أساتذتنا الجامعيين الأجلا زملانا أساتذة التعليم الثانوي السادة عمدا و مديري الكليات و المعاهد طلبة تونس الشرفا تلامذتنا الأعزا تحية تربوية وبعد: نحن الأساتذة المسقطين عمدا من قائمة الناجحين نهائيا في مناظرة الكاباس ( شفاهي 2006)، يهمنا أن نتوجه إليكم جميعا وأنتم تفتتحون عامكم الدراسي و الجامعي بالرسالة التالية: في البد يسرنا أن نهنئكم بهذا الحدث الهام الذي بات يشغل كل العائلات التونسية لارتباط الجميع بصفة مباشرة أو غير مباشرة بهذه العودة. ولما يمثله التعليم من أهمية بالغة و مطمح لعائلات ضحت سنينا طوال بالغالي و النفيس، أملا في تعويض بعض من حرمان و فقر و حيف اجتماعي. السادة الكرام، تلامذتنا الأعزا إننا إذ نتوجه إليكم بهذه الرسالة فلأننا معنيون بهذه العودة و مباشرة التدريس بالمعاهد الثانوية. هذا الحق الذي أغتصب منا نتيجة للفساد الإداري وضرب مصداقية المناظرات الوطنية عموما و الكاباس خصوصا, حيث تم استثنانا على قاعدة الفرز الأمني و السياسي كعقاب على أنشطتنا النقابية و السياسية أبان مرحلتنا الطالبية. لقد اجتزنا مرحلتي التربص و الامتحانات الشفوية باقتدار كبير شهد لنا به الزملا المؤطرون و السادة المتفقدين ولجان الامتحان، إلا أن ذلك لم يمنع الوزارة من استثنائنا من قائمة الناجحين كما كانت تفعل في دورات سابقة. وقد عززت موقفنا هذا إمضاات السادة الجامعيين المستنكرة لتلاعب الوزارة بالنتائج و حرمة المناظرات الوطنية، والمنبهة لخطورة ذلك علميا و أخلاقيا، منادين في الوقت ذاته بضرورة تحييد مناظرة الكفاة في الأستاذية عن الولاات الحزبية والجهوية والعائلية فضلا عن التقييمات الأمنية و السياسية. وكيف لأكبر مناظرة وطنية مؤهلة لسوق الشغل أن تظل مناسبة للتمعش وسوقا لأخطر الأمراض الاجتماعية فتكا وتفشيا كالمحسوبية والرشوة...؟ السادة الكرام، تلامذتنا الأعزا لم يفتنا قط الاتصال بمسؤولي وزارة الإشراف, فكاتبنا في مرحلة أولى وزير التربية و التكوين قصد طلب المقابلة و تسجيل طعن في النتائج المصرح بها, ولما غاب الرد اتصلنا برئيس الهيأة العليا لحقوق الإنسان و الحريات الأساسية فرؤسا مجلسي النواب والمستشارين فلم نجد غير التسويف و المماطلة، فكان لزاما علينا المرور نحو أشكال نضالية مباشرة طيلة شهر جويلية. و سعيا منها لامتصاص غضبنا وعدت الوزارة في شخصي المديرة العامة للتعليم الثانوي و مدير الانتدابات لنفس المصلحة بحل ملفنا بداية شهر سبتمبر، وقد عبرنا في أحد بياناتنا عن أملنا في ترجمة ذلك إلى أفعال. و بحلول شهر سبتمبر فوجئنا بتهرب المسؤولين من مقابلتنا و أصبح مخاطبنا الوحيد هو حشود البوليس التي حالت دون دخولنا الوزارة عديد المرات، مما حدا بنا إلى الربط مرة أخرى مع الأشكال النضالية المباشرة التي انطلقنا في ممارستها منذ شهر جويلية، من ذلك " عرض شهائدنا العلمية للبيع" في حركة رمزية احتجاجية في قلب العاصمة قرب نصب العلامة ابن خلدون، مما أثار تعاطف المارة خاصة لدى سماعهم صوت الاحتجاج و التنديد في التدخل المصاحب، و تجوالنا في شارع الحبيب بورقيبة مرتدين أقمصة كتب عليها شعارات تحتوي مطالبنا و تستنكر الرشوة و المحسوبية و الفرز الأمني و السياسي، فضلا عن عديد الاتصالات بالوزارة و الأحزاب و الجمعيات و النقابات المهنية. هذا وقد جوبهت نضالاتنا العادلة بالإيقاف و التعنيف و التهديد. و أمام هذا الانغلاق التجأنا إلى الاعتصام بالطابق الثالث من وزارة التربية يوم 11سبتمبر الجاري لكن عصا البوليس كانت مرة أخرى في الموعد لتفض حركتنا بالقوة أمام مرأى و مسمع موظفي الوزارة و مسؤوليها و كانت حصيلة هذا الاعتدا جروح غائرة و رضوض و كدمات لبعضنا، الأمر الذي دفعنا إلى العودة صبيحة اليوم الموالي إلى شارع الحبيب بورقيبة لإعلام المواطنين بقضيتنا و معاناتنا وهو ما أثار حفيظة البوليس السياسي الذي حاصرنا و منعنا من حقنا في التعبير و اقتاد بعضنا عنوة إلى منطقة الأمن باب بحر. و قد أثارت هذه الحركة تعاطف عدد كبير من المواطنين الذين التحقوا بمقر الإيقاف. السادة الكرام، تلامذتنا الأعزا إن التمادي في تسويفنا و إنكار حقنا في النجاح و العمل خصوصا و قد مضى على تخرجنا سنوات عديدة قضيناها في البطالة و الفقر و الخصاصة، لن يكون له من رد إلا مزيدا من الاستماتة و الجرأة و النضال. لذلك نهيب بكم جميعا لمضاعفة مساندتكم المباشرة، كما نهيب بكل القوى الحية مزيد التفاعل مع ملفنا العادل كما نتوجه إلى سلطة الإشراف كي تسرع في إنها هذه المظلمة و تترفع عن ذلك النهج المشبوه في الانتداب. الإمضاات