افتتح الرئيس الفرنسي جاك شيراك الاربعاء في باريس ورشة عمل ثقافية يشارك فيها 250 ممثلا عن 40 بلدا اوروبيا ومتوسطيا وخليجيا لتشجيع الحوار بين الثقافات. وقال شيراك في معرض افتتاحه لورشة "اعادة الثقة" ان الهدف منها هو مد جسور الثقة بين العالم العربي والاسلامي والغرب. واشار الرئيس الفرنسي في كلمته امام الحضور من الشخصيات السياسية والفكرية والاكاديمية. الذين قدموا من مختلف الدول العربية والاسلامية "نحن مهددون بطلاق الحضارات بدلا من لقائها، ومهددون بفكرة الغرب ضد الاسلام والعلماني ضد المتدين والشمال ضد الجنوب والغني ضد الفقير"، في اشارة واضحة الى هجمات سبتمبر 2001 وازمة الرسوم الكاريكاتورية التي اساءت للرسول محمد (ص). وقال "لا يمكن حل المشكلات بالقوة، ولا من خلال نشر الرسوم الساخرة والعزل الاجتماعي". واضاف "وضع الغرب على طرف والاسلام على الطرف الاخر يزيد من الشك والريبة بين الحضارات ويعزز من الاعتقاد بان الاسلام ضد الحداثة ويعمق الاحساس بالخطر من خلال الركون الى الشخصيات النمطية وهو ما يدعونا جميعا الى مواجهة هذه الازمة." وقال شيراك "ان ازمة الشرق الاوسط تعزز من عدم الاستقرار في العالم وتثير الكثير من الاحباط في العالم العربي والاسلامي. وجاء اوان وضع نهاية لهذا الصراع بطريقة عادلة وموضوعية." واضاف "امام هذه التحديات وامام تحدي صدام الجهل والغباء، علينا سوية ان نجد الطريق نحو نهاية المأزق." وحضر الافتتاح سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري حسني مبارك ورئيسة مكتبة الاسكندرية ووزير الخارجية التركي عبد الله غول وشقيق العاهل المغربي الامير مولاي رشيد والامير غازي من الاردن. كما مثلت المنظمة الانجليزية العربية الجالية العربية في بريطانيا. وتأخذ المنظمة الانجليزية العربية على عاتقها تجسير الهوة الثقافية والفكرية والسياسية بين الشرق والغرب. وقال رئيس المنظمة نظمي اوجي الذي حضر ورشة العمل الثقافية "تعمل منظمتنا منذ تأسيسها على ايصال وجهات النظر من على طرفي الشرق والغرب. ونسعى ان نكون احدى المؤسسات التي تتصدى لصدام الجهل الذي نوه به الرئيس شيراك. ونحن نشد على يده في هذا المسعى النبيل الذي يهدف الى مواجهة واحدة من اخطر الازمات الثقافية والسياسية في العالم." واضاف اوجي "ان دور الجاليات والمنظمات في المهجر هو اعادة مد روابط الثقة التي تضعضعت بسبب اخطاء من الطرفين. ولا نريد لشباب الغرب او الشرق ان يكبروا وهم يحملون اوصاف نمطية سيئة عن الاخر. نحن اخوة في الانسانية." وحضر عدد من اعضاء المنظمة الورشة الثقافية والتقوا بالوفود المشاركة في مسعى لشرح وجهات نظر الجاليات العربية المقيمة في اوروبا. ويهدف هذا الحوار الذي انطلق في العام 2005 في القمة الاوروبية-المتوسطية في برشلونة (اسبانيا) الى تشجيع الحوار بين الثقافات وهو موضوع يشغل دائما الرئيس شيراك. ويشارك في هذا اللقاء الثقافي ممثلون رسميون واكاديميون واعضاء من المجتمع المدني سيتداولون وجهات النظر المختلفة للتاريخ ودور الصورة في التوترات بين مجتمعات المنطقة والعلاقة بين هذه المجتمعات والاديان والتربية والقيم المشتركة. ومن المتوقع عقد لقاء ثان في شباط/فبراير 2007 في اشبيلية (اسبانيا) وثالث في الاسكندرية في حزيران/يونيو في مصر. وزادت والحرب في العراق والرسوم الكاريكاتورية التي نشرت في الدنمارك واساءت للنبي محمد من الحاجة الى هذه اللقاءات لارساء نقاش ثقافي.