باشرت السلطات التونسية امس بتعويض عائلات «قتلى الثورة» بعد ثلاثة اسابيع من سقوط الرئيس زين العابدين بن علي حيث قررت دفع تعويضات قدرها عشرون الف دينار لكل قتيل وثلاثة آلاف دينار لكل جريح، فيما قررت الحكومة انهاء مهام كل العاملين في ديوان الرئيس المخلوع، في وقت حاول باريس وتونس رسم معالم علاقاتها الجديدة. وبدات السلطات الانتقالية امس في منح تعويضات لعائلات الاشخاص الذين قتلوا في ضاحية بن عروس بتونس خلال اسابيع الاضطرابات التي ادت الى سقوط النظام. وافاد بيان رسمي ان الحكومة قررت دفع تعويضات قدرها عشرون الف دينار (10300 يورو) لكل قتيل وثلاثة آلاف دينار (1546 يورو) لكل جريح. وفي دلالة على عودة الحياة الى طبيعها خلال الايام الاخيرة، اعلنت حكومة محمد الغنوشي استئناف توقيت العمل العادي في الادارات العامة اعتبارا من الاثنين. فيما مازالت البلاد تشهد حركات اضراب قصيرة في بعض القطاعات وبعض التظاهرات الصغيرة لكن عموما استأنف الاقتصاد نشاطه لا سيما في ميناء رادس الذي يشمل 70 بالمئة من نشاط التصدير والاستيراد في البلاد. فرنساوتونس وعلى الصعيد الدبلوماسي، سعت فرنساوتونس ما بعد بن علي خلال اول لقاء ثنائي في باريس الى ارساء اسس تعاون جديد وتجاوز الانتقادات وسوء التفاهم الذي اثاره الموقف الفرنسي. وفي جلسة عمل حول مائدة الغداء مع نظيرها التونسي الجديد احمد عبد الرؤوف ونيس وعدت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري باعطاء زخم جديد للتعاون الثنائي.ودفع العلاقات الى مستوى احسن في ظل حكومة تونسة جديدة. الى ذلك، التقى وفد برلماني اوروبي وصل الخميس الى تونس في زيارة تدوم اربعة ايام امس وزيري العدالة والتعليم العالي وقادة الاحزاب السياسية المعارضة بمن فيهم حركة النهضة الاسلامية ونقابيين وطلبة وصحافيين. على صعيد اخر، أعلن عمدة مدينة باريس بيرتراند ديلانوي عن عزمه إطلاق اسم الشاب التونسي محمد البو عزيزي الذي أحرق نفسه في ديسمبر الماضي على ساحة في المدينة تكريماً له. وقال ديلانوي الذي ولد في تونس، والمنتمي للحزب الاشتراكي، في بيان إنه سيقترح على مجلس المدينة الذي سينعقد بين إطلاق اسم البوعزيزي على ساحة في باريس بطلب من نشطاء في الأحزاب الشيوعية وحزب الخضر. وقال إن باريس مدينة تعرف «بارتباطها الذي لا يتزحزح بقيم الحرية والديمقراطية، لذا ترغب باريس وعمدتها وممثلوها المنتخبون بتحية ذكرى الشاب».