أكدت الولاياتالمتحدة، أمس، أن أيام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أصبحت معدودة، واتهمت قواته باستخدام صواريخ سكود في قتالها ضد الثوار، بينما نفت الاممالمتحدة مشاركة مبعوثها الخاص عبدالاله الخطيب في المحادثات بين مسؤولين في نظام العقيد والثوار الذين نفوا بدورهم حصول لقاءات في تونس. وفي التفاصيل، قال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا، أمس، ان قوات الزعيم الليبي ضعفت ويبدو أن ايام القذافي باتت معدودة. وتابع بانيتا «قوات القذافي تضعف وهذا الانشقاق الأخير مثال آخر على مدى الضعف الذي أصابها» في إشارة على ما يبدو الى تقارير عن انشقاق وزير الداخلية الليبي ناصر المبروك عبدالله. وقال بانيتا الذي تحدث في حفل الى جانب وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون «أعتقد أن المنطق يقول إن أيام القذافي معدودة». على صلة، قالت مصادر مطلعة في طرابلس، أمس، إن اللواء مسعود عبدالحفيظ أحد قادة الجيش الليبي والمنتمي لقبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها القذافي انشق عن القوات الموالية للعقيد. وأشارت المصادر إلى أنه من المحتمل أن يكون عبدالحفيظ قد فر إلى مصر. من جهة أخرى، أكد مسؤول أميركي كبير في وزارة الدفاع ل«فرانس برس» ان القوات الموالية للقذافي اطلقت الاحد صاروخاً بالستياً من نوع سكود على مواقع للثوار من معقل الزعيم الليبي في سرت وتحطم في الصحراء من دون أن يوقع اصابات. وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «نعتقد ان (الصاروخ) كان يستهدف البريقة» المدينة الواقعة على بعد 240 كلم جنوب غرب بنغازي (شرق) التي سقط جزء منها في قبضة الثوار الاثنين. وأشار الى ان الصاروخ اخطأ هدفه وأصاب موقعا بعيدا نحو 80 كلم. وأضاف «لقد تحطم في الصحراء ولم يسفر عن سقوط ضحايا»، ولكنه لم يعط ايضاحات اضافية. ولم يطلق أي صاروخ سكود آخر. وهو او صاروخ من هذا النوع يطلق منذ بدء التدخل الدولي في ليبيا في 19 مارس الماضي. وحسب صحيفة التلغراف البريطانية التي نشرت الخبر، فإن إطلاق صاروخ سكود رصدته مدمرة أميركية كانت تجوب البحر الابيض المتوسط. وتقع مدينة سرت، مسقط رأس معمرالقذافي، في وسط الطريق بين طرابلس وبنغازي. وحصلت القوات الليبية على 240 صاروخ سكود - بي عام 1976 من الاتحاد السوفييتي، حسب ما ذكرت المجلة المتخصصة «جاينس». ويصل مدى سكود - بي الى 300 كلم ويحمل عبوة متفجرة بوزن 985 كلغ. وأكد الحلف الاطلسي مرات عدة منذ بدء الضربات الجوية انه دمر قاذفات صواريخ سكود. من جهة أخرى نفت الأممالمتحدة، أمس، مشاركة المبعوث الخاص للامين العام للمنظمة الدولية الى ليبيا عبدالاله الخطيب في المحادثات بين مسؤولين في نظام معمر القذافي والثوار الليبيين في تونس. ونفى الخطيب أن يكون أجرى في تونس مفاوضات مع مسؤولين من الحكومة الليبية والمعارضة المسلحة، لكنه اعترف بأنه اجتمع مع مسؤولين من الطرفين. وقال في تصريحات للصحافيين عقب اجتماعه أمس مع وزير الخارجية التونسي محمد المولدي الكافي، «لقد التقيت مع مسؤول من الحكومة الليبية، وآخر من المجلس الوطني الانتقالي الليبي، كما التقيت أيضاً بعدد من المواطنين الليبيين بناء على طلبهم». وأكد أنه لم يجر أية مفاوضات أو مباحثات رسمية مع مسؤولي أطراف الصراع في ليبيا، نافيا علمه بإجراء مفاوضات في جزيرة جربة التونسية لإيجاد حل توافقي يرضي طرفي الأزمة الليبية. وقال «لقد علمت بمثل هذا الموضوع عبر وسائل الإعلام»، وأشار إلى أن زيارته إلى تونس تندرج في إطار التشاور مع المسؤولين التونسيين بشأن الأزمة في ليبيا خصوصاً أن تونس دولة تأثرت جراء هذه الأزمة ولها مصلحة باستقرار الوضع في ليبيا. وأضاف الخطيب «هناك جهود للأمم المتحدة وللمجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، والخروج منها بأقل الخسائر والمعاناة للشعب الليبي». وكان الخطيب قال لدى وصوله الى تونس انه جاء للانضمام الى المحادثات بين الطرفين، إلا ان المتحدث باسم الاممالمتحدة فرحان حق أشار الى ان المنظمة الدولية لا تملك أي معلومة حسية تتعلق بالمحادثات التي جرت في تونس بين المجلس الوطني الانتقالي وسلطات طرابلس، والمبعوث الخاص لا يشارك في مثل هذه المحادثات. من جانبه نفى رئيس المجلس الوطني الانتقالي «الهيئة السياسية للثوار الليبيين» مصطفى عبدالجليل، أي مفاوضات مع نظام معمر القذافي خلال مؤتمر صحافي عقده في بنغازي. وأكد عبدالجليل انه ليس هناك مفاوضات سواء مباشرة أو غير مباشرة مع نظام القذافي. ميدانياً قال الثوار الليبيون إنهم سيطروا على بلدة استراتيجية ثانية قرب طرابلس في غضون 24 ساعة ليكملوا بذلك تطويق العاصمة بعد أجرأ تقدم في انتفاضتهم الرامية للاطاحة بالقذافي. وأعلن المتحدث العسكري بلسان المعارضة الليبية محمد زواوي أن 15 من الثوار قتلوا في الاشتباكات ضد قوات القذافي في محيط مدينة البريقة. وقال «القتال يدور في القطاع السكني رقم 1». من جانبها، وافقت الحكومة الهولندية على الإفراج عن 141 مليون دولار من أموال مجمدة لحكومة معمر القذافي لتستخدمها منظمة الصحة العالمية لشراء ادوية للشعب الليبي. وتقول المنظمة ان نقصاً في الادوية والامدادات الطبية يعرض ارواحا للخطر اثناء الحرب في ليبيا، ودعت الي الافراج عن اموال محتجزة للمساعدة في توريد الأدوية. وقال وزير الخارجية الهولندي اوري روسنتال ان هولندا أفرجت عن تلك الاموال استجابة لنداء مباشر من المنظمة. وأضاف ان هولند هي أول دولة تفرج عن أموال ليبية بهذه الطريقة. تحديث 17 أغسطس 2011