رئيس الجمهورية قيس سعيد ... الشعب التونسي ينتظر «ثورة تشريعية» في كل المجالات    القصرين: تمتد على 2000 متر مربع: اكتشاف أول بؤرة ل«الحشرة القرمزية»    انتخاب تونس رئيسا للمجلس التنفيذي لمركز «أكساد»    اليمن تعلن بدء المرحلة الرابعة من التصعيد: البحر المتوسط ممنوع على الصهاينة    مع الشروق .. عندما تعرّي الثورة الطلابية المبادئ الأمريكية الزائفة    بطاقتا إيداع بالسجن في حقّ فنان‬ من أجل العنف والسرقة    إنه زمن الإثارة والبُوزْ ليتحولّ النكرة إلى نجم …عدنان الشواشي    المركب الثقافي بمدنين يحتضن فعاليات الملتقى الجهوي للمسرح بالوسط المدرسي    محاميتها تتحدث عن كواليس ليلة القبض على الإعلامية حليمة بولند    رئيس الحكومة يشرف على مجلس وزاري مضيق: التفاصيل    المحمدية.. القبض على شخص محكوم ب 14 سنة سجنا    تالة: مهرجان الحصان البربري وأيام الاستثمار والتنمية    "سلوكه مستفز": الافريقي يطالب بتغيير هذا الحكم في مباراته ضد الصفاقسي    حالة الطقس هذه الليلة    سوسة: ايقاف مروج مخدرات وحجز 500 قرصا مخدرا    عاجل/ قضية "اللوبيينغ" المرفوعة ضد النهضة: آخر المستجدات..    فاو: ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء... اللحوم والزيوت النباتية والحبوب    توقيع محضر اتفاق بين وزارة التربية وجامعة التعليم الأساسي .    جلسة عمل بين ممثلين عن هيئة الانتخابات ووزارة الخارجية حول الاستعدادات للاستحقاقات الانتخابية القادمة    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    عاجل/ أعمارهم بين ال 16 و 22 سنة: القبض على 4 شبان متورطين في جريمة قتل    العثور على جثة آدمية مُلقاة بهذه الطريق الوطنية    نتائج قرعة الدورين ثمن وربع النهائي لكاس تونس لكرة القدم    ألكاراز ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة بسبب الإصابة    توطين مهاجرين غير نظاميين من افريقيا جنوب الصحراء في باجة: المكلف بتسيير الولاية يوضّح    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها    الرابطة الأولى: تعيينات حكام مقابلات الجولة الثانية إيابا لمرحلة تفادي النزول    كرة اليد: بن صالح لن يكون مع المنتخب والبوغانمي لن يعود    مراسلون بلا حدود: تونس في المرتبة 118 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لسنة 2024    الرابطة الأولى: النادي البنزرتي يستضيف الأولمبي الباجي في حوار فض الشراكة في الصدارة    بطولة افريقيا للسباحة : التونسية حبيبة بلغيث تحرز البرونزية سباق 100 سباحة على الصدر    مدنين: حجز 50 طنا من المواد الغذائية المدعّمة    قرعة كأس تونس 2024.    الحماية المدنية:15حالة وفاة و500إصابة خلال 24ساعة.    الحمامات: اختتام فعاليّات الصالون المتوسّطي للتغذية الحيوانيّة وتربية الماشية    السعودية: انتخاب تونس رئيسا للمجلس التنفيذي للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"    188 قتيلا في فيضانات جراء الأمطار بكينيا..#خبر_عاجل    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    منظمة إرشاد المستهلك:أبلغنا المفتي بجملة من الإستفسارات الشرعية لعيد الإضحى ومسألة التداين لإقتناء الأضحية.    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    أعمارهم بين 13 و16 سنة.. مشتبه بهم في تخريب مدرسة    جدل حول آثار خطيرة للقاح أسترازينيكا مالقصة ؟    