جاء في نشرة انباء كلمة ليوم 22 جويلية خبرين: الاول: علمت كلمة من مصادر مطلعة أن أعوان الديوانة ضبطوا يوم الاثنين الماضي بميناء حلق الوادي كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة قادمة من ميناء جنوة الإيطالي على متن الباخرة "زيروس بلاس"، وأوقفت عددا من الأشخاص الذين يعتقد أنهم على صلة بأشخاص متنفّذين في السلطة. الثاني: اشرف السيد رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية وعضو الديوان السياسي على افتتاح الجامعة الإقليمية للتجمع يوم الثلاثاء 20 جويلية الجاري بمدينة القيروان. وأكد على تمسك التجمع بترشيح الرئيس بن على لمواصلة حكم البلاد لأنه الأجدر والأقدر حسب تعبيره. وقال أن فئة من المعارضة هي فئة ضالة. ودعا التجمعيين إلى التصدي لهم بجميع الوسائل المتاحة.وفي ختام الاجتماع، ناشد المجتمعون في برقية بعثوها للرئيس بن على مواصلة قيادة البلاد بعد 2014. الشارع السياسي التونسي يتحدث منذ مدة عن الطموح البيّن للسيدة ليلى الطرابلسي في خلافة زوجها الرئيس الحالي الذي يقضي آخر ولاية دستورية له نظرا لتقدمه في السن. و هناك من يتحدث عن خلافات داخل الاجنحة المتنفذة في السلطة حول هذا الموضوع بل يذهب البعض إلى تفسير تأجيل اجتماع اللجنة المركزية للحزب الحاكم بهذا الخلاف. فهل تعني حملة المناشدة التجمعية المسايرة لنداء لجنتهم المركزية التي عقدت اخيرا حسم هذا الملف؟ ستتكفل الايام المقبلة بتوضيح ذلك. لكن ما يمكن قراءته الآن هو أن ليس لفريق الحكم بديل وفاقي للرئيس الحالي و أن هناك رفض لكل الاسماء المتداولة لخلافته و في المقدمة منهم زوجته وهذا يعني استمرار التعايش "الممسرح" للأطراف المتنفذة في السلطة وسعي كل طرف منها باتجاه تدعيم و توسيع مكاسبه وتقوية نفوذه . في هذا الاطار يمكن تنزيل الخبر الاول. فالكل يعلم أن أثرياء تونس الجدد جمعوا ثرواتهم في وقت قياسي جدا استغلوا فيه علاقات القرابة من الرئاسة فأثروا بطرق لا يمكن لسالكيها الاطمئنان على ديمومة التمتع بنتائجها، لذلك تصبح القوة هي الحصن الوحيد الذي يمكن الاحتماء به و يصبح الالتجاء للسلاح ايسر السبل امام اصحاب راس المال. فهل أن ما ضبط من اسلحة كان يُراد لها أن تكون احدى لبنات التحصن؟ اذا كان ذلك كذلك فلا بد أن تكون قد دخلت شحنات قبلها و ستدخل اخرى بعدها بعد ابعاد الديواني الذي تجرأ على حجز هذه الشحنة. أخيرا قد تكون هذه الواقعة جزء من الحملة المستمرة التي تسعى لشيطنة شق من متنفذي السلطة و محاولة صبغ عذرية كاذبة على شق آخر تمهيدا للتضحية بالأول مقابل قبول سلطة الثاني إذا اقتضى الأمر ذلك. و لعل اكتشاف شحنة الاسلحة بميناء حلق الواد التي يرأس بلديتها عماد الطرابلسي مؤشرا على ذلك. في كل الحالات لا نملك الا أن نقول " الله يحفظ جربة". عبدالوهاب عمري