أعلن العسكريون الذين استولوا على السلطة في تايلاند غداة انقلاب ابيض، الأربعاء سلسلة من الإجراءات الصارمة تهدف على ما يبدو إلى تعزيز سلطتهم على البلاد التي ما زالت تحت صدمة عودة الجيش إلى الحكم. ولم تشهد تايلاند التي اعتادت على حكم الجنرالات لعقود طويلة، انقلابا منذ 15 عاما. وأثارت لقطات ظهر فيها رئيس الوزراء ثاكسين شيناواترا حزينا في نيويورك حيث يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قلق التايلنديين الذين لم يعودوا يقدرونه لكنهم لم يكونوا يتوقعون رؤية ضباط ودبابات في شوارع بانكوك وعلى شاشات التلفزيون. وأعلن المجلس العسكري الذي يقوده الجنرال سونثي بونياراتغلين أول مسلم يتولى قيادة الجيش في تايلاند الدولة التي يشكل البوذيون غالبية سكانها، انه يسيطر على الوضع أو على الأقل، يعتزم الإمساك بزمام الأمور. ودعى كل الموظفين في الأقاليم والعاصمة، إلى تنفيذ أوامر القادة العسكريين ومنع أي تجمع يضم أكثر من خمسة أشخاص رسميا. كما أغلق منفذو الانقلاب الحدود الشمالية للبلاد مع لاوس وبورما. من جهة أخرى، فرض منفذو الانقلاب إجراءات مراقبة صارمة على وسائل الإعلام الوطنية والدولية. ويمنح أمر صدر عن منفذي الانقلاب وزارة الاتصال حق منع نشر أي "معلومات مضللة" يمكن أن تضر بالسلطات العسكرية الجديدة. وفي الساعات التي تلت الانقلاب، قطع بث شبكات التلفزيون الإخبارية الدولية مثل "سي ان ان" وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فجأة بينما تقوم محطات التلفزيون التايلندية ببث بيانات المجموعة العسكرية الحاكمة وصور الملك المسن بوميبول الذي يحترمه التايلنديون ويشير إليه الانقلابيين باستمرار. وصباح الأربعاء ظهر خمسة ضباط رفيعي المستوى على شاشات التلفزيون. وأعلن الجنرال سونثي (59 عاما) الذي عينه ثاكسين منذ عام واحد قائدا لسلاح البر "لقد تسلمنا السلطة". وأكد إن العسكريين علقوا الدستور وانهوا ولاية مجلس الشيوخ ومجلس النواب والحكومة والمحكمة الدستورية. وقال "رأينا إن رئيس الوزراء بالوكالة (ثاكسين) أثار انقساما لا سابق له في المجتمع وفسادا مستشريا ومحسوبية وتدخلا في شؤون الوكالات المستقلة التي لم تعد قادرة على العمل". وأضاف إن ثاكسين ومساعديه الذين يحكمون منذ 2001 "أهانوا الملك بشكل متكرر"، لذلك "كان يجب التحرك لإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي وإحلال الوحدة في أسرع وقت ممكن". كما أكد سونثي ان المجلس لا ينوي البقاء إلى ما لا نهاية في السلطة ويعتزم "إعادتها إلى الشعب في اقرب وقت ممكن". إلا انه لم يذكر أي موعد محدد لذلك. وأكد مسئولون عسكريون أخيرا إن احد نواب رئيس الوزراء ويعد حليفا وفيا لثاكسين، معتقل في مقر قيادة الجيش في بانكوك منذ مساء الثلاثاء. وهذا المسئول هو شيدشاي فاناساثيديا الذي كان وزيرا للعدل ومكلفا الأمن في حكومة ثاكسين. كما يعتقل الانقلابيين مسئولين حكوميين سابقين هما برومين ليرتسوريدي السكرتير في مكتب رئيس الوزراء وسومشاي وانغساوات صهر ثاكسين والأمين لسكرتير في وزارة العدل. وكان ثاكسين في نيويورك عند وقوع الانقلاب ولم يعرف حتى صباح الأربعاء ما إذا كان سيتوجه بعد ذلك إلى الولاياتالمتحدة. أما زوجته بوتيامان فغادرت بانكوك متوجهة إلى سنغافورة مساء الثلاثاء. ويملك ثاكسين منزلا في لندن حيث تدرس إحدى بناته. وكانت شوارع بانكوك التي يزورها عدد كبير من السياح هادئة صباح الأربعاء بينما تمركز عدد من الدبابات في بعض الأحياء الاستراتيجية. وأعلنت عدة دول عن قلقها من الانقلاب. إلا أن متحدثا بسم الجنرال سونثي أعلن أن قائد الانقلاب استقبل وفدا من الدبلوماسيين الأجانب لتوضيح "أسباب الانقلاب" وتوضيح أسلوبه المقبل في "الإدارة".