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    عاجل/ الأمن يتدخل لاخلاء محيط مقر مفوضية شؤون اللاجئين في البحيرة من الأفارفة..    زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان    خطير/ خبير في الأمن السيبراني يكشف: "هكذا تتجسس الهواتف الذكية علينا وعلى حياتنا اليومية"..    اليونسكو تمنح جائزة حرية الصحافة للصحافيين الفلسطينيين    العمل شرف وعبادة    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    "أنثى السنجاب".. أغنية أطفال مصرية تحصد مليار مشاهدة    بايدن يتحدى احتجاجات الطلبة.. "لن أغير سياستي"    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان عبد الله الشاهد    وفاة الممثل عبد الله الشاهد‬    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    وفاة الروائي الأميركي بول أستر    ''أسترازنيكا'' تعترف بأنّ لقاحها له آثار قاتلة: رياض دغفوس للتونسيين ''ماتخافوش''    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرضاوي يطالب بالرد على الاساءات المتكررة من الغرب للرسول
نشر في الفجر نيوز يوم 15 - 04 - 2008

طالب فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي-رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- في خطبة الجمعة الأمة الإسلامية بالرد الفعال علي الإساءات المتكررة من الغرب للرسول صلي الله عليه وسلم وأرجع تلك الإساءات
للجهل بمحمد صلي الله عليه وسلم مما حدا به بمطالبة أهل العلم بالرد العلمي علي الغرب بالتعريف بمحمد فيما طالب منظمة المؤتمر الإسلامي ودولها برد سياسي رافضا أن يكون هناك اعتذار حيث انه لا قبول لتوبة من شتم النبي صلي الله عليه وسلم .. مذكرا المسلمين بوجوب المقاطعة الاقتصادية فيما وجه ثلاث تحيات من فوق منبره كان أولها الي كبير أساقفة الكنيسة الانجليكانية في لندن الذي أنصف المسلمين وقال من حقهم أن يكون لهم حكم بشريعتهم في حدود شؤون الأسرة وفقه الأحوال الشخصية وغير ذلك وهذه كلمة حق وكلمة إنصاف ولكن ألسنة السوء الذين يقاومون كل ما هو حق هاجت عليه وثارت وأذاعت الأباطيل من حوله والحق أنه لم يقل إلا حقا.. ما يضر البريطانيين أن يتزوج المسلمون ويطلقوا علي شريعتهم؟ المسلمون فعلوا هذا في حضارتهم وتركوا الأقليات المختلفة تتعامل بشرائعها الدينية الخاصة ووجه تحية ثانية الي البرلمان التركي: الذي رفع قانون حظر الحجاب علي المرأة المسلمة في تركيا، المفروض أن الحجاب واجب علي المرأة والمفروض أن تصدر البلاد الإسلامية قوانين تلزم المسلمة بالحجاب فإذا لم تفعل هذا تسكت وتترك النساء متخيرات يخترن ما يشأن: الحجاب أو النقاب أو المني جيب ، مؤكدا أن الحرية للجميع. ووجه تحيته الأخيرة للذين وقفوا وقفة التضامن من اجل العبد الفقير حيث وقفت الدولة العظمي بريطانيا موقفا منعت به دخولي بريطانيا قال: أحب أن أقول للإخوة أن دخولي بريطانيا لا يزيدني ولو عشت طول عمري ولم ادخلها ما نقص عندي شيء، ولكن هو حق، نحن ندافع عن الحقوق وعن المبادئ، من حق الإنسان في عصر العولمة الذي ألغيت فيه الحدود كيف يمنع واحد ومن غير سبب من ثلاثين سنة وأنا ادخل بريطانيا ماذا فعلت بالعكس الدجاليات الإسلامية تطالبني دائما وأنا أحسها علي الاعتدال وعلي الوسطية وعلي التوازن وعلي ترك العنف وعلي إدانة الإرهاب وهذا ما أنادي به أنادي بالحرية والحوار والتسامح مع المخالفين ولذلك اشكر كل من وقف معي واعتبر هذا دفاعا ليس عن القرضاوي ولكنه دفاع عن حق أي إنسان للوقوف في وجه التجبر.
