قبل المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية الذي جاء في المرتبة الثانية في الانتخابات التونسية التفاوض علي عرض حزب النهضة الفائز في الانتخابات توليه منصب الرئاسة .فيما بدأ مصطفي بن جعفر رئيس التكتل الديمقراطي التفاوض مع حزب التجديد (الشيوعي سابقا)والديمقراطي التقدمي برئاسة نجيب الشابي لتشكيل معارضة فاعلة داخل المجلس التأسيسي. في وقت قال مصدر قريب من حزب النهضة امس ان المشاورات "تكثفت في الساعات الاخيرة بين الاحزاب الثلاثة الرئيسية واستمرت" رافضا كشف تفاصيلها "لان حسن سير التفاوض يتطلب التكتم، وحال الوصول الي اتفاق سيتم اعلانه". والحزبان الرئيسيان اللذان يتفاوض معهما النهضة هما المؤتمر من اجل الجمهورية بزعامة المنصف المرزوقي وحزب التكتل الديمقراطي برئاسة مصطفي بن جعفر. ويدعو حزب النهضة (90 مقعدا) الي تشكيل "حكومة ائتلاف وطني" ويؤيده في ذلك حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (30 مقعدا). في المقابل، يدعو حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات (يسار 21 مقعدا) الي "حكومة مصلحة وطنية". ودعا حزب التجديد (الشيوعي سابقا-5 مقاعد ضمن تحالف) الي "حكومة كفاءات وطنية من خارج الاحزاب". ويتجه الاخير الي تشكيل المعارضة في المرحلة المقبلة مع الحزب الديمقراطي التقدمي (وسط يسار 17 مقعدا) وحزب آفاق تونس (ليبرالي 5 مقاعد). وبعد انقضاء اجل الطعون في نتائج انتخابات 23 تشرين الاول/، سيدعو الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع المجلس التأسيسي المنتخب الي الاجتماع. ويتولي المجلس التأسيسي اختيار رئيسه ونائبيه والاتفاق علي نظامه الداخلي ونظام مؤقت لادارة الدولة كما يعين رئيسا مؤقتا جديدا خلفا للمبزع الذي كان اعلن انسحابه من العمل السياسي حال تسليم الرئاسة. وبعدها، يكلف الرئيس المؤقت الجديد من تتفق عليه الغالبية في المجلس تشكيل حكومة جديدة للمرحلة الانتقالية الثانية منذ الاطاحة بنظام بن علي. وتركز المنابر الاعلامية في تونس علي منصبي رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية وتطرح العديد من السيناريوات والتسريبات بشأن الحقائب ومن قد يتولاها، ولكنها تكاد تمر مرور الكرام علي ابرز مناصب المرحلة الانتقالية الثانية، اي رئيس المجلس التأسيسي. صحيفة الزمان الصادرة من لندن 10/2011/ Issue 4036 - Date 31