أكدت بريطانيا أمس، أن الوقت لم يعد في جانب القذافي، فيما رفض مجلس النواب الأميركي مشروعاً يجيز التدخل عسكرياً في ليبيا. وتضاربت تصريحات لمعارضين ليبيين عن اتصالات غير مباشرة بينهم وبين الزعيم الليبي معمر القذافي، لكن لم يصدر نفي بشأن عرض قدمه قيادي في المجلس الانتقالي بقبول رحيل القذافي الى واحة تحت حراسة دولية، فيما أكدت أنباء وصول قارب ليبي يحمل عسكريون سابقون من أنصار القذافي الى تونس. فرداً على تصريحات سابقة لقذافي، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، ان «الوقت في مصلحتنا وليس في مصلحة العقيد القذافي الذي خسر عددا كبيرا من اعوانه». وتابع «الوقت ليس في مصلحته، وبالتالي فإن علينا التحلي بالصبر والمثابرة». ورفض مجلس النواب الاميركي أمس نصاً يجيز تدخلا عسكريا للولايات المتحدة في ليبيا في تصويت يشكل نكسة كبرى للرئيس باراك اوباما. ورفض المجلس، الذي يشكل الجمهوريون الاغلبية، النص بأغلبية 295 صوتا مقابل 123 صوتا. وسيقوم النواب على بالتصويت على قرار يهدف الى تقليص حجم التحرك العسكري الاميركي الى جانب دول الحلف الاطلسي في ليبيا. من جهته، صرح المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا محمود شمام، بأن الثوار الليبيين يجرون اتصالات غير مباشرة مع ممثلين عن السلطات في طرابلس وتطرقوا الى امكانية بقاء معمر القذافي في ليبيا اذا ترك السلطة. وردا على سؤال لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية في عددها أمس، حول وجود اتصالات بين الثوار والسلطة الليبية، اجاب شمام «نعم. ان اتصالات تجري عبر وسطاء. لكن هذه المفاوضات ليست مباشرة على الاطلاق. وهي تجري احيانا في جنوب افريقيا وأحيانا في باريس حيث ارسل القذافي اخيرا، ممثلاً ليتحدث معنا». واضاف المتحدث «اننا نتطرق معهم الى آليات مغادرة القذافي»، مؤكداً مجددا أن مشاركة القذافي وافراد من عائلته في حكومة مستقبلية «مستبعد تماما». وقال «نعتبر ان عليه (القذافي) ان يقبل بالمغادرة او بالعزلة في منطقة نائية في ليبيا. لا نرى ما يمنع انسحابه الى واحة ليبية تحت رقابة دولية». وتابع المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي «الى ذلك، فإن المعارضة على استعداد للتفاوض مع اي تكنوقراطي او رسمي ليبي كان، يداه غير ملوثة بالدماء، بما يؤدي الى ضمه الى حكومة موقتة ستكون مهمتها تنظيم انتخابات». واثر دعوته للرد على تصريحات شمام لصحيفة «لوفيغارو»، اعلن نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبدالحفيظ غوقة في بنغازي انه «لا وجود لاتصالات مباشرة او غير مباشرة مع نظام القذافي». بدورها افادت صحيفة «وول ستريت جرنال» أمس، استنادا الى مسؤولين اميركيين ان معمر القذافي «ينوي جديا» مغادرة العاصمة الليبية طرابلس هرباً من غارات حلف شمال الاطلسي الجوية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الامن الوطني الاميركي ان المعلومات التي حصلت عليها واشنطن تدل على ان الزعيم الليبي «لم يعد يشعر بالامان» في العاصمة. ولا يعتقد المسؤولون ان هذا التحول وشيك، ويرون ان القذافي لن يغادر بلاده في حين يطالب بذلك الثوار الذين يقاتلونه كشرط اساسي. ويبدو ان للزعيم الليبي منازل آمنة عدة وغيرها من المنشآت في العاصمة وخارجها بامكانه الاقامة فيها. من جهة أخرى، ذكرت وكالة أنباء تونس الرسمية أمس، ان قارباً رسا في ميناء بجنوبتونس يحمل 49 فردا من بينهم 19 من الجيش الليبي انشقوا عن نظام القذافي وفروا من العنف في بلادهم. ونقلت الوكالة عن ثلاثة ضباط قولهم ان فرارهم ليس خوفا من الموت، بل رفضا لقتل أبناء بلدهم وأضافوا ان عدد القتلى تجاوز 15 الفاً في ليبيا. التاريخ: 25 يونيو 2011