لم يستبعد الجبالي -الذي يعتبر ثاني أهم قيادي في النهضة بعد رئيسها راشد الغنوشي ويصفه مراقبون بأنه "إسلامي معتدل"- أن ترشح الحركة أيضا رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية الحالية الباجي قايد السبسي (85 عاما) لمنصب رئيس الجمهورية أعلن رئيس حزب حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي أن محادثات تجري حاليا لتشكيل حكومة وحدة وطنية، في حين أعلن أمينها العام حمادي الجبالي ترشيح الحزب له لرئاسة الحكومة التي سيشكلها بعد الإعلان النهائي عن نتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيسي. فقد أعلن الغنوشي اليوم الخميس في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول التركية بعد بدء صدور نتائج الانتخابات التي تظهر تقدم حزبه وفوزه حتى الآن ب68 مقعدا، "نحن نتحدث مع كل حزب سياسي حارب نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وليست لدينا أية شروط مسبقة في مسعانا لتشكيل تحالف واسع". وأضاف أن المحادثات تتركز الآن على تشكيل حكومة وحدة وطنية، مشيرا إلى أنه لم يترشح لأي مقعد في المجلس أو للرئاسة، موضحا أنه لا يقصد القول إنه ترك السياسة والساحة السياسية "فلا يجب أن يكون المرء عضوا في الحكومة أو رئيس وزراء حتى يكون سياسيا". كما أكد الغنوشي -في تصريحات أخرى أذاعتها محطة إكسبريس أف أم التونسية، ردا على سؤال بشأن تشكيل الحكومة- "النهضة ستنال نصيبها في روح من التنازل والإيثار، لكن الحزب الحاصل على الأغلبية هو الذي يشكل الحكومة، هذا هو الوضع الطبيعي". وأضاف أن مختلف الإجراءات التي تلي الانتخابات وصولا إلى تشكيل الحكومة الانتقالية "يجب أن تتم في أقصر وقت ممكن لا يزيد على شهر". وسيوكل للمجلس الوطني التأسيسي صياغة دستور جديد للبلاد تجري على أساسه في وقت لاحق انتخابات رئاسية وتشريعية، كما سيشكل حكومة تدير شؤون البلاد في هذه المرحلة الانتقالية. رئاسة الحكومة: وكان الأمين العام لحزب حركة النهضة حمادي الجبالي (62 عاما) أعلن في وقت سابق اليوم أن حزبه رشحه لرئاسة الحكومة التي سيشكلها بعد الإعلان النهائي عن نتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيسي. وقال الجبالي -وهو سجين سياسي في عهد الرئيس بن علي- إن حركة النهضة رشحته لرئاسة الحكومة التي تنوي تشكيلها خلال نحو شهر من إعلان النتائج النهائية للانتخابات، حيث أظهرت النتائج الجزئية أن النهضة متقدمة فيها بفارق كبير عن منافسيها. ونقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء عن الجبالي قوله إن ترشيحه "أمر بديهي باعتبار أن الأمين العام للحزب الفائز بالأغلبية في كل الديمقراطيات في العالم يتولى رئاسة الحكومة". رئاسة الجمهورية: وكشف الجبالي في تصريحات إذاعية أن الحركة سترشح لرئاسة الجمهورية الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية منصف المرزوقي (66 عاما)، أو الأمين العام لحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات مصطفى بن جعفر (71 عاما)، وهما يساريان يوصفان بأنهما معتدلان. ولم يستبعد الجبالي -الذي يعتبر ثاني أهم قيادي في النهضة بعد رئيسها راشد الغنوشي ويصفه مراقبون بأنه "إسلامي معتدل"- أن ترشح الحركة أيضا رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية الحالية الباجي قايد السبسي (85 عاما) لمنصب رئيس الجمهورية خلفا للرئيس المؤقت فؤاد المبزع. وأكد رفض حركة النهضة التام الدخول في أي تحالف مع القائمة المستقلة المسماة "تيار العريضة الشعبية للعدالة والحرية والتنمية"، التي يرأسها التونسي المقيم في لندن هاشمي الحامدي، دون ذكر للأسباب. يشار إلى أن الحامدي سبق أن كان منتميا إلى حركة النهضة عندما كانت محظورة في عهد بن علي ثم انسحب منها. في المقابل قال شهود إن مئات الأشخاص خرجوا لشوارع مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية للاحتجاج على تصريحات مسؤولين من النهضة تنتقد فوز قائمة العريضة الشعبية بعدد كبير من مقاعد المجلس الوطني التأسيسي. المصدر: الجزيرة + وكالات أعيد النشر على الوسط التونسية يوم 29 أكتوبر 2011