قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتّيني الخميس إن الإعادة القسرية للمهاجرين التونسيين إلى بلادهم ليست خياراً مستبعداً ولكنها ستكون الخيار الأخير لحل مشكلة ارتفاع أعداد المهاجرين غير الشرعيين. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" عن فراتيني قوله في ختام اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد حول موضوع الهجرة، ان "فكرة الإعادة القسرية للمهاجرين التونسيين إلى بلادهم يمكن اعتبارها الملاذ الأخير، لكن لا يمكننا استثناؤها". وقال "نحاول أن تجري عملية إعادة المهاجرين بشكل يتم الاتفاق عليه"، موضحاً أن "رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني يحاول بهذا الصدد إجراء اتصال مباشر مع نظيره التونسي "الباجي قائد السبسي" مشدداً على ضرورة أن تتم عملية الإعادة". من جانبه قال وزير الداخلية روبرتو ماروني إنه طالب برلسكوني "بحثِّ الحكومة التونسية على التعاون للسيطرة على حالة الطوارئ المتعلقة بالمهاجرين، والذهاب إلى تونس إذا لزم الأمر". وذكّر بأن الاتفاقات التي أبرمتها حكومة تونس معنا بحرية تفرض الالتزام بمقاومة التدفقات غير المشروعة للمهاجرين"، لكن "هذا لم يحدث حتى الآن"، فضلا عن "عدم إبداء الاستعداد لقبول عودة 19 ألف مهاجر تونسي إلى بلادهم ممن تم تحديد هوياتهم". ورأى ماروني أن "حالة الطوارئ هذه لن تنتهي إلا إذا أوقفت تونس سيل المهاجرين واستقبلت من نعيدهم إليها"، مؤكداً أن "موقف حكومتنا ثابت وهو وجوب إعادة المهاجرين، وتحقيق هذا سيكون ممكننا فقط إن نفذت السلطات التونسية الاتفاقات التي أبرمتها بحرية". وختم "أنا على ثقة بأن رئيس الوزراء "برلسكوني" سيكون قادراً على حل هذه المسألة، عندئذ يمكن لكل التوترات والاحتجاجات القائمة من حولها أن تنتهي". وكان أجلي اليوم قرابة 1500 مهاجر تونسي من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي تتعرض لموجة شديدة من مراكب الهجرة غير الشرعية، إلى مدينة تارانتو حيث سيتم توفير أماكن إقامة لهم، فيما لا يزال في الجزيرة 4500 مهاجر. وكان رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني قد وعد أهالي الجزيرة أثناء زيارته لها أمس بإخلائها من المهاجرين. وتتعرض الجزيرة لموجة شديدة من مراكب الهجرة غير الشرعية تأتي من السواحل التونسية حملت منذ بداية العام أكثر من 19 ألف شخص معظمهم تونسيون وبينهم مئات من الصومال واريتريا. وتعاني الجزيرة من مشاكل بيئية وصحية بسبب العدد الكبير للمهاجرين، علاوة على نقص المياه الصالحة للشرب والغذاء، وفي حين يقيم ألفا مهاجر بمركز إقامة ، وينام الآخرون بمخيمات أو أماكن أعدوها بأنفسهم في العراء. وكان مواطنون في جزيرة لامبيدوزا تظاهروا الاثنين الفائت ضد موجات المهاجرين غير الشرعيين الذين يتدفقون من شمال إفريقيا على الجزيرة، ورفعوا لافتات تقول "كفى" والجزيرة "كاملة العدد" فيما استخدم بعض الصيادين خمس مراكب خشبية من تلك التي أقلّت المهاجرين لبناء حائط يهدف لمنع وصول زوارق خفر السواحل التي تنقذ المهاجرين. وكالة "يو بي اي" الأمريكية - 31-3-2011