بين الغرب والشرق
وكان القرضاوي قد بدأ خطبته بالإشارة الي العلاقات بين الشرق التي وصفها بأنها تسوء حينا وتحسن حينا، علاقات سلم أحيانا وحروب أحيانا، ونقل عن احد أدباء الغرب: الغرب غرب والشرق شرق، ولن يلتقيا ، ونحن لا نوافق علي أنهما لن يلتقيا لأننا نؤمن بان الغرب والشرق كلاهما جزء من مملكة الله الواسعة كما قال الله تعالي رب المشرقين ورب المغربين لا اله إلا هو فاتخذه وكيلا ، ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ، حاولوا أن يجعلوا لكل من الشرق والغرب خصائص تميزه عن غيره فقالوا: أن الغرب عقلاني والشرق روحاني، والغرب يوصف بأنه عالم والشرق يوصف بأنه فنان وقالوا في الغرب بلد الفلاسفة والشرق بلد الأنبياء وهذه أشياء يمكن الجدال فيها ففي الشرقيين علماء وفي الغربيين روحانيون والإنسان هو الإنسان لم يخلق الله إنسان الغرب علي نحو وإنسان الشرق علي نحو آخر: كلكم لآدم وآدم من تراب، الجميع خلق من طين الأرض ومن نفخة الروح الإلهية، هكذا خلق آدم إني خالق بشرا من حمأ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين هذه النظرية تنطبق علي الجميع، آمن بعض الغربيين أحيانا بأن هناك تفاضلا في الأجناس منذ عهد اليونانيين وانهم يتفاوتون وان منهم من خلق ليقود ويحكم ومنهم من خلق ليحكم ويقاد وان منهم الفضي والذهبي، واعتقد الرومان أن الناس اما رومان واما برابرة متوحشون، ونحن نعتقد أن الإنسان من حيث هو إنسان لا يختلف في جوهره عن الإنسان الآخر الجينات هي الجينات والخصائص هي الخصائص كلنا لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي علي عجمي ولا لأبيض علي أسود إلا بالتقوي ، وفي وقت من الاوقات آمن الغربيون بان الجنس الآري فوق الأجناس كلها وقام هتلر يقيم دولته علي اساس الجنس الآري وقام موسوليني يقول سودي يا ايطاليا واحكمي قامت هذه النزعات وهي نزعات غير علمية: الأجناس كلها متساوية تختلف في الثقافة والتربية وفي البيئة ، العناصر الوراثية في الجنس البشري واحدة وانما تختلف البيئات.
فضل الشرق في الحضارة
واكد فضيلته أن الحضارات في الشرق قامت اولا: الحضارة الفينيقية التي تعلم منها الناس الكتابة وهذا اعظم انجاز بشري،:علم بالقلم وقامت الحضارة الفرعونية الهندية والفارسية والصينية والآشورية والبابلية: كلها قامت في الشرق قبل أن تقوم حضارة اليونان وحضارة الرومان - وقد سادتا دهرا كل حضارة تسود دهرا ثم يحكم عليها بالأفول حسب السنن والقوانين التي ذكرها ابن خلدون في مقدمته، والشعلة تنطلق من الشرق الي الغرب ومن الغرب الي الشرق،الحضارات الاولي سادت في الشرق ازمنة وقرونا طويلة ثم انتقلت الي الغرب عن طريق اليونان والرومان، ثم انتقلت الي الشرق عن طريق الحضارة العربية والاسلامية ثم عادت الي الغرب مرة اخري، ولكن الغرب افلس روحيا واخلاقيا في حضارته ، هذا الغرب لم يقم بالامانة التي وكلت اليه ، ولم يؤد حق القيادة الحضارية بل عامل الناس بمعايير مزدوجة: جعل الحق للقوة وليست القوة للحق، الغرب اصبح في عصرنا واضاف قائلا: اعتقد انه بحكم سنن الله أن تنتقل الحضارة الي أمة أخري ونرجو أن نكون هذه الأمة ، علي أن نعد انفسنا للقيادة ،قيادة الحضارات ليست بالكلام وليست بالشعارات ولا بالأنساب والاحساب وانما هي علم وعمل وجهد واجتهاد وجهاد في كل ناحية من النواحي
مهد الديانات
وقال فضيلته: بيننا وبين الغرب من مناوشات وصراعات مختلفة علي مر التاريخ، بدأت هذه الصراعات منذ جاء محمد صلي الله عليه وسلم ، نحن صدرنا الي الغرب الديانات الكبري كلها شرقية في ارضنا في شرقنا: نبتت اليهودية والمسيحية والاسلام ، نزل جبريل بالتوراة والانجيل والقرآن وقام الرسل العظام محمد وعيسي وموسي عليهم السلام ، فلم يكن عند الغربيين دين انما اخذوا الدين منا من هذا الشرق ، أن لنا الفضل علي الغربيين نحن الذين امددناهم بالدين ونحن الذين امددناهم بالحضارة الغربية القائمة يقرر المؤرخون المنصفون هذه ، فمؤرخ العلم جورج سارتون ودرايبر وديلفول وغيرهم أن اصول الحضارة الغربية استمدت الكثير منها من حضارة العرب والمسلمين ، وجوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب قرر هذا ، لاينكر هذا إلا مكابر.
