في واحدة من الدراسات التي تتطرق إلى الوضع الداخلي في الدول العربية بصورة عامة وسوريا بصورة خاصة، نشر موقع التليفزيون الإسرائيلي على الإنترنت دراسة بعنوان "الشبيحة"، وهي الدراسة التي تناولت وبالتفصيل قصة ما يسمى ب"الشبيحة" أو البلطجية. وقد تصاعد دورهم في الأيام القليلة الماضية، خاصة مع الدور الكبير الذي يلعبونه ودعمهم لعدد من الرؤساء وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد أو الرئيس الليبي معمر القذافي . وتشير الدراسة إلى أن الكثير من الزعماء العرب يستخدمون هؤلاء الشبيحة أو البلطجية في ردع الكثير من مواطنيهم، إلا أنهم فشلوا تماما في تحقيق الأمن لأي زعيم خلال الآونة الأخيرة سواء في تونس أو ليبيا أو حتى في مصر. وعرضت الدراسة تفاصيل ما يسمى مصريا ب"موقعة الجمل"، والتي حاول فيها عدد من البلطجية إجبار المعتصمين في ميدان التحرير على ترك الميدان وإخلائه بالقوة ، بالإضافة إلى دور هؤلاء الشبيحة في تونس . وأوضحت أن الكثير من منهم كانوا سببا مباشرا في سقوط الرئيس زين العابدين بن علي الذي حاول في بداية الثورة زرع عدد منهم في المدن التونسية من أجل التصدي إلى محاولات الثورة ضده، إلا أنه فشل خاصة مع نجاح المواطنين في القبض على هؤلاء الشبيحة وقتل عدد لا يستهان به منهم، الأمر الذي أسهم في تشجيع المواطنين على الاستمرار في الثورة ضد زين العابدين بن علي حتى هرب وترك شعبه. بالإضافة إلى الدور نفسه والمهام السرية التي يتم تكليف عدد من الشبيحة بها في ليبيا أيضا، إلا أن الدراسة تقول بأن القذافي مؤمن تماما بهم، خاصة مع انتماء عدد من هؤلاء الشبيحة إلى عائلات قوية للغاية في ليبيا ، بالإضافة إلى قدرتهم على تأمين أكثر من مدينة ومنطقة كانت تستعد للثورة على نظام القذافي. وتعرض الدراسة ايضا الدور الذي يقوم به عدد من هؤلاء الشبيحة في اليمن ، وهو الدور الذي وصفته بأنه الأقل في دول المنطقة الثائرة لسبيين الأول وهو أن الكثير من قوى الجيش والشرطة على حد سواء متفقة على ضرورة تنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مهما كان الثمن ، وشجعها على هذا قرار صالح الاخير بالتنحي في خلال شهر مقابل عدم محاكمته. بجانب وجود الكثير من القوانين والأعراف التي تمنع اليمنيين من التعرض إلى بعضهم البعض، خاصة مع سيطرة النزعات القبلية على بعضهم البعض، والأهم من كل هذا وجود الكثير من الأحكام "القبلية" الرادعة التي تمنع الشباب اليمني من مخالفة القانون، الأمر الذي يزيد من قلة المخاطر التي يتسبب فيها الشبيحة أو البلطجية . المثير أن الدراسة تشير إلى أن المعلومات التي وصلت إلى تل أبيب تؤكد بأن كبار القادة من العسكريين المهرة أنضموا رسميا إلى هؤلاء الشبيحة في سوريا، حيث صدر لهم أمر عسكري بخلع ملابسهم العسكرية واستبدالها بلباس مدني والغوص بين المواطنين من أجل ردعهم وإجبارهم على التوقف عن التظاهر، وهو الأمر الذي وصفته الصحيفة بالخطير خاصة وأنه ساهم في قتل الكثير من المدنيين في حلب أو درعا التي تشتعل بها الثورة على الرئيس الاسد .