استنكر الشيخ يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين، عنوان الندوة التي حاضر فيها أمس الأول بنادي أعضاء هيئة التدريس، والتي كانت تحمل عنوان «صراع الإرادات.. المواجهة الاستراتيجية مع إسرائيل». وتساءل: أي إرادات تقصدون، وهل هناك إرادات عربية حتي تتصارع مع إرادة إسرائيل، في الوقت الذي تغير الهدف العربي منذ عام 1948 إلي الآن أكثر من مرة، حتي أنه لم يعد هناك هدف، خاصة في ظل ما ينادي به الحكام العرب من سلام، هو في حقيقة الأمر استسلام. وقال القرضاوي: إن الشريعة الإسلامية تنص علي أنه «إذا احتلت أي قطعة أرض إسلامية يجب علي أهلها أن يقاوموا، وعلي جميع أهل البلد الخروج للجهاد»، وهو ما يسميه الفقهاء بجهاد الدفع أو الجهاد الاضطراري. وقال إنه يجب علي المسلمين القتال ضد العدو الذي يحتل أي أرض إسلامية أخري، حتي ولو تقاعس أهلها عن القتال، مشيراً إلي أن فلسطين ليست أرض الفلسطينيين وحدهم، وإنما هي أرض جميع المسلمين. وأضاف: إن الأمة الإسلامية محتاجة رجالاً مثل حزب الله في كل مكان في مصر والعراق والأردن واليمن وغيرها، واعتبر أن أكبر عمل نجحت فيه إسرائيل هو إخراج مصر من ميدان المعركة، وهي أكبر قوة ضاربة، فاستطاعوا أن يبعدوها ومن بعدها الأردن ثم تبعهما من تبعهما. وأوضح القرضاوي أنه ليس مطلوباً أن نسلح أنفسنا كما تتسلح إسرائيل، وإنما المطلوب منا أن نفعل كما قال القرآن بأن نعد لهم ما نستطيع. واستغرب الفتاوي التي أطلقها أحد المشايخ السعوديين، مذكراً بموقف المسلمين عندما غضبوا، لأن الفرس هزمت الروم، وكان أهل الروم مسيحيين، وأهل الفرس من المجوس فبشرهم ربهم بانتصار الروم فيما بعد. وقال: إنه من الصحيح أن للشيعة مناهج واختلافات عنا، ولكن ليس هذا وقته، فأحياناً في الحرب قد تجد كافراً أقرب لك من كافر. وأشار القرضاوي إلي أنه كان قد أخرج فتوي من قبل، قال فيها: إنه علي من يستطيع أن يعجل بإخراج الزكاة عن السنة القادمة لصالح المقاومة فليعجل بها. وأضاف أنه علي الناس الجهاد بالمال من خلال الصدقات وإخراج الأموال المشبوهة مثل الفوائد الربوية فهي حرام علي صاحبها حلال لهؤلاء. وقال اللواء الدكتور زكريا حسين الخبير الاستراتيجي: إن الأهداف التي شنت إسرائيل الحرب من أجلها علي لبنان هي عودة الأسيرين، وتدمير قدرة حزب الله الصاروخية واحتلال الجنوب حتي حدود الليطاني، وإنشاء قوة دولية متعددة الجنسيات في الجنوب. وأضاف إذا فندنا هذه الأهداف نستطيع أن نصل إلي معرفة من هو المهزوم ومن المنتصر في الحرب.