صراعات
لقد حدث بيننا وبينهم صراعات علي مر التاريخ: جاء موسي وعيسي ومحمد برسالات سماوية ولكن ميزة الرسالة المحمدية عن رسالة موسي وعيسي في امرين اولا أن كلا من موسي وعيسي كانا رسولا محليا رسولا الي قومه، المسيحيون يزعمون أن رسالة المسيح عالمية وهذا ليس بصحيح: فالمسيح نفسه قال: انما بعثت لخراف بني اسرائيل الضالة والقرآن يؤكد هذا: ورسولا الي بني اسرائيل أما محمد صلي الله عليه وسلم فهو النبي الوحيد الذي اعلن من اول يوم انه رسول الله الي الناس كافة، حينما جمع عشيرته الاقربين من بني هاشم ومن بني عبد مناف ، قال لهم أن الرائد لا يكذب اهله والله لو كذبت الناس جميعا ما كذبتكم ولو غررت الناس جميعا ما غررتكم:
اني رسول الله اليكم خاصة والي الناس كافة ، واعلن القرآن المكي عالمية هذه الرسالة حيث يخاطب الله رسوله فيقول وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين في سورة الأنبياء وهي مكية وقال تعالي تبارك الذي نزل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيرا في سورة الفرقان وهي مكية.
اعلن القرآن انه رسالة للعالمين بل للجن والانس، وهي دعوة جديدة اعلنها محمد ولم يعلنها نبي قبله، فكل الأنبياء قالوا ارسلنا الي قومنا.
وعدد فضيلته الميزة الثانية للرسالة المحمدية فقال: أن كل نبي قبل محمد كان يبشر بنبي بعده ، موسي بشر بنبي بعده ومذكور هذا في التوراة والمسيح بشر بنبي بعده ومذكور هذا في الاناجيل، إلا محمدا صلي الله عليه وسلم فهو النبي الوحيد الذي اعلن أن الله ختم به النبوات ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ، ولكن رسول الله وخاتم النبيين ، انا العاقب فلا نبي بعدي ، ولذلك بشر به المسيح واذ قال عيسي بن مريم يابني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد . ذلك أن البشرية قد بلغت طورا من النضج والاستواء والرقي بحيث يمكن أن تنزل عليها الرسالة العامة العالمية الخالدية ، قبل ذلك ما كانت البشرية بلغت هذا الطور فلذلك جاء محمد بهذه الرسالة التي امتدت طولا حتي شملت آباد الزمن وامتدت عرضا حتي انتظمت آفاق الامم وامتدت عمقا ختي استوعبت شؤون الدنيا والآخرة وصدق الله العظيم اذ يقول ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدي ورحمة وبشري للمسلمين .
جاء محمد برسالته فقاومه من قاوم لم تكن رسالته بالامر السهل حتي علي قومه حتي كتب الله له النصر علي المشركين في جزيرة العرب وعلي اليهود الذين عاهدهم ونقضوا عهدهم معه ،وعلي المجوس الذين كانوا يعبدون النار يقولون بالهين اله للخير واله للشر والظلمة، وانتصر خلفاؤه من بعده علي دولة الروم، واصبح الإسلام سيد العالم اصطدم الاسلام بالروم الذين كانوا يمثلون الغرب في ذلك الوقت كانت دولة الروم تمثل الكتلة الغربية ودولة الفرس تمثل الكتلة الشرقية انتصر الاسلام علي الفريفين.
بدء الحروب الصليبية
ورأي انه بعد قرون من الزمن حينما ضعف المسلمون وتفرقوا فكر الغربيون أن يثأروا لانفسهم من الاسلام الذي ابتلع بلادا مسيحية ودخلت كلها في الاسلام: بلاد الشام ، مصر، شمال افريقيا كانت كلها نصرانية دخلت الاسلام وتبنته ودافعت عنه ، اصبحت تحمل الرسالة الإسلامية فكرة في رؤوسها وعقيدة في قلوبها اخلاقا توجه حياتها مؤكدا أن الغرب لم ينس هذه القضية فبدأ يؤلب علي المسلمين ، بدأ يعد للهجوم علي الشرق فيما عرف عند مؤرخي المسلمين بحروب الفرنجة وعرف عند مؤرخي اوربا بالحروب الصليبية تسع حملات صليبية انطلقت من اوروبا لا يدفعها إلا الحقد علي الاسلام والمسلمين كثير منهم لم يكونوا متدينين كانوا مرتزقة ، حتي انهم هاجموا اخوانهم من المسيحيين وهو في الطريق ونهبوا أموالهم وسفكوا دماءهم.. مشيرا الي أن الصليبية تعني الحقد الاسود فهي التي دفعتهم الي أن يحملوا الصليب شعار انقاذ قبر المسيح ومن الذي اعتدي علي قبر المسيح؟ - وان كان المسلمون يعتقدون أن المسيح لم يقبر- وظلت كنيسة القيامة وكنائس النصاري في بلاد المسلمين محمية من المسلمين انفسهم جاء هؤلاء بالحروب التي انتصروا فيها في اول الامر وأقاموا ممالك وامارات في ارض فلسطين وفي سواحل الشام مستغلين الضعف والتفرق والتخاذل الذي كان بين أمراء المسلمين وظلوا نحو مائتي عام حتي هيأ الله لهم رجالا دافعوا عن هذا الدين ، لم يكونوا من جنس العرب كانوا من الاتراك والاكراد والشراكسة وغيرهم ، عماد الدين زنكي وابنه نور الدين محمود الشهير الذي كان يشبه بالخلفاء الراشدين وتلميذه صلاح الدين الايوبي وخلفاؤه والظاهر بيبرس وغيرهم من رجال المماليك هم الذين دافعوا عن الارض الإسلامية حتي حرروها وعاد الصليبيون مدحورين الي اوروبا.
عصر الاستعمار
ورأي القرضاوي في نظرته للتاريخ بين الشرق والغرب أن الغربيين فكروا في تغيير الخطة في طريقة اخري غير الغزو المباشر ومحاولة احتلال الارض وكان عصر الاستعمار الذي دخلت في بلاد الاسلام تحت نير الاستعمار البريطاني والفرنسي والاسباني والهولندي والايطالي وغيرها حتي أن هولندا وكان عددها خمسة ملايين احتلت اندونيسيا وكان عددها في هذا الوقت خمسين مليونا عشرة اضعافها - اكبر بلد اسلامي في عصرنا هذا- فالاستعمار دخل بلاد المسلمين إلا بلدين: المملكة العربية السعودية واليمن ،وكل بلاد المسلمين احتلها الاستعمار الغربي ، ولكن بلاد الاسلام لم تستسلم فالاسلام يحرم عليها الاستسلام ويغرس في نفوسها المقاومة، ويفرض عليه الجهاد لمقاومة المحتل: الجهاد في ذلك الوقت يعد فرض عين علي الامة ولذلك قاوم المسلمون في كل مكان وكما اعترف المؤرخون العرب انفسهم أن الذي قاد حركات التحرير في البلاد الإسلامية كلها هي الحركات الدينية والاسلامية وزعماء الدين كانوا هم في المقدمة وهم الذين حرضوا الشعوب علي المقاومة وعلي التحرر من نير الاستعمار .
