الباجي قائد السبسي في حديث نشرته صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر يوم الاثنين عشية زيارته إلى الولاياتالمتحدة الأميركية "بالنسبة لي رجل السياسة يجب أن يخدم بلده، في عالم السياسة لا تنتهي المسيرة المهنية إلا عندما نموت". قال الوزير الأول التونسي الباجي قائد السبسي انه "ليس مستعدا بعد للتقاعد" وأعرب عن أمله في أن "يواصل مع الحكومة الجديدة التي ستتشكل بعد انتخابات المجلس التأسيسي في 23 تشرين الاول/ أكتوبر ربما كوزير أول". وأضاف الرجل الذي تجاوز الثمانين في حديث نشرته صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر يوم الاثنين عشية زيارته إلى الولاياتالمتحدة الأميركية "بالنسبة لي رجل السياسة يجب أن يخدم بلده، في عالم السياسة لا تنتهي المسيرة المهنية إلا عندما نموت". ويؤدي قائد السبسي زيارة عمل إلى واشنطن تستغرق خمسة أيام بدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما. واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز"الانتخابات التونسية المرتقبة حدثا فريدا في تاريخ المنطقة" مشيرة إلى أن الكثير من المراقبين يتفقون على القول بأن "تونس تبدو متحكمة في المسار خاصة بالمقارنة مع مصر التي تواجه حكومتها الانتقالية العسكرية صعوبات مع خطتها متعددة المراحل والتي قد تؤخر السلطة المدنية في البلاد إلى 2014 ". وأوضح قائد السبسي انه "لإنجاح المرحلة الانتقالية في أي بلد فانه من المهم أن تقودها شخصيات جديرة بثقة الشعب". ملاحظا انه أمام المطالب الاجتماعية المتعددة خلال الفترة ما بعد ثورة 14 كانون الثاني/ يناير التي أطاحت بنظام الرئيس بن علي، يتحتم توخي تمش تدريجي لمواجهة هذه الضغوطات، وذلك في إشارة إلى المقاربة التي اعتمدتها الحكومة الانتقالية في معالجة المطالب في مجال التشغيل والحريات. وتشهد تونس منذ الثورة حركات احتجاج عارمة وإعتصامات وإضرابات عن الشغل نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية واستفحال البطالة التي تشمل حوالي 700 ألف عاطل وارتفاع نسبة الفقر التي تناهز في الجهات المحرومة وفي الأحياء الشعبية المتاخمة للمدن حوالي 25 بالمائة. وأشار قائد السبسي إلى "أن المحتجين لهم بالتأكيد الحق في التعبير ... إلا انه يجب كذلك العمل على أن يسود النظام". وفي مداخلة قدمها بمقر البنك الدولي لاحظ "إن الربيع العربي انطلق من تونس، لكنه لن يكون ربيعا إذا ما توقف عندها". وبنبرة حادة تذكر التونسيين بخطب الزعيم الحبيب بورقيبة اتهم قائد السبسي نظام بن علي بتهميش الجهات الداخلية للبلاد واهمال تونس الأعماق وبأنه نظام حكم البلاد بالحديد والنار واستغل ثرواتها. ودافع عن أداء حكومته مبرزا أنها توفقت إلى إعداد خطة اقتصادية واجتماعية طموحة تمتد على خمس سنوات من شانها امتصاص نسبة البطالة التي يعاني منها اليوم700 ألف عاطل عن العمل كما تمكنت من خلق 50 الف موطن شغل جديد رغم ان نسبة النمو الوطني هي اقرب إلى الصفر منذ الثورة. ولم يفوت الرجل الذي يعد واحد من أبرز رجالات بورقيبة المتشبعين بفكرة الدولة المدنية، لم يفوت الفرصة في واشنطن ليؤكد "أن موضوع فصل الدين عن الدولة قد تجاوزه التونسيون من زمن باعتبار أن تونس دولة مسلمة ومنفتحة على العالم وتحترم كل الأديان". وتعهد قائد السبسي بأن "الهدف الأسمى بالنسبة إلى حكومته هو الوصول بالبلاد إلى بر الأمان الذي تجسده انتخابات تعددية شفافة وحرة يختار خلالها التونسيون يوم 23 تشرين الثاني/ أكتوبر من يمثلهم في المجلس الوطني التأسيسي". 2011-10-05