البداية بدأت عندما قدم المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل مطلب ترخيص لتنظيم مسيرة دعم و مساندة للمقاومة العربية في كل من فلسطين و العراق و لبنان فكانت أن وافقت السلطة على تنظيم المسيرة على غير عادتها بل أكثر من ذلك فقد قررت المشاركة بطم طميمها لدعم الأشقاء في الشرق و شاركها في ذلك أحزاب المعارضة القانونية دون استثناء و بعض الجماعات السياسية الأخرى (مود و بعض القومجيين و بعض الشيوعيين) فكان مكان الانطلاق أمام الكنيسة الأرثدكسية و قبالة مقر الحزب الحاكم في شارع الملك محمد الخامس (أين تقع أيضا مقرات البنوك المقفرة بعد الزوال و بعض الادارات المركزية) و ذلك الاثنين 2006-07-24 على الساعة السادسة بعد الزوال المشهد الأول:عدد المشاركين في المسيرة بلغ أكثر من عشرةالاف حسب المنظمين كان نصفهم تقريبا ممثلين للسلطة توزعوا بين ألفين تقريبا من الحزب الحاكم و المنظمات التابعة له و البقية كانوا من البوليس السياسي و غيره بالزي المدني و هؤلاء كانت لهم أدوار طريفة في بقية المشاهد. المشهد الثاني:عند انطلاق المسيرة بدأ بعض المندفعين "المتهورين" يرفعون أصواتهم نحو المباني الشاهقة المقفرة يدعون بالموت على" إسرائيل" و أمريكا و يرفعون أعلام العراق و فلسطين و لبنان فاستوقفهم المنظمون محذرين و مهددين بتفريق المتظاهرين إذا لم تحفظ أعلام العراق و فلسطين لأن المسيرة حسب ما خططوا مخصصة لدعم لبنان فقط و ليس فلسطين و العراق و لكن الأمر ذاته حصل عندما رفع جمع آخر أعلام حزب الله و صور أمينه العام فخوفا من زرع الطائفية داخل المجتمع التونسي لا يجوز رفع سوى علم لبنان لمن استطاع اليه سبيلا؟؟؟؟؟ المشهد الثالث: كان المتظاهرون المنتمون للحزب الحاكم يتشكلون في جوقة و كأنهم في مزار ولي صالح يترأسهم بعض القياديين في الحزب مدججين بمكبرات صوت مرددين شعارات "نعم للسلم نعم للحوار" و في بعض الأوقات يتذكرون شعارهم المحبوب "كلنا معك يا بن علي"متناسين الغرض الرئيسي من المسيرة.. المشهد الرابع: انطلق المشهد المثير لجميع التونسيين و هو حرق العلمين "الإسرائيلي" و الأمريكي و لكن عندما بدأ بعض المتظاهرين الشاذين باحراق العلم الصهيوني قام أحد المشاركين - شرطة- بخطف العلم و الهروب به بعيدا و عندما احتج البعض على ذلك برر زميل له ذلك الفعل بأنه خوفا على حياة المتظاهرين من الموت حرقا.. المشهد الخامس: أخرج مجموعة من الشبان و الشابات (لا تتجاوز أعمارهم العشرين) صورا للرئيس العراقى الأسير صدام حسين فماكان من المنظمين الا أن هاجموهم، فاعتقلوا أحدهم ومزقوا الصور. المشهد السادس: كان الحزب الديمقراطي التقدمي مشاركا في المسيرة متقدما صفوفه امينه العام "نجيب الشابي"و التحق به بعض "الغرباء"عن الحزب رافعين شعارات مساندة للمقاومة و مهاجمة لسلبية النظام، لم يرق ذلك للأستاذ الشابي و هو "المناضل العروبي العنيد من أجل الديمقراطية "فأمر أحد معاونيه بمنع الفوضى و الالتزام بالخط العام للحزب داخل المسيرة و هو عدم ذكر النظام و عمالته.. المشهد السابع: اكتملت المسرحية دون مشاكل كبرى و انسحب الممثلون من الركح أي الشوارع المقفرة و كان في مقدمتهم بطلها دون منازع الأمين العام لأتحاد الشغل عبد السلام جراد اذ كان في انتظاره سائقه و حراسه أمام سيارتة المتواضعة جدا "مرسيدس آخر موديل". ملاحظة:في نفس الوقت كانت هناك محاولة للخروج بمسيرة من ساحة محمد علي شارك فيها طلبة و نقابيون مارقون عن القانون و مناوئون للنظام اضافة الى كونهم معادون للسامية فتكفل البوليس بأمرهم.... ملاحظة الوسط :لقد قامت الوسط التونسية بنشر هذا التقرير أو المقال مع احتراز على ماورد فيه من معطيات بالمشهد السادس حول شخص الأستاذ أحمد نجيب الشابي والذي عرف عنه خلاف ماورد فيه من معطيات,ولعله من فصل القول أن الظروف التي حفت بموضوع المسيرة وأهدافها جعلت شخص الأستاذ الشابي يعزف عن توظيف موضوعها لفائدة أغراض سياسية أخرى غير التضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني.