تشير استطلاعات الرأي الى ان حزب النهضة الاسلامي المعتدل من المرجح ان يفوز بأكبر عدد من المقاعد في الجمعية. غير انه من غير الواضح ما اذا كان سيحصل على اصوات كافية تضمن له الاغلبية. واذا لم يحصل عليها فسيحتاج الى تكوين تحالفات مع احزاب اخرى. تصوت تونس يوم الاحد في اول انتخابات ديمقراطية قد تضع نموذجا لدول عربية اخرى تخرج من انتفاضات "الربيع العربي". وتختار تونس التي اطاحت برئيسها زين العابدين بن علي في يناير كانون الثاني جمعية تأسيسية مهمتها صياغة دستور جديد وتشكيل حكومة مؤقتة وتحديد جولة جديدة من الانتخابات. وفيما يلي تفاصيل عن كيف ستسير الانتخابات وما هو المرجح ان يحدث بعدما يختار التونسيون ممثليهم. لماذا الانتخابات الان؟ : فر الرئيس زين العابدين بن علي الى السعودية يوم 14 يناير في مواجهة احتجاجات حاشدة وجرى حل برلمانه بعد ذلك بقليل. وترك ذلك تونس دون مؤسسات منتخبة وبحكومة تسيير اعمال غير منتخبة. ومهمة الجمعية الجديدة ان تبدأ بناء المؤسسات الديمقراطية في البلاد. كيف ستكون هذه الانتخابات مختلفة على سابقاتها؟ اجرت تونس انتخابات منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1956 لكنها لم تكن حرة حقا. فقد منع عدد من احزاب المعارضة من المشاركة. اما من سمح لهم بالمشاركة فكانوا غالبا مؤيدين للحزب الحاكم متنكرين في ثوب المعارضة لخلق وهم الديمقراطية. واي معارضين حقيقيين شاركوا في الانتخابات تعرضوا لمضايقات الشرطة. وكانت وزارة الداخلية التي تتولى احصاء الاصوات تتأكد من عدم حصولهم الا على حفنة من المقاعد. أما انتخابات يوم الاحد يعكس المرشحون فيها طيف المجتمع التونسي بمن في ذلك الاسلاميون الذين كانوا محظورين في عهد بن علي. وتنظم الانتخابات أيضا لجنة مستقلة لاول مرة. وفي سابقة أخرى وجهت الدعوة لمراقبين من الاتحاد الاوروبي لمتابعة الانتخابات. كيف سيجري اختيار الجمعية التأسيسية؟ - الانتخابات ستجرى وفقا لنظام التمثيل النسبي. - البلاد مقسمة الى 33 دائرة انتخابية بينها 27 في تونس نفسها وستة للتونسيين في الخارج. والحد الاقصى الذي يمكن التنافس عليه في كل دائرة عشرة مقاعد من اجمالي مقاعد البرلمان البالغة 217 . - في كل دائرة انتخابية تطرح الاحزاب قائمة مرشحين. وسيصوت الناخبون للقائمة التي يفضلونها وليس للمرشحين. - في كل مرة تتجاوز فيها قائمة حزبية حدا معينا من الاصوات وهو في اغلب الاحوال 60 الف صوت تحصل على مقعد في الجمعية. واذا بقيت اي مقاعد في دائرة انتخابية تمنح للقائمة صاحبة ثاني اعلى عدد من الاصوات. - اكثر من 100 حزب سجلوا للمشاركة في الانتخابات. وهناك عدد كبير من القوائم الفردية. - هناك نحو سبعة الاف مركز اقتراع ستفتح في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0600 بتوقيت جرينتش) وستغلق في السابعة مساء. - يقول مسؤولو الانتخابات ان النتائج الاولية ستعلن في وقت متأخر من مساء غد الاحد او يوم الاثنين. كيف ستبدو الجمعية التأسيسية.. تشير استطلاعات الرأي الى ان حزب النهضة الاسلامي المعتدل من المرجح ان يفوز بأكبر عدد من المقاعد في الجمعية. غير انه من غير الواضح ما اذا كان سيحصل على اصوات كافية تضمن له الاغلبية. واذا لم يحصل عليها فسيحتاج الى تكوين تحالفات مع احزاب اخرى. ويقول زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي ان المناقشات بشأن التحالفات بدأت بالفعل. واذا فاتته الاغلبية بفارق بسيط فربما يكون ذلك كافيا للنهضة لعقد صفقات مع احزاب اصغر ومستقلين. واذا لم يكن الامر على هذا النحو فسيضطر الى الدخول في محادثات مع منافسين اكبر. ومن الشركاء المحتملين حزب التكتل العلماني بقيادة مصطفى بن جعفر وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية بزعامة منصف المرزوقي وهو معارض سابق كان يعيش في المنفى بفرنسا. وقال نجيب الشابي زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي ابرز الاحزاب العلمانية انه لن يعمل مع النهضة. ويحاول بدوره تكوين تحالف من الاحزاب العلمانية لحرمان النهضة من الحصول على الاغلبية. ماذا ستفعل الجمعية التأسيسية؟ كان لتونس بالفعل جمعية تأسيسية من هذا القبيل انتخبت عام 1956 لصياغة دستور بعد الاستقلال عن فرنسا. وينص القانون التونسي على ان الجمعية ستكون اعلى هيئة تنفيذية ومشرعة للقوانين في البلاد. وخلافا لذلك لا توجد قواعد واضحة بشأن كيف ستعمل وماذا ستفعل. ووفقا للمحامين الدستوريين والحكومة والاحزاب الكبرى فستقوم الجمعية التأسيسية بما يلي: - ستصوغ دستور جديد. ومن المرجح ان يشمل تحديد موعد انتخابات جديدة لاي مؤسسات ديمقراطية تقرر الجمعية انشاءها. لا يوجد جدول زمني رسمي لكن 11 من الاحزاب الكبرى حددت عاما لانجاز المهمة. - ستختار رئيسا مؤقتا جديدا. وسيكون هذا المنصب شرفيا الى حد بعيد. وفي الوقت الحالي يشغله فؤاد المبزع الذي كان رئيسا للبرلمان في عهد بن علي. والمبزع وهو المعاون الوحيد لبن علي الذي لا يزال في السلطة على يقين من انه راحل عن منصبه. وسيعتمد من سيخلفه على نتيجة المفاوضات بين الاحزاب صاحبة العدد الاكبر من المقاعد في الجمعية. - الرئيس سيعين حكومة مؤقتة جديدة ربما بالتشاور مع الاغلبية البرلمانية. ورئيس الوزراء الحالي هو الباجي قائد السبسي وهو من التكنوقراط وعمل وزيرا للخارجية في عهد الحبيب بورقيبة الذي سبق بن علي في حكم تونس. ويقول دبلوماسيون ان من المرجح ان يجري استبداله. ويقول الوزراء انهم سيواصلون تنفيذ مهامهم بعد الانتخابات الى ان تعين حكومة جديدة. Sat Oct 22, 2011 11:53am GMT