خيّم صباح الأحد هدوء حذر على بلدة "بنقردان" التونسية التي شهدت ليلة الجمعة السبت مظاهرات إحتجاجية قام بها عدد من سكان البلدة إحتجاجا على فرض قيود على حركة التجارة البرية بين تونس وليبيا. وقال شهود عيان قدموا من بلدة "بن قردان" إلى تونس إن الوضع في هذه البلدة "عادي جدا"، وليس هناك ما يشير إلى أنها شهدت مظاهرات إحتجاجية أو أعمال شغب، باستثناء التواجد الكثيف لقوات الأمن. غير أن سائق سيارة لنقل الركاب بين المدن طلب عدم ذكر إسمه، أكد أن بلدة "بنقردان" الحدودية، شهدت أمس الأول مظاهرات إحتجاجية سرعان ما تحولت إلى إشتباكات مع قوات الأمن، حالت دون عودته إلى تونس العاصمة. وأشار إلى أن المتظاهرين رشقوا قوات الأمن بالحجارة، كما أشعلوا النار في جذوع النخيل والدواليب المطاطية، وقطعوا بها الطريق التي تربط بين هذه البلدة، وتونس العاصمة، قبل أن تدخل قوات الأمن وتفرقهم بالقوة. ولم يتسن الحصول على موقف رسمي أو حزبي إزاء هذه التطورات، حيث لزمت السلطات التونسية الرسمية الصمت، فيما رفضت أحزاب المعارضة بما ذلك الأحزاب الأكثر إنتقادا للحكومة التعليق على هذا الأمر. وكانت مصادر متطابقة، قد أشارت في وقت سابق إلى أن توترا شديدا يخيم منذ أيام على بلدة "بنقردان" الحدودية التونسية الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوبتونس العاصمة، بسبب غلق المعبر الحدودي بين تونس وليبيا "رأس جدير". وأشارت إلى أن العشرات من سكان هذه البلدة، خرجوا في مظاهرات للتعبير عن غضبهم من هذا القرار الذي ترافق مع فرض رسوم جديدة لعبور الحدود بين البلدين، ما أثر بشكل سلبي على تجارتهم التي تعتبر مورد رزقهم الوحيد. وكانت السلطات الليبية، قد أعلنت عن فرض رسوم جمركية بقيمة 150 دينارا (نحو 100 دولار) على أي سيارة تونسية تدخل الأراضي الليبية، ما أثر كثيرا على النشاط التجاري في بلدة "بنقردان" التونسية الحدودية التي يعيش غالبية سكانها على التجارة الموازية من الأسواق الليبية. 2010-08-15