تسعى فرنساوتونس ما بعد بن علي الجمعة خلال اول لقاء ثنائي، الى ارساء اسس تعاون جديد وتجاوز الانتقادات وسوء التفاهم الذي اثاره الموقف الفرنسي من ثورة الياسمين. وبعد عدة اتصالات هاتفية، تستقبل وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري نظيرها التونسي الجديد احمد عبد الرؤوف ونيس في جلسة عمل حول مائدة الغداء. ويتم هذا اللقاء الاول بينهما، في خضم جدل تشهده فرنسا حول زيارة خاصة قامت بها اليو ماري خلال اعياد نهاية السنة الماضية الى تونس بينما كانت الانتفاضة ضد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي دخلت اسبوعها الثاني. وبعد ان اعترفت بانها "اخطأت في تقييم" حركة الاحتجاج واقترحت تعاونا امنيا مع النظام السابق عشية انهياره، اضطرت اليو ماري هذا الاسبوع الى تبرير استعمالها، خلال تلك الزيارة، طائرة خاصة يملكها رجل اعمال تونسي محسوب على نظام بن علي. ومع ان هذه الانتقادات اضعفتها رفضت اليو ماري الاستقالة التي تطالب بها المعارضة. واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية موافقة احمد عبد الرؤوف ونيس على جلسة عمل الجمعة بعد يومين في بروكسل التقى خلالهما مسؤولي الاتحاد الاوروبي "مؤشرا قويا جدا وايجابيا جدا ازاء فرنسا". وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو ان هذا الغداء "سيسمح بالتطرق الى الوضع في تونس الذي تتابعه فرنسا بانتباه شديد وكثير من التعاطف والاحترام للمرحلة الانتقالية التي يقوم بها التونسيون". واضاف ان ميشال اليو ماري "ستطلع نظيرها التونسي على ما تقوم" به فرنسا من اجل "اعطاء زخم جديد" للتعاون الثنائي دون مزيد من التفاصيل. من جانبها تنتظر تونس من القوة الاستعمارية السابقة فرنسا "اول شريك تجاري ان تجدد التاكيد بقوة دعمها للسلطات الانتقالية"، كما افاد مصدر في وزارة الخارجية التونسية. واضاف المصدر "طوينا صفحة بن علي ونريد بناء تونس اخرى" مشيرا الى ان تونس تنتظر ايضا ان "تمارس باريس نفوذها في الاتحاد الاوروبي للدفع باتجاه التسريع في منح تونس وضعا متميزا". ويمنح هذا "الوضع المتميز" في العلاقات مع الاتحاد الاوروبي رسوما جمركية تفضيلية في المبادلات وتليين نظام منح التاشيرات. وفي تونس ينظر الى الجدل القائم منذ ثلاثة اسابيع حول تدخلات اليو ماري، على انه دليل على الاستياء ازاء فرنسا المتهمة بغض النظر حتى النهاية على نظام بن علي. وتحدثت وسائل الاعلام التونسية عن "هفوة كبيرة" و"خطا" ارتكبته فرنسا التي انتقدت مرارا الى العلاقات الوثيقة الذي كانت تقيمها الطبقة السياسية الفرنسية مع زين الدين بن علي. ودفع سفير فرنسا في تونس بيار مينا الذي اعيد الى فرنسا في 26 كانون الثاني/يناير وحل محله متخصص في الاوضاع المتازمة بوريس بويون الذي كان سفيرا في العراق، ثمن اخطاء التقييم التي ارتكبتها الدبلوماسية الفرنسية بحق الثورة التونسية. (AFP) الجمعة 4 فبراير 2011