البعض أحضر غداء لأبنائهم والبعض الآخر انتظر عند ثكنات للجيش يترقبون عربات السجن. والكثيرون موجودن هناك منذ أن تعهدت الحكومة التونسية هذا الأسبوع باطلاق سراح السجناء السياسيين الذين احتجزوا في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. واشتكت عائلات كانت تنتظر عند سجن برج العامري يوم الخميس من أنه لم يتم الإفراج إلا عن بضع مئات من السجناء حتى الآن وطالبوا بالافراج عن كل الذين سجنوا لأسباب سياسية خلال حكم بن علي الذي دام 23 عاما. وقال محمد خالد خميرة الذي كان ينتظر أمام السجن "ننتظر الافراج عن أبنائنا. ننتظر منذ ثلاثة أيام .. منذ أن سمعنا عن العفو عن السجناء. "أكثر ما يقلقنا هو غياب المعلومات. لا توجد معلومات من السجن. لم يخبرونا بشيء حول كيفية تنفيذ هذا (العفو) ومن سيطلق سراحه ومن لن يطلق سراحه." ووعدت الحكومة التونسية هذا الاسبوع بالافراج عن 1800 سجين سياسي. وقررت يوم الخميس استجابة لمطالب شعبية ومن المعارضة الاعتراف بكل الجماعات السياسية المحظورة وإصدار عفو عن جميع السجناء السياسيين. وشاهد مصورون من حافلة تغادر سجن برج العامري صباح يوم الخميس تقل حوالي 20 رجلا استقبلهم أقاربهم بالدموع. ومن بين المفرج عنهم سمير حجوبة الذي كان يدرس في جامعة الأزهر في مصر عندما جرى ترحيله لاتهامات مرتبطة بالارهاب وسجن في بلده تونس. وتساءل حجوبة وهو شاب ذو لحية خفيفة ومشذبة "هل يبدو هذا كوجه ارهابي.." وتقول أمهات ان قوات الامن الداخلي اعتقلت شبانا آخرين من أبنائهم من بيوتهم ولم يعودوا اليها قط. وقالت فوزية دلوشي التي كانت تنتظر ولدها زياد الذي لم يفرج عنه بعد "جاءوا الى بيتي يسألون عن ولدي. وسألتهم .. لماذا تسألون عن ولدي؟.. قالوا لانه يريد أن يذهب الى أفغانستان الى القاعدة.. وقلت .. ولدي.. عمره 23 عاما ويذهب الى أفغانستان.. الى القاعدة..." وأضافت فوزية التي كانت ترتدي حجابا أبيض قلما يشاهد في شوارع تونس حيث فرض بن علي قواعد علمانية صارمة "حكموا عليه بالسجن خمس سنوات وعذبوه الى أن أشرف على الموت. كان يتعذب وكنا نتعذب من داخلنا أيضا." واشتكى كثيرون من أن حكومة بن علي كانت تقمع كل المسلمين المتدينين وتتهمهم بأن لهم صلات مع متشددين إسلاميين أو جماعات ارهابية. وقال رجل عرف نفسه باسم سامي "نصف السجناء في تونس متهمون بأنهم خمينيون. انهم ليسوا خمينيين" في إشارة الى آية الله روح الله الخميني زعيم الثورة الاسلامية في ايران. وقال وزراء تونسيون يوم الخميس ان الحكومة قررت الاعتراف بكل الجماعات السياسية المحظورة والعفو عن جميع السجناء السياسيين ويشمل ذلك حركة النهضة الاسلامية وأعضاءها. من عبد العزيز بو مزار Thu Jan 20, 2011 8:09pm GMT