابيع من اندلاع الحرب عقب قيام مقاتلي حزب الله بأسر جنديين اسرائيليين في عملية عبر الحدود قال وزير اسرائيلي ان القوات الاسرائيلية بحاجة الى عشرة ايام اخرى على الاقل لاستكمال عملياتها العسكرية. وقال وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما الذي اجرى محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في القدس يوم الاحد "في مناخ كهذا لن يرسل احد جنوده." واضاف "اما ان يكون هناك وقف لاطلاق النار وجهد من المجتمع الدولي او تكون هناك حرب..المجتمع الدولي لا يعتزم المشاركة في حرب." وتدرس كل من ايطاليا وفرنسا وفنلندا وبولندا والسويد واسبانيا ارسال قوات الى لبنان. كما قالت تركيا واندونيسيا انهما ربما تساهمان في قوات لحفظ السلام. وقال وزير خارجية فنلندا اركي تيوميويا "اي قوة دولية يتعين ان تحظى بتفويض من الاممالمتحدة ولن تكون قوة اوروبية لكن الاتحاد الاوروبي سيتحمل القدر الاكبر من المسؤولية عن هذه القوة وانجازها لتفويضها." وقالت رايس يوم الاثنين انه يمكن التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار لانهاء القتال المستمر بين اسرائيل وحزب الله منذ 21 يوما لكن الرئيس الامريكي جورج بوش لم يبد تعجلا في هذا الصدد. ومن بين دول الاتحاد الاوروبي حذت بريطانيا حتى الان حذو الولاياتالمتحدة قائلة ان اي وقف لاطلاق النار يجب ان يكون "مستداما" وهو ما يراه منتقدون ضوءا اخضر لاسرائيل للمضي قدما في قصف حزب الله في حين ترغب الغالبية من الدول الاعضاء بالاتحاد في وقف فوري لاطلاق النار. لكن متحدثا باسم الخارجية البريطانية قال ان الانقسامات يجري رأبها. وقال دبلوماسيون ان العمل على التوصل لوقف اطلاق النار ستليه تسوية سياسية للازمة ثم ارسال قوة لحفظ السلام سيكون محور تركيز اساسي لوزراء الاتحاد الاوروبي.