سارعت الحكومات على مستوى العالم أمس، لإرسال طائرات وسفن لإجلاء رعاياها من ليبيا المضطربة التي تعهد زعيمها معمر القذافي بسحق المتمردين على حكمه المستمر منذ 41 عاماً، فيما فر أكثر من 5700 تونسي وليبي عبر الحدود بين البلدين وسط مخاوف تونسية من مخاطر وضع “كارثي” لتدفق كبير للاجئين على البلاد. وقال هادي نادري المسؤول في الهلال الأحمر التونسي بمنطقة بن قردان، أول مدينة تونسية بعد الحدود مع ليبيا، إن “5700 تونسي وليبي هربوا من ليبيا واجتازوا الحدود بين البلدين في نقطة العبور برأس جدير الاثنين والثلاثاء، مبيناً أن حركة الوصول لم تنقطع. وأضاف هذا المسؤول على الحدود بين البلدين بقوله “بعد كلام القذافي الثلاثاء، ثمة خطر كارثي” بحصول هجرة كثيفة. وأضاف “ننتظر وصول آلاف اللاجئين الليبيين الذين سيدخلون تونس. نتوقع الأسوأ”. ويبلغ عدد التونسيين الذين يعيشون ويعملون في ليبيا نحو 100 ألف تونسي .وتردد أن الكثير من المهاجرين أفادوا في تونس بأن حياتهم كانت معرضة للخطر في ليبيا. وبحسب الحكومة التونسية، لقي أحد رعاياها على الأقل مصرعه بالرصاص في مدينة بنغازي. من جهتها، تجري تركيا التي يوجد بليبيا 25 ألفا من مواطنيها، أكبر عملية إجلاء في تاريخها. وقال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي إن 21 دولة أخرى طلبت من أنقرة مساعدتها في إجلاء مواطنيها. وجرى ترحيل نحو 3 آلاف تركي لجأوا إلى استاد لكرة القدم ببنغازي حيث اندلعت الانتفاضة على متن عبارتين أبحرتا إلى ديارهم بقيادة فرقاطة تابعة للبحرية التركية في حين نقلت طائرتان عسكريتان فرنسيتان 402 فرنسي إلى باريس. ووصف شهود الفوضى والذعر مع محاولة الأجانب الفرار من العنف. وقال عادل يسار وهو تركي وصل إلى اسطنبول بالطائرة مساء أمس الأول “الوقت الذي أمضيناه في المطار تحول إلى كابوس اندلعت مشاجرات وتوترت أعصاب الجميع”. وأضاف أنه وغيره من المرحلين، أمضوا يومين في المطار دون غذاء أو ماء. وقال متحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي خلال إفادة صحفية إن الاتحاد يجلي نحو 10 آلاف مواطن من ليبيا. وغادرت عبارتان استأجرتهما الخارجية الأميركية لإجلاء المواطنين الأميركيين المقيمين، السواحل المالطية أمس باتجاه ليبيا. ورفضت السلطات الليبية التصريح لطائرة أميركية بالهبوط على أراضيها، لذا دعا مكتب الشؤون القنصلية بالخارجية الأميركية، المواطنين الذين يريدون مغادرة الأراضي الليبية إلى التوجه إلى ميناء الشهاب والانتظار إلى حين نقلهم بالعبارات. وقال مسؤولون إن العبارات ستقل الرعايا بأولوية الحضور، مع مراعاة تقديم من يعانون من مشكلات صحية. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن عبارة مستأجرة تسع 600 راكب من المنتظر أن تغادر طرابلس قريباً متجهة إلى مالطا. وطالبت ميجان ماتسون المتحدثة باسم وزارة الخارجية كل المواطنين الأميركيين التوجه إلى الرصيف البحري الذي توجد به العبارة”. وذكر أحد الركاب لدى وصوله إلى مطار رواسي شارل ديجول في باريس “نحن سعداء بانتهاء هذا الأمر”. وأضاف “كان مفاجئاً للغاية. قبل 5 أيام كنا حقيقة نشعر بالأمان. وما كنا لنتخيل أن الوضع قد يتدهور بهذه السرعة”. ... 24 فبراير 2011