تاريخ الحوار
واستقلت البلاد الإسلامية وقلنا نعيش مع الغرب ندا لند فقد اصبحنا احرارا في ديارنا دعا من دعا الي الحوار فمددنا ايدينا بالحوار وحاورنا النصاري في بلاد شتي في بلاد الغرب في روما في باريس في لندن في برشلونة وفي بلاد الشرق وقلنا اننا نحن المسلمين مأمورون بالحوار لاخيار لنا في الحوار انه جزء من برنامج الدعوة ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ادع المسلمين وجادل غير المسلمين بالتي هي احسن باحسن الطرق وارق الاساليب هكذا كنا معهم. ولكن لاندري ماذا يضمر الغرب لنا: الغرب للأسف لايضمر لنا خيرا، فتحنا لهم صدورنا وأذرعتنا وبسطنا اليهم ايدينا ولكن لم يقابلونا بالمثل ورأينا الإساءات اعلي الاسلام تتوالي حتي الرأس الاكبر في المسيحية البابا اعظم رجل فيها تطاول علي الاسلام وعلي شريعة الاسلام وتطاول علي نبي الاسلام ،فلا عجب أن يتطاول الآخرون: تطاو ل الكبار فلابد أن يجرؤ الصغار، ومن هؤلاء الذين تجرؤا علي حرمات الاسلام وامة الاسلام ونبي الاسلام جماعة الدنمارك الذين تحدثنا عنهم منذ سنتين أو ثلاثة الذين نشروا الرسوم المسيئة الي محمد صلي الله عليه وسلم وهي رسوم في غاية البذاءة يقولون انها فن: أي فن هذا أي فن واي ابداع في أن يتسلط بعض السفهاء علي بعض الفضلاء فيسيء اليه أي قيمة في هذا ؟ هل هذا فن؟ هل هذا ابداع ؟ هل هذه حرية؟ هكذا يزعمون ، لقد دعونا في هذا الوقت الي الوقوف في وجه هذه الحملة المسعورة ضد سيد الخلق وصفوة الرسل واعظم إنسان في الوجود محمد .. ثم للاسف عادت الكرة: فنشرت الدنمارك هذا البلد الاوروبي الصغير اعاد نشر الصور المسيئة في سبع عشرة صحيفة وليس في صحيفة واحدة ، كأنهم يتحدون الامة ويستفزون المسلمين في انحاء العالم كأننا قوم لاوزن لنا وما المقصود من هذا وما الهدف من نشر هذه الصور؟ مالفائدة من ورائها إلا الحقد الاسود جهلة بالاسلام والرد علمي.
وشدد فضيلته علي أن هؤلاء الناس يجهلون الاسلام ويجهلون محمدا عليه الصلاة والسلام، قال: لم يدرسوا سيرته ولم يدرسوا رسالته ولا مواقفه ولا اثره في الحياة وما ترك من بعده لم يترك نبي من بعده ماترك محمد ولا يزال اثره الي اليوم في الارض باعتراف الفلاسفة والكتاب الاوربيين انفسهم،ماذا نفعل مع هؤلاء؟ اننا لانريد أن يثيرونا ولكننا نريد أن نرد علي هؤلاء ردا علميا: ماذا تقول الصور الدنماركية المسفة والمسيئة؟ انها تصور محمدا صلي الله عليه وسلم انه رجل دماء ورجل نساء فهل هذا صحيح من سيرة محمد؟ لا والله انه وقف ضد من حاربوه: صبر كثيرا علي من حاربوه وآذوه هو واصحابه ثلاثة عشر عاما في مكة ثم اذن الله له أن يدافع عن نفسه اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وغزي في عقر داره مرتين: في احد وفي الخندق، وحتي غزوة بدر كانت نوعا من الغزو القريب من المدينة ومع هذا كان يسالم من سالمه ويحارب من حاربه ويهادن من هادنه هذه سيرته عليه الصلاة والسلام واذا انتهت المعركة بغير قتال ولا دماء عقب القرآن عليها بمثل ما عقب في غزوة الاحزاب ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفي الله المؤمنين القتال هل هناك متعطش للدماء يقول وكفي الله المؤمنين القتال؟ وفي صلح الحديبية اعتبر فتحا انا فتحنا لك فتحا مبينا وسأل بعض الصحابة: افتح هو يارسول الله؟ قال نعم هو فتح .. لم يتصوروا أن هناك فتحاً بغير حرب فهناك فتح سلمي .. وكان اقبح الاسماء لديه حرب وكان يقول لاصحابه لاتتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية ويقول دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ماتركوكم، المسلمون دائما هم الضحية: قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا أن الله لايحب المعتدين.. ، لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم .
ليس محمد رجل دماء
واكد أن محمدا ليس رجل دماء ولا رجل نساء: لقد عاش محمد شبابه اطهر مايكون الشباب يرعي الغنم ويعمل في المضارة لبعض الناس في تجارته ولم يعرف عنه يوما انه اشترك في لهو أو ذهب الي حانة من الحانات أو عاكس امراة وكان هذا امرا مبتذلا في الجاهلية لايعاب عليه ولو فعل ذلك لاخذها خصومه وطاروا بها ، شباب في غاية الاستقامة والطهارة ، ولما اراد أن يتزوج وهو في سن الخامسة والعشرين تزوج امرأة ثيبا تزوجت قبله وانجبت ممن تزوجت منه وكانت تكبره بخمسة عشر عاما: هل رجل نساء وشهوة وغريزة حينما يتزوج ما الذي له يلجأ الي هذا الوضع ؟ وعاش معها اسعد مايكون الازواج لم يشك مرة منها وبعدها بدأ يتزوج، وقد جاوز الخمسين وزوجات كلها لمصالح معينة: من يتأمل ويدرس هذه الزيجات يجد وراءها حكمة من الحكم ولو كان محمد رجل شهوة لاستجاب الي نسائه حينما طالبنه بزيادة النفقة: ونزلت اية التخيير.
