* قال المهدي المنجرة في تعلقيه على مهمة الوفد العربي المبعوث إلى الأممالمتحدة، إن الدول العربية تشتغل بردود أفعال على ما يقوم به الغرب، وخاصة أمريكا وإسرائيل، وأضاف الباحث المغربي في المستقبليات، والذي استضافته قناة الجزيرة مباشر يوم الأربعاء 9 غشت 2006 في برنامج ''مباشرة مع''، إن الدول العربية تفتقد إلى الرؤية والتدبير الاستراتيجي لما تريد، مؤكدا أن هذه الأنظمة التي وصفها بالمفلسة، لا تفكر سوى في كيفية استمرارها في الحكم، وتعيش بدون أهداف، معربا عن أسفه لكون العرب لم يعودوا يثقون في أنفسهم، ويفضلون الاعتماد على الغير في حل مشاكلهم. ورد الباحث المغربي ما يقع في لبنان وفلسطين والعراق من تدمير وقتل، إلى غياب الرؤية المستقبلية والاستراتيجية من جهة، والديمقراطية من جهة ثانية، مؤكدا أن هناك هوة شاسعة تفصل بين الشعوب من جهة والأنظمة الحاكمة من جهة ثانية، وقال إن الحكومات الموجودة اليوم مفروضة على شعوبها من الخارج، وتستمد مشروعية استمراريتها منه، الأمر الذي يجعلها تقف إلى جانبه، وضد اتجاهات شعوبها واختياراتها، ويتضح ذلك، يقول المنجرة، في غياب حرية التعبير والاحتجاج والاختيار، مؤكدا أن العالم العربي يعرف ''ديمقراطية'' وصفها ب''الفلكلورية''، وأضاف إن الشعوب تدافع عن الكرامة والشرف، لكن الحكومات تكرس الإهانة وتدافع عنها. وأوضح الخبير المغربي أن الإهانة والخوف والرعب أصبحت بمثابة آليات للتحكم والسيطرة، فالدول الغربية تهين الدول العربية، وهذه الأخيرة تهين شعوبها، كما أن هذه الشعوب تهين نفسها، لأنها تقبل بالإهانة، ونفى المنجرة بشدة أن تكون هناك اليوم حكومة غربية واحدة تقبل بالديمقراطية في العالم العربي، ممثلا لذلك بالتدخل الغربي المباشر لوقف التجربة الديمقراطية في الجزائر سنة 1991, وفرض الحصار من أجل نسف التجربة الديمقراطية التي أوصلت حركة حماس إلى السلطة اليوم في فلسطين. واعتبر المنجرة أن الأزمة التي يعيشها عالم اليوم، ومنه العالم العربي والاسلامي، هي أزمة قيم، ناتجة عن اكتساح العولمة والاستعمار الثقافي للشعوب، مبرزا أن الغرب يرفض التعدد القيمي والثقافي، ويقبل فقط بالمشابه والمقلد، ودعا المنجرة إلى التشبث بالقيم الحضارية والثقافية، لكونها المنبع الذي يمنح الشخصية العربية والاسلامية استقلاليتها عن الآخرين، مؤكدا أن القيم ليست جامدة بل هي متجددة، وقال المتحدث نفسه إن الاستعمار القيمي والثقافي هو أصعب استعمار من نوعه يصيب الشعوب والدول، ويصعب التحرر منه إلا بعد أجيال وعقود، في حين يعتبر الاستعمار الاقتصادي والسياسي شيئا بسيط. وأكد الباحث المغربي أن الغرب اليوم يحكمه الخوف الشديد من الإسلام، رغم ضعف أهله، إلى حد أصبح الخوف القاعدة المفسرة لكل السياسات الغربية تجاه العالم العربي والإسلامي، وذكر المنجرة أن عقدة الخوف نفسه هو الذي يفسر مبادرة الفاتيكان بإحصاء عدد المسلمين في العالم قبل عقود، وتأسف المنجرة لكون أن عدد المسلمين اليوم والبالغ نحو مليار و600 مليون نسمة، ليس لهم أي أثر اقتصادي أو سياسي في العالم، مقارنة مع نفوذ اليهود (12 مليون نسمة) وتأثيرهم في السياسة الدولية، ملفتا الانتباه إلى أن هذا العدد(12 مليون) هو عدد المسلمين الذين قتلوا واستشهدوا خلال 15 سنة الأخيرة في الصومال والسودان والصين والعراق وأفغانستان والشيشان وفلسطين، بفعل الظلم الواقع عليهم من جهة، ومن جهة ثانية بفعل إهمال واستصغار الأنظمة العربية والإسلامية للإنسان العربي والمسلم.