تلقت تونس ومصر الجمعة من قمة مجموعة الثماني في دوفيل (شمال غرب) وعدا بمساعدة اقتصادية لدعم "الربيع العربي"، فيما عرضت روسيا وساطتها في النزاع الليبي. وبعدما رفضت اي تدخل في ليبيا، قررت روسيا الجمعة المطالبة بتنحي معمر القذافي وعكس البيان الختامي لقمة مجموعة الثماني هذا التبدل الجذري عبر التاكيد ان القذافي "لا مستقبل له في ليبيا حرة" وان "عليه التنحي". لكن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الذي يسعى الى دور لبلاده في الساحة الدبلوماسية اعلن ايضا انه عرض "وساطته" لشركائه بهدف حل النزاع. واذ رفض "وساطة غير ممكنة مع القذافي"، اقر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بان الغربيين المصممين على انجاز العمل في ليبيا، "يحتاجون الى مساعدة الرئيس مدفيديف". لكن موسكو حرصت على التاكيد ان الوضع في ليبيا مختلف تماما عن نظيره في سوريا، وذلك رغم قمع التظاهرات المناهضة للرئيس بشار الاسد. من هنا، تم شطب الكلام عن امكان صدور قرار من الاممالمتحدة يلحظ اتخاذ اجراءات اضافية بحق دمشق من البيان الختامي. ورغم ذلك، اعلن مدفيديف ان على "الرئيس الاسد ان ينتقل من الاقوال الى الافعال" فيما توافق ساركوزي مع الرئيس باراك اوباما على دعوة الاسد الى قيادة مرحلة انتقالية او التنحي. وينظر الغربيون الى ليبيا وسوريا كعائق خطير امام نشر روح الثورتين التونسية والمصرية اللتين تريد مجموعة الثماني تشجيعهما عبر تقديم مساعدة اقتصادية. وخصصت جلسة العمل صباح الجمعة لهذا العنوان والتي دعي اليها رئيسا وزراء تونس الباجي قائد السبسي ومصر عصام شرف. وقال وزير المال التونسي جلود عايد ان "ما اعلنه الرئيس ساركوزي هو رزمة من اربعين مليار دولار للمنطقة". واوضح ساركوزي ان "عشرين مليارا" سيكون مصدرها مصارف التنمية بحلول العام 2013، اضافة الى "عشرة مليارات دولار من الالتزامات الثنائية" و"عشرة مليارات من دول الخليج" مثل السعودية وقطر او الكويت في اطار صندوق مالي خاص. وقبل المشاركة في قمة دوفيل، حددت مصر وتونس حاجاتهما، فالقاهرة تحتاج الى ما بين عشرة و12 مليار دولار بحلول منتصف 2012 وسبق ان طلبت مساعدة صندوق النقد الدولي فيما قدرت تونس حاجاتها ب25 مليار دولار على خمسة اعوام. ويشهد هذان البلدان خصوصا تراجع الحركة السياحية ونموا يقارب الصفر. ولم تقتصر مجموعة الثماني على دعم الديموقراطية في الدول العربية بل ايضا في القارة الافريقية وشجعت خصوصا الحسن وتارا (ساحل العاج) والفا كوندي (غينيا) ومحمد يوسف (النيجر) الذين اعتلوا السلطة بعد مسيرات ديموقراطية تعتبرها فرنسا نموذجية. ووقعت المجموعة كذلك بيانا مشتركا مع العديد من الدول الافريقية بينها السنغال والجزائر واثيوبيا وجنوب افريقيا، مشيدة بالتقدم الديموقراطي في القارة وداعية الى تعزيز مكافحة الارهاب والقرصنة واعمال التهريب. وانتهز ساركوزي فرصة القمة ليدعم مع اوباما ترشيح وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد لتولي ادارة صندوق النقد الدولي.