فكلهن اختار الله ورسوله والدار الآخرة هل هذا نبي شهوات ونبي نساء؟ هؤلاء قوم كاذبون علينا أن نرد علي هؤلاء ردا علميا بلغات مختلفة وان يجند لذلك أهل العلم من المسلمين وان نرد ردا سياسيا.
لابد من الرد السياسي والفني
وشدد مجددا علي اهمية الرد السياسي وعني به: أن تقف خاصة الدول الكبري موقف الرجولة للدفاع عن نبيهم محمد ايساء الي نبينا ونغضي العين علي القذي ؟ هذا لا يجوز ، يمكن للانسان أن يغضي في حق نفسه واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما اما في حق دينه ورسوله وامته فليس من حق احد أن يقول سامحت ، لا نسامح في حق ليس في ايدينا مؤكدا أن شتم الرسول كبيرة عظيمة الفت فيها الكتب: الصارم المسلول علي شاتم الرسول - أئمة كبار قالوا لاتوبة من شتم الرسول فكيف يسكت سياسيونا: وزراء الخارجية الأئمة القادة السياسيون الزعماء الرؤساء الملوك الامراء كل هؤلاء يجب أن يحتجوا حتي يعلم الناس أن محمدا ليس هينا علي قومه ومن المعروف أن المسلمين من اشد الامم حبا لنبيها منذ عهد الصحابة الي اليوم حب رسول الله صلي الله عليه وسلم مستقر في قلب كل مسلم ومسلمة كل واحد يفدي الرسول .. هكذا ينبغي أن يكون هناك موقف سياسي يحتج علي هذه الاشياء واظن لو أن بضعا وخمسين دولة تتكون منها منظمة المؤتمر الإسلامي تحتج كان واجبا وعلي المنظمة نفسها وعلي جامعة الدول العربية والمؤسسات الكبري وعلي الافراد انفسهم أن يقوموا بدور في هذا الامر.. واشار الي أن هناك رداً شعبياً ليس ضروريا أن يكون بالمظاهرة ، ففي الجزائر جمع بعضهم توقيعات لمليون ونصف المليون فقد ذكرت احدي الشركات التي نشرت الرسوم أن هات لي مليوني توقيع يعترضون علي ذلك وأنا احذف هذه الرسوم هذا عمل افراد فنحن علينا دور آخر . وهناك ايضا رد فني: اعلامي لم لانرد عن طريق الاعمال الدرامية الافلام والمسلسلات التي تخاطب عقول وعواطف العالم واصبحت اداة العصر مشيرا الي جهد مصطفي العقاد في فيلم الرسالة حيث تأثر به كثيرون من الغربيين وقال: نحن في اسلام اون لاين هيأنا برنامج: رحمة للعالمين بدأنا باللغة الانجليزية وهو مستمر ونرجو أن يزداد قوة وروعة وان ينضم اليه لغات اخري.
المقاطعة واجبة
ومازال هناك الرد الاقتصادي الذي نادينا به من قديم: المقاطعة للبضائع الدنماركية وهذا امر يوجع القوم وللاسف المسلمون يقولون: محمد ليس هينا علينا لابد أن ندافع عنه كيف اشتري بضاعة قوم يهينون النبي عليه الصلاة والسلام؟ اربحهم اكسبهم؟ استطيع أن استغني عن هذه البضائع من الشرق أو من الغرب مشددا علي أن أمتنا امة عزيزة امة قوية امة الخلود امة الرسالة العالمية لا يمكن أن تزل ولا تهون ولا تفرط في حرماتها ولا حقوقها ولا حق نبيها صلي الله عليه وسلم نحن لسنا ظالمين نحن المعتدي